“نيويورك تايمز”: إنسحاب الإمارات من اليمن يضع “السعودية” في مأزق
يمانيون../
بالتوازي مع انسحاب الإمارات من حرب اليمن، وجدت “السعودية” نفسها محرجة في الحرب التي تستنزف مقدرات التحالف السعودي منذ سنوات، الأمر الذي دفع الرياض الى الضغط على شريكتها أبوظبي للتراجع عن القرار وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة في مقالٍ لها أن السعوديين شعروا بإحباط شديد من القرار الإماراتي الذي بدأ تنفيذه منذ أشهر، مما دفع مسؤولون كبار في الديوان الملكي السعودي لمحاولة ثني الإمارات عن القرار.
المقال الذي كتبه كل من “ديكلان والش” و”ديفيد كيركباتريك” يبيّن أن الإمارات حرصت في البداية على عدم إعلان قرارها بشكل رسمي، تجنباً لردّة فعل “السعودية” لكنها عزمت في ما بعد على الإعلان عن قرارها في الحرب التي أصبحت كلفتها باهظة جداً حتى لو أغضب ذلك الرياض.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات “مايك هندرمارش”، الجنرال الأسترالي المتقاعد وقائد الحرس الرئاسي الإماراتي، الذي أكد لزائرين غربيين مؤخراً، أن اليمن أصبح بمثابة مستنقع يلعب فيه الحوثيون دور (فيت كونغ اليمن) في إشارة إلى الحركة المتمردة المسلحة في فيتنام منتصف القرن الماضي.
ولفت “والش” و”كيركباتريك” أن انسحاب الإمارات في الوقت الحالي من اليمن يعد اعترافاً متأخراً بأنه لم يعد بالإمكان ربح الحرب التي أدت إلى أسوأ كارثة إنسانية في العالم.
كما يلفت المقال إلى أن المسؤولين الإماراتيين قالوا منذ أسابيع أنهم بدأوا انسحاباً جزئياً وتدريجياً من اليمن، لكنّ دبلوماسيين عرباً وغربيين يؤكدون أن تقليصاً مهماً جداً لعديد من القوات الإماراتية في اليمن قد بدأ فعلياً، وأن ما يدفعهم خصوصاً لذلك، هو رغبتهم بالانسحاب من حرب أصبحت كلفتها عالية جداً، حتى إن أدى ذلك إلى إغضاب حليفتهم السعودية، وفق الصحيفة.
في هذا الصدد، يرى “مايكل ستيفنز” الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، ومقره لندن، أن الانسحاب يضع السعوديين أمام حقيقة أن هذه الحرب فاشلة، كما يُظهر لنا أن شريكي التحالف (في الحرب على اليمن) السعودية والإمارات، لا يملكان تصوراً موحداً لمعنى نجاح هذه الحرب.
وتورد الصحيفة أن أربعة مصادر مطلعة أكدت لوكالة “رويترز”، إن القوات السعودية في اليمن اتخذت إجراءات لتأمين ميناءين استراتيجيين في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بعدما خفضت الإمارات وجودها العسكري هناك بشكل كبير.