Herelllllan
herelllllan2

عمليات قصف المطارات السعودية .. بين القيم وتحييد المدنيين

يمانيون../

لا شك ان المحور الاهم في طبيعة عمليات الاستهداف المكثفة التي تنفذه القوة الصاروخية اليمنية والطيران المسير على مطارات المملكة هي عمليات اثبتت اتزامها الفعلي بقيم واخلاق الحرب.

اذ انها لا تستهدف المدنيين وليست قائمة على استخدام القوة الغاشمة التي ضمن برامجها العسكرية الحاق الاضرار الجسيمة بالسكان والمنازل وارتكاب المجازر والمذابح بحق المواطنين وتحيقيق اكبر قدر ممكن من الخسائر بالخصم.

كذلك قيادة الجيش واللجان الشعبية والقيادة السياسية بصنعاء وضعت محددات عسكرية صارمة في عمليات القصف لمطارات المملكة بشكل متدرج، فبدأت بقصف مطار نجران ثم مطار جيزان الذي في واقعها لم تعد مطارات مدنية انما حولها النظام السعودي في اعقاب الفترات الاخيرة الى قواعد وثكنات عسكرية لقيادة العمليات والتحكم ومرابض للطائرات المقاتلة والاستطلاعية (الدرونات) التي تنفذ عمليات عدائية ضد اليمن.

يليها مطار ابها الاقليمي الذي يتم استهدافه معا سبق التحذير والتنوية باستمرار من قيادة الجيش واللجان للمسافرين [بعدم الاقتراب واستخدام هذا المطار كونه هدف عسكري مشروع] هذا من جانب.

اما من الجانب الاخر فهناك نماذج ومدلولات تؤكد حرص القيادة العسكرية في صنعاء على عدم استخدام وسائل و اسلحة ذات القدرات التدميرية العالية، حيث اظهر واقع عملياتها على مطارات المملكة الثلاثة ان الاسلحة التي تم استخدامها هي طائرات دونز دون طيار من نوع قاصف K_2 وهي طائرة ملغومة تحمل مواد متفجرة محدودة الكمية مخصصة فقط لضرب وتدمير المراكز والاماكن الحيوية داخل المطار كابراج المراقبة وانظمة الملاحة الجوية وحجرات التحكم والسيطرة ومخازن الوقود وما الى ذلك من الاهداف الدقيقة والمهمة.

ايضا تم استخدام منظومات صواريخ الكروز المجنحة التي هي الاخرى منظومات تم تقييد قدراتها التدميرية بحيث لا تخلق الدمار الكبير للمطار ولا تضر بالمدنيين.

وقد اظهر واقعه العملياتي في ضرب مطار ابها ان اثاره دقيقة ومحصورة فقط في تدمير برج المراقبة وقمرة القيادة والسيطرة بالمطار ، رغم ان هذا النوع من الصواريخ التكتيكية هي صواريخ فتاكة عالية الاداء مصممة اساسا لحمل رؤوس حربية زنة 500 كجم الى 1000 كجم من المواد شديدة الانفجار القادرة على تدمير القواعد والمنشئات العسكرية الضخمة ومخازن الاسلحة المحصنة والحاق اضرار تدميرية كبيرة وشاملة بالهدف ومنطقة الهدف.

فلو اعطت القوة الصاروخية اليمنية القدرات المفترضة لهذا الصاروخ والذي صمم من اجلها لكان الوضع مختلف تماما ولكان صاروخ كروز واحد كفيل بتدمير مطار ابها بالكامل ومسحه من الخارطة بطرفة عين.

كذلك القيادة في صنعاء ماتزال ملتزمة على ان لا يحصل هناك اضرار مدمرة شاملة للاهداف وتطال المدنيين بل اضرار محدودة تخرج هذه الاهداف عن الخدمة..

واجمالا فان العمليات الاستهدافية ضد مطارات السعودية هي عمليات ردعية ارغامية دقيقة جدا اشبه بالعمليات الجراحية وظيفتها تتمحور حول تركز الخسائر و الضغط على النظام السعودي لرفع الحصار عن اليمن وعن مطارته وموانئه وايقاف الحرب العبثية والعودة للطاولة التفاوضية..

(زين العابدين عثمان – محلل عسكري)

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com