ما بعد عملية اسقاط الطائرة دون طيار.. هل ستندلع الحرب بين امريكا وايران ؟
تحليل خاص – زين العابدين عثمان :
لقد احدثت الخطوة البطولية التي نفذتها وحدات الدفاع الجوي الايراني في عملية اسقطها المتعمد للطائرة التجسسية الامريكية(آر كيو-4 غلوبال) موجة ذهول وجدل سياسي هز الساحة الاقليمية والدولية ،اذ ان الجميع اليوم ساية ومراقبين في حالة ترقب مستميت مما قد تؤول اليه تبعات هذا الحدث الاستراتيجي الضخم الذي خرق الاحتمالات والفرضيات وكسر كبرياء ادارة ترامب واراق ماء وجهها امام دول العالم بعملية استباقية اصابة وبالضربة القاضية اسطورة اقوى واغلى الاسلحة الامريكية، .
ولعل التساؤل الوحيد الذي ربما يكون هو ما يشغل الكثيرين وما يحتاج الى اجوبه شافيه هو “” هل سيكون ملف اسقاط ايران للطائرة دون طيار المتطورة فرصة امريكا للهجوم وشن حربا مفتوحه على ايران ؟ ام ان الاوضاع ستجري خلاف ذلك؟
طبعا وفي ظل هذا التساؤل المحوري والهام ان صح التعبير هناك مراقبين دوليين من انقسموا بين من يؤكد انفجار الحرب في اعقاب الايام القادمة ومن يستبعدها من الاساس، اما نحن بدورنا كمراقبين ايضا للمشهد والاحداث ،نعيد ونؤكد ان مسألة اقدام امريكا لمهاجمة ايران وتفجير الحرب معها سواءا في ظل حدث اسقاط الطائرة او تصاعد حدة معركة التهديدات المتبادلة بينهما هي في الواقع مسألة ترهيبية للاستهلاك الاعلامي فقط وذراع رافعة تستخدمها ادارة الرئيس ترامب لرفع وتيرة الحرب المزدوجة النفسية والاقتصادية الهائلة والمركزة على الشعب الايراني وقيادته الثورية والسياسية ، .
اما كواقع عسكري واستراتيجي فنشوب هذه الحرب مع افتراض ان امريكا اقدمت فعلا بمهاجمة ايران فهذا حرفيا يحتاج الى عوامل اكبر بكثير من عملية اسقاط طائرة تجسس او معركة تهديدات او تركيز قوات الجيش الامريكي بالمنطقة اذ انها تحتاج الى عوامل اخرى اساسية وهامة من ضمنها :-
وجود حسابات ومخططات دقيقة جدا محفوفه بالسرية والغموض خصوصا من الجانب الامريكي وقرار استراتيجي حاسم ينطلق من قاعدة القوة الفارضة والاقتدار على شن الحرب العسكرية وانهائها بمنهجية فعالة وبوسائل حاسمة بحيث لا تعطي مجالا لوقوع تداعيات او مسارات كارثية على المصالح والامن وذلك وفق اعتبار ان الهدف الذي سيتم مهاجمته هي دولة نووية ومحورية قادرة على امطار الشرق الاوسط بالصواريخ الباليستية وتدمير امن التجارة العالمية.
ثانيا ظرورة وجود تعاون اقليمي ودولي مشترك وبالاخص الاتحاد الاوروبي مع الجانب الامريكي في هيئة تحالف منسجم ، بحيث تكون العملية الهجومية على ايران متكاملة الصعد وخاطفة عملياتيا ومنسجمة مع المسارات التي ترتكز ع استراتيجية استهداف سريع لنقاط القوة لايران الحيوية والعسكرية وتدمرها كليا وهي مخازن وقواعد الصواريخ الباليستية والمعامل النووية بالدرجة الاولى وسحق الخطوط الدفاعية الاساسية مع ترسيخ ضمان عدم حصول ردة فعل تطال منظومة الامن والاسقرار بالمنطقة وامن اسرائيل على وجه التحديد التي تعتبر الخاصرة الطرية والسهلة لنيران الصواريخ الايرانية ، .
بالتالي هذه العوامل الاساسية والتي يجب ان تتوفر تفتقر اليها امريكا حرفيا فلاتملك القدرة ولاالامكانيات الضامنة والحاسمة لنجاح هجومها ع ايران وتدمير نقاط قوتها بالمرونة المطلوبة ولا تملك ايضا موافقة دولية او اقليمية تتحالف معها كحلفاء حرب استراتيجيين فدول الاتحاد الاوروبي وغيرها قائمة طويلة من دول العالم لديها قناعة بان الحرب مع ايران هي مسألة كارثية ستحيق بالعالم ان ان حصلت وستفتح سجل خسائر بارقام فلكية لن ترحم احد وعليه فافضل وسيلة للتعامل معها هي الطريقة السياسية فقط .
اما الشئ الاهم ان امريكا في حد ذاتها لاتملك صك ضمان حقيقي يدرأ خطر تدمير اسرائيل، فايران موجهه ثلث قدراتها الباليستية نحو اسرائيل فضلا عن ان هناك قوى اخرى ستدخل خط الهجوم كحزب الله وسوريا والعراق .
لذلك نقولها ومن واقع اليقين بان ادراة ترامب او من ينسج قرارات الحرب من داخل الغرف المغلقة بواشنطن هي فعلا لا تملك الجرأة ولا الاستطاعة على شن حربا خاطفة او مفتوحة على دولة محورية كايران التي تمتلك من القوة والقدرات العسكرية والدفاعية ما تلهب الشرق الاوسط وتطوي مستقبل القواعد الامريكية ال32 المتنشرة فيه وتنهي كيان اسمه اسرائيل ،،بالتالي فاي مسار قد يمكن ان يعمله ترامب او صناع القرار بالكنجرس او غيره تجاه ايران هو لايحيد عن توظيف مهابة امريكا وهيمنتها وثقلها العسكري الكبير والهائل بالشرق الاوسط لاغراض ضغطية فقط تتعلق بدعم وتعزيز فاعلية وسائل الحرب الاركاعية النفسية والاقتصادية المفروضة على الشعب الايراني وهو ما يحصل حاليا ،حيث هذه العوامل هي في الاساس الوسائل المتبقية بيد امريكا لمحاولة التأثير على ايران وقيادتها دون الوقوع في جوف الكارثة التي لاقيود لارقام تداعياتها وتبعاتها .
محلل عسكري