لماذا لجأت السعودية لشراء منظومات ثاد.. وما هي حقائق وابعاد هذه الصفقة؟
تحليل خاص/ زين العابدين عثمان
في خضم العمليات الهجومية المتصاعدة التي تنفذها وحدات سلاح الجو المسير والقوة الصاروخية اليمنية على المطارات والمنشئات الحيوية والنفطية في العمق الاستراتيجي السعودي،، ومع ثبوت الفضيحة المجلجة والاخفاق التقني والعملياتي السحيق للانظمة الدفاعية الامريكية الباتريوت في التصدي للهجمات الباليستية والطائرات دون طيار اليمنية على المملكة.
النظام السعودي ومن واقع الرعب و الفشل الاستراتيجي المتراكم انطلق ليعقد صفقة مستعجلة مع البنتاغون وشركة “السلاح الامريكية لوكهيد مارتن ” بمبلغ قدره 5.36 مليار دولار لشراء منظومات الدفاع الصاروخية ثاد Thad المنظومة الامريكية الاكثر تطورا والاغلى ثمنا والتي يقدر ثمن البطارية الواحدة ب3 مليارات دولار ..
هذا الصفقة الذي يلقي فيها النظام السعودي كل طاقته المالية لانجاحها ودفع ادارة ترامب لتسليمها في هذه الظروف الاستثنائية و التي تتزامن مع موجة المتغيرات الجيواستراتيجية في الحرب على اليمن فهي بدورها تضع جملة من الابعاد والحقائق المهمة التي نستطيع ان نلخصها كالتالي :-
1ان هذه الصفقة تأتي ترجمة حرفية على ان النظام السعودي فقد السيطرة على الحرب باليمن كليا و اصبح يخوض هذه الحرب من موقع المدافع المكسور استراتيجيا والمنهزم الذي لاهدف له اليوم سوى توفير عوامل الحماية لنفسه وللمملكة من ردات الفعل الهجومية القادمة من اليمن .. .
2 ثبوت الفشل السحيق لانظمة الدفاع الجوي الامريكية “الباتريوت المنتشرة بالمملكة” وافتضاح اخفاقها العملاني امام الصوايخ الباليستية والمجنحة والطائرات دون طيار اليمنية الذي استطاعت تحييدها واخراجها عن المثالية والفاعلية المطلوبة والمفترضه للتصدي والدفاع وتحويلها الى انظمة مشلوله واهداف سهلة الاصطياد.
3 الضربات والهجمات التي تنفذها الصاروخية والطائرات دون طيار اليمنية حاليا على المطارات والمنشئات الحيوية بالعمق السعودي,, من جهه اثبتت تفوق هذه الاسلحة على الارض وبلوغها مستويات تقنية وتكنولوجيةمتطورة جدا تخولها لتحييد جميع الانظمة الدفاعية الامريكية المتطورة ذات الجيل الثالث والرابع.
ومن جهه اخرى ان هذه الاسلحة (الصواريخ الباليستية والطائرات دون طيار )استطاعت بفضل الله تعالى ان تحقق لليمن مكاسب نوعية ونقاط تفوق حاسمه على مسرح المواجهة والردع ادناها” تحقيق توازن الردع الاستراتيجي مع السعودية وقص مخالبها الدفاعية واعلاها انتقال الحرب عمليا من اليمن الى وسط العمق الاستراتيجي للسعودية بمرونه وسهوله متناهية ” مما يعني انقلاب موازين القوة 180 درجة واجبار السعودية وسلطتها الحاكمة على الدخول التدحرج نحو هاوية الهزيمة والانهيار بالكامل
لذا ما يتوجب قوله ان السعودية سواءا زودتها امريكا بانظمة الدفاع الصاروخية ثاد او لم تزودها فهذا لن يغير المعادلة ولن تضع اي فوارق عملياتية في مضمار التفوق الجوي، فاليمن اصبح يمتلك منظومات صاروخية مجنحة ومنظومات باليستية بالغة التطور والتقنية وطائرات مسيرة شبحية تستطيع التحليق لفترات طويلة وتتجاوز افضل الرادارات وانظمة الانذار والمراقبة الملاحية وان تضرب اهدافها بدقة عاليه وهذه هي الحقيقة التي يجب اخذها ضمن المسلمات التي لاتقبل الشك او التأويل
محلل عسكري