الأميركيون يفارقون الإنكار: «أنصار الله» أسقطوا طائراتنا
يمانيون – تقارير – جريدة الأخبار اللبنانية
بعدما فارق السعوديون والإماراتيون سياسة الإنكار والمكابرة، لحق بهم الأميركيون، مقرّين بإسقاط طائرة تابعة لهم في اليمن. ولئن كان هذا الإعلان يندرج في إطار تصعيد اللهجة ضد إيران، فهو يؤشر إلى حجم التطور الذي بلغته القدرات اليمنية، وإمكانية ترجمتها سياسياً في مقبل الأيام
يستمر اليمنيون في تثبيت دعائم معادلتهم الجديدة في مواجهة العدوان المستمرّ على بلادهم منذ 4 سنوات. معادلةٌ تقوم على استهداف أوسع دائرة ممكنة من المرافق الحيوية في السعودية والإمارات، بهدف حمل «التحالف» على الاستجابة لمطالب وقف الغارات الجوية وتخفيف الحصار الخانق المفروض على اليمن، وهو ما يبدو أن قنوات الاتصال الخلفية بدأت التباحث به، وفق ما أنبأت به التصريحات الأخيرة الصادرة عن «أنصار الله». وللمرة الثالثة في أيام قليلة، استهدفت طائرات مسيّرة تتبع القوات الجوية اليمنية التابعة لصنعاء، ليل السبت ــــ الأحد، مطار أبها في جنوب السعودية، كما هاجمت المسيّرات اليمنية مطار جيزان، لتُخرج بذلك المطارين عن الخدمة، وفق ما أكده المتحدث باسم قوات صنعاء، يحيى سريع.
وجاءت هذه التطورات في ظلّ إعلان الجيش الأميركي، رسمياً، أمس، تمكّن «أنصار الله» من إسقاط طائرة تجسّس تابعة له قبل قرابة عشرة أيام في اليمن. وقال الجيش الأميركي، في بيان، إن مقاتلي الحركة «أسقطوا في الآونة الأخيرة ـــ وبمساعدة إيران ـــ طائرة مسيّرة تابعة للحكومة الأميركية». وبيّن اللفتنانت كولونيل إيرل براون، وهو متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، أن الارتفاع الذي أُسقطت منه الطائرة المسيّرة «إم.كيو-9» في السادس من حزيران/ يونيو «مثّل تحسّناً في قدرات الحوثيين عن السابق»، مستنتجاً من ذلك «حصول الحوثيين على دعم من إيران». كما أشار المسؤول العسكري الأميركي إلى «واقعة منفصلة»، بحسب زعمه، حاول فيها الإيرانيون «استهداف طائرة أميركية مسيّرة فوق بحر عمان» الأسبوع الماضي، من دون أن يفلحوا في ذلك. وتعدّ هذه هي المرة الأولى التي يقرّ فيها الأميركيون بمشاركتهم المباشرة في العدوان، ويعلنون تعرّض طائرات تابعة لهم للاستهداف من قِبَل القوات اليمنية. وفي هذا الإطار، رأى المتحدث باسم «أنصار الله»، رئيس وفدها التفاوضي محمد عبد السلام، أن «إقرار الجيش الأميركي بتبعية طائرة الاستطلاع التي تم إسقاطها في الساحل الغربي له، إثبات عملي على أن العدوان يحمل أجندة أميركية صهيونية، والبقية مجرد أدوات فشلوا أمام صمود اليمن، فاضطر الأميركي إلى الانخراط بنفسه، وهو متورّط في مختلف الجرائم المرتكبة للعام الخامس بحق شعبنا اليمني».
تحدثت «أنصار الله» عن «مساعٍ ووساطات دولية كبيرة» لوقف هجمات المسيّرات
وفي مقابل إعلان «أنصار الله» استهداف مطارَي أبها وجيزان، تحدثت قناة «العربية» عن تمكن القوات السعودية من اعتراض صاروخ باليستي استهدف مدينة أبها الواقعة في جنوب غرب المملكة، في حين شنّت طائرات «التحالف» غارات عنيفة على مواقع ومناطق مختلفة في العاصمة صنعاء فجر أمس. وكانت قناة «المسيرة» التابعة لـ«أنصار الله» ذكرت أن الهجوم الذي شاركت فيه عدة طائرات مسيرة «استهدف غرف التحكم في مطار جيزان ومحطة الوقود في مطار أبها»، فيما أكد المتحدث باسم القوات اليمنية أن «عمليات سلاح الجو المسيّر أصابت أهدافها بدقة عالية (…) ما أدى إلى خروج المطارين عن الخدمة»، مضيفاً بالقول: «نَعِد النظام السعودي بأيام أشدّ إيلاماً طالما استمر العدوان والحصار على بلدنا».
من جهته، دعا وزير الإعلام في حكومة صنعاء، ضيف الله الشامي، الدول المشاركة في العدوان إلى إعادة حساباتها «لأنها ستكون ضمن مرمى الأهداف التي حدّدتها القوات اليمنية للمرحلة المقبلة»، مؤكداً أن «كل الاحتمالات العسكرية مفتوحة، فالأهداف أمامنا، وقدراتنا تزداد، والأسلحة التي يمتلكها الجيش واللجان الشعبية تتميز بالمدى البعيد والدقة والقدرة». وشدد، في حديث تلفزيوني، على «(أننا) اليوم في إطار معادلة وموازنة لا يمكن أن يتوقف فيها ضرب المطارات داخل الأراضي السعودية والإماراتية، إلا بتوقف ضرب الطائرات في اليمن، ورفع الحصار عن مطار صنعاء». وكان الشامي تحدث، في تغريدة لافتة، عن «مساعٍ ووساطات دولية كبيرة» لتحقيق هذين المطلبين.