مفاوضات السفينة واتفاق الحديدة
يمانيون – كتابات – عبدالفتاح علي البنوس
استأنفت لجنة التنسيق الأممية اجتماعاتها مع لجنة التنسيق المشتركة المكلفة بالإشراف على إعادة الانتشار في الحديدة بحسب ما تضمنه اتفاق السويد ذات الصلة ، حيث عقدت اللجنة اجتماعاتها على متن سفينة بحرية داخل المياه الإقليمية في ميناء عدن بناء على رغبة رئيس لجنة المراقبة الأممية لوليسيغارد وذلك من باب الدواعي والاحتياطات الأمنية وذلك عقب تعرض مقرات البعثة الأممية للقصف والاستهداف لأكثر من مرة من قبل مرتزقة العدوان ، والتي كانت تهدف إلى افتعال أزمة وخلق حالة من التوتر تفضي إلى عرقلة عمل اللجنة والحيلولة دون تنفيذ الخطوة الأولى من خطة إعادة الانتشار والتي ما يزال المرتزقة يماطلون في تنفيذها ، رغم مبادرة الطرف الوطني بتنفيذ الخطوة الأولى من إعادة الانتشار من طرف واحد.
الأمم المتحدة بحسب التصريحات الصادرة عن المبعوث الأممي مارتن غريفيت تسعى من خلال استئناف اجتماعات لجنة التنسيق المشتركة لحلحلة المياه الراكدة في ملف اتفاق الحديدة وخصوصا في ظل تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية ومخاطر انهيار اتفاق وقف اطلاق النار في ظل استمرار قوى العدوان في ارتكاب الخروقات والانتهاكات وسعيهم لتفجير الأوضاع عسكريا من خلال التصعيد المتواصل والتحشيد المستمر ، الذي لم يتوقف حتى في ظل وجود لجنة المراقبة الأممية ، التي ظلت طيلة الفترة الماضية في زيارات مستمرة لموانئ الحديدة للتأكد من تنفيذ الطرف الوطني التزامه بالانسحاب منها وتسليم حمايتها لقوات خفر السواحل اليمنية تحت إشراف الأمم المتحدة بواسطة لجنة الرقابة الأممية ، التي حتى اللحظة لم تتخذ أي خطوات جادة فيما يتعلق بمراقبة مدى التزام أطراف الصراع بقرار وقف إطلاق النار ، وتحديد الطرف المنتهك لهذا القرار بناء على وقائع ميدانية كون وقف إطلاق النار يمثل البداية الحقيقية العملية لتنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة.
وعلى الرغم من التفاؤل الذي يبديه المبعوث الأممي ورئيس لجنة المراقبة الأممية تجاه مفاوضات السفينة ، إلا أن المشكلة تكمن في فريق المرتزقة المرتهن للسعودية والإمارات ، فقراره ليس بيده ، وهو مطالب بأخذ الإذن من السعوديين والإماراتيين قبل الموافقة على أي حلول أو صيغ توافقية ، علاوة على تعنتهم وعدم امتلاكهم الرغبة الصادقة لإيجاد حل لملف الحديدة ، حيث عكست ردة فعل فريق المرتزقة على تصريحات لجنة التنسيق الأممية المشيدة بالخطوات التي اتخذها الطرف الوطني في سياق حرصه على تنفيذ اتفاق السويد بشأن إعادة الانتشار في الحديدة والتي اتخذها من طرف واحد ، عدم وجود نوايا لإنهاء الأزمة وإحداث انفراجة لملف الحديدة.
وهنا ينبغي التأكيد على أن تنفيذ اتفاق السويد الخاص بالحديدة ، مرهون بجدية وحزم الأمم المتحدة ومدى رغبتها الصادقة وحرصها على تنفيذ الاتفاق بعيدا عن المماطلة والتسويف واللعب على ورقة الوقت ، والتي تظهرها منحازة للطرف الآخر ، وكأنها تعمل على تمكين المرتزقة وقوى الغزو والاحتلال من تحقيق مكاسب ميدانية على الأرض كخطوة أولية تسبق شروعهم في تنفيذ خطة إعادة الانتشار في حال ما كانوا ينوون تنفيذها ، والتي مضى عليها أكثر من ستة أشهر دون أن تدخل حيز التنفيذ من طرفهم بسبب مماطلتهم وتعنتهم ورغبتهم في المضي نحو التصعيد العسكري.
بالمختصر المفيد، مفاوضات السفينة ينبغي أن تخرج بنتائج إيجابية تلزم المرتزقة بالبدء بتنفيذ مضامين خطة إعادة الانتشار وخصوصا أن المماطلة من جهة المرتزقة قد طالت ، وعدم التعامل بحزم من قبل الأمم المتحدة تجاههم يدفع بالأوضاع نحو التدهور ، في ظل استمرار فرض القيود على حركة التجارة عبر ميناء الحديدة وقيام قوى العدوان باحتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية والمواد الغذائية والاستهلاكية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة بهدف خلق أزمات تموينية تضاعف من معاناة المواطنين ، فالكرة في ملعب الأمم المتحدة وعليها أن تكون أكثر جدية في حسم الأمر والبدء بالتنفيذ العملي للاتفاق واتخاذ الإجراءات العقابية الرادعة في حق المخالفين والممتنعين عن التنفيذ فقد طالت المدة ولم يعد هناك من مجال للدعممة بعد اليوم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
(الثورة نت)