بالفعل ، استهداف “مطار أبها “جريمة حرب
د.يوسف الحاضري
تنص القوانين الدولية بأن استهداف المطارات المدنية وتعريض المسافرين الى الخطر تعتبر جريمة حرب يعاقب عليها القانون ، ومن قبل ذلك تنص الأعراف والمواثيق والعلاقات ايضا بتجريم مثل هذه الأعمال ، لذا فاستهداف مطار ابها يصنف كجريمة حرب ويعاقب عليها القانون ، ولكن دعونا نبحث عن المجرم الحقيقي الذي يجب ان يتهم بالجريمة ثم يعاقب !!
لو كان القانون الدولي الإنساني وبند(جريمة حرب) مستيقضين منذ اول يوم قام تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات بالعدوان على اليمن وإرتكابه جرائم بحق ابناءه ومنشئاته وكل شيء ، وتحرك هذا القانون تحركا سليما وفقا لتلك العبارات التي تعكس هويته وعباراته ، ثم أدان وصرخ وسعى لتقديم مجرمي العدوان للمحاكم الدولية واصدر فيهم مذكرات توقيف وحاصرهم ومنعهم من التنقل بحريه واتخذ فيهم اجراءات اقتصادية وغير ذلك ، ما كان اليوم هذا القانون يتكلم عن جريمة حرب بحق مطار أبها ولم نكن سنسمع عن هبوط صاروخ كروز المجنح في المطار بل كنا سنسمع هبوط الطائرة اليمنية المدنية في مطار ابها خلال تنقل المسافرين من وإلى مطار صنعاء الدولي الذي حرم هذا المطار من ذلك منذ ثلاث اعوام بل ودمر تدميرا كليا ، وما كنا سنسمع ان مطار صنعاء تحول من مطار دولي ل30مليون يمني الى مجرد فرزة طائرات المنظمات الأممية والدولية!!!
بالفعل فاستهداف مطار ابها يعني ان هناك جريمة حرب ارتكبت ولكن المجرم الأول والأخير هو الذي إرتكبها وهو “القانون الدولي الإنساني” فصمته امام الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب اليمني منذ 52 شهرا لا يقل جرما عن الجرم الذي قامت به قيادات التحالف لأن صمته عن اول جريمة جعل المجرم يرتكب الجريمة الثانية وصمته عن الثانية جعله يرتكب الثالثة وهكذا في بقية آلاف الجرائم التي ارتكبت ومازالت حتى يومنا ، وإن كان هناك مجرما يستحق ان يقدم للمحاكمة او يتم التنديد به بسبب استهداف مطار ابها فإنه بدرجة رئيسية هو القانون الدولي نفسه الذي كان صمته المطبق وتغافله عن آلاف الجرائم ضد ابناء اليمن أدى الى هذه النتيجة الطبيعية وهي “مشروعية حق الرد ” وفق قاعدة القانون الإلهي السماوي (السن بالسن) ، بمعنى ان اليمنيين بقصفهم لمطار ابها يعتبر امرا شرعيا ويندرج ضمن الحق المشروع في الرد بل انه يجب ان يتم تسليمهم (جائزة نوبل للسلام) لهذا التصرف لأنهم صبروا 52 شهرا وايضا ردودهم لإجبار العدوان للخضوع للسلام وليست لأجل التدمير والقتل والخراب والدماء والدمار كما هو حال التحالف.
وإن كان هناك جانب جنائي في قصف مطار أبها فإنه يتحمله المسببون لحدوث هذا بدء بالقانون الدولي مرورا بقيادات العدوان والمرتزقة وغيرهم ، لذا نحن نؤيد ان هناك جريمة حرب ارتكبت في مطار أبها وندعو المجتمع الدولي للتحرك لمحاكمة قيادات التحالف ومحاكمة القانون الدولي أيضا قبل ان تتطور الامور ويصبح المجتمع الدولي بتخاذله وصمته شريكا قادما في جرائم الحرب التي ستحدث بالتزامن مع الحق المشروع للشعب اليمني في الرد والردع والذي سيتطور ويصل الى مطارات الرياض ودبي وابو ظبي وبقية الاهداف المشروعة لنا كشعب يمني ، وهذا الصمت سيضيف جرائم جديدة الى جرائمهم السابقة شراكتهم في جرائم التحالف في اليمن خلال 52 شهرا .
(عندما أتهم القانون الدولي فالمعني بالتهمة هم القائمون عليه وليس نصوصه)