يوم القدس العالمي بين مخطط الأعداء ومسؤولية الشعب اليمني!
يمانيون – تقرير
يستعد اليمنيين مع باقي شعوب الأمة العربية والإسلامية لأحياء يوم القدس العالمي، في آخر جمعة من شهر رمضان، بقامة الفعاليات الجماهيرية والندوات الثقافية، التي ستنطلق تحت شعار “لا لصفقة ترامب”.
ويأتي احياء المناسبة هذا العام في وقت اصبحت فيه قضية القدس لدى كثير من الشعوب مجرد خطاب إعلامي مستهلك فضلا عن المخططات الامريكية الصهيونية الرامية لعقد صفقة القرن الرامية للاطاحة بالقضية الفلسطينية.
ويستعد اليمنيون الاحرار وباقي شرفاء العالم الى الخروج في مسيرات مليونية للاعلان عن رفضهم لهذه الصفقة مستغلين مناسبة يوم القدس العالمي التي ارسى معالمها الإمام الخميني في عام 1979م ، للاعلان عن تضامن الشعوب الحرة في الدفاع عن الحقوق المشروعية للشعب الفلسطيني المسلم في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي الغاصب ورفض ما يسمى بصفقة القرن.
أهمية يوم القدس
يعد يوم القدس العالمي تصحيح لبوصلة الصحوة الاسلامية، التي جهدت الدول الغربية طوال السنوات الماضية، لحرفها عن مسارها، وخلق والترويج لنوع جديد من “الاسلام”، يتماشى مع المصالح الاسرائيلية..
ويأتي الهدف من إحياء يوم القدس العالمي في توحيد وتذكير المسلمين والعالم بقضية فلسطين، وأن القدس قضية المسلمين جميعا.
يوم القدس العالمي في اليمن
كان الخروج المشرف والمشاركة الشعبية في اليمن لاحياء هذه المناسبة خلال السنوات الماضية في مسيرات مليونية من اجل يوم القدس العالمي ذات طابع ومكانة وتأثير كبير على مستوى العالم كونها تأتي واليمن يمر بعدوان ظالم دخل عامه الخامس .
وهناك أهمية كبيرة في إحياء هذه المناسبة السنوية كي تتجذر لدى عقول الصغار والكبار لأنها قضية متآمر عليها من اليهود ومن بعض المسلمين فلابد من التمسك بإحياء مناسبة يوم القدس العالمي حتى يتم تحرير كل شبر مستعمر من قبل اليهود.
وتزايدت أهمية احياء مناسبة القدس العالمي وتزايدت الحاجة الملحة للأمة اليها مع المستجدات والمتطورات المتلاحقة لمواجهة السعي الحثيث والمستمر لأبعاد الامة عن الاهتمام بقضيتها المركزية كما إن يوم القدس العالمي هو حدث سنوي يعارض احتلال إسرائيل للقدس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم.
اليمن تستعيد هوية الأمة
واما الانتصارات الكبيرة التي تحققها اليمن امام تحالف عدواني كبير ، يرى الكثير من المراقبين أن أن اليمن أصبح ركيزة اساسية في استعادة هوية الأمة واعادة رسم مستقبلها، بل اصبح الصمود اليمني في وجه العدوان المفتاح السحري للمقاومة الفلسطينية للسير في نفس الاتجاه الذي ابعته اليمن والمتمثل في الالتزام بخيار المقاومة المسلحة..
ويؤكد اليمنيين أن يوم القدس العالمي هو تجسيد لبوصلة الحق وتمييز الحق من الباطل في زمن غارق في الفتن المذهبية والتضليل الاعلامي، كما انه تعبير أن القضية الفلسطينية تعني له الكثير كشعب عربي مؤمن بأن احتلال فلسطين واقتطاع جزء من الخارطة العربية امتهان للكرامة العربية، يؤكد التحول الكبير على المستوى السياسي، وتوجه الدولة وموقفها من القضية الفلسطينية، ومن الصعب أن يجد الشعب اليمني نفسه ضمن محور يسعى للتطبيع مع كيان العدو الاسرائيلي أو حتى السكوت عن هذا المحور، فضلا عن الدفاع عنه أو التماهي والقتال تحت رايته، ما يجعل السعودية اكثر عدوانية وانتقاما من هذا الشعب، فهي قد أنفقت مليارات الدولارات في مراكز تعليم ومساجد وتيارات دينية ومجاميع سلفية، وصولا إلى بناء مشيخات وساهمت في إيصالهم إلى اهم مراكز الدولة.
“الموت لأمريكا ولإسرائيل”
ولا يمثل هذا اليوم، المناسبة الوحيدة التي يتذكر فيها اليمنيين القدس والقضية الفلسطينية بل أن هذه القضية باتت تحمل شعار اليمنيين الذين يرددونها بشكل يومي عبر ” الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل” فضلاً عن المظاهرات والمسيرات الكبيرة التي شهدتها اليمن خلال السنوات الماضية، وقد حملت تلك مسيرات الجماهيرية الحاشدة شعار ” تموت أمريكا وإسرائيل وتحيا القدس ” تضامناً مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ورفضا لتصفيتها، وتنديدا بالصفقات المشبوهه.
وحمل المشاركون في المسيرات الأنظمة العربية المنبطحة ومشيخات الخليج المسؤولية الكاملة فيما يحدث من انتهاكات وجرائم بحق الشعب الفلسطيني وتجريف للأرض والمقدسات من قبل العدو الصهيوني ومن خلفه أمريكا.
السلاح صوب العدو
مواقف الوفاء المتواصلة للشعب اليمني، تتلاقى مع الجهود العسكرية التي تقدمها القيادة اليمنية في الجيش واللجان الشعبية عبر تخريج دورات عسكرية تحت اسم فلسطين والقدس، ما يؤكد أن القدرات اليمنية في مختلف المجالات هي في خدمة القضية الفلسطينية، وإن السلاح هدفه الأساس هو التوجه صوب العدو الصهيوني للأمة، وما العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي على اليمن سوى أحد الأساليب لإلهاء الشعب اليمني الحر عن قضية فلسطين وعن العدو الذي اغتصب أرضها، حيث يسعى مسوخ الخليج ومن ورائهم الأمريكان والصهاينة إلى تركيع الشعب اليمني، وإخضاعه، واخراجه من الحضور الفاعل مع القضايا العربية والاسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لكن هيهات لهم ذلك ما بقي في عروقنا دماء، فالشعب اليمني مهما زادت جراحه لا ينشغل عن قضايا الأمة؛ ولن يتخلى عن فلسطين مهما بلغت التضحيات.
أن الكثير من الأنظمة وفي مقدمتها النظام السعودي اتجهت بعد أن مكنت الكيان الصهيوني من السيطرة على أرض فلسطين لإزالة أي حجر عثرة قد تشكل تهديدا للكيان الصهيوني ولو بعد حين، ووصل الأمر بالأنظمة العربية إلى أن يتآمروا على حركات المقاومة التي بدأت تهدد الكيان الصهيوني وشكلت نواة حقيقية لتحرير فلسطين، فساهمت في قمعها وحصارها أكثر وأسوأ مما قام به الصهاينة.
بات التعويل اليوم على دول محور المقاومة، وشعوبها الحرة في اليمن وسوريا ولبنان والعراق؛ في الانتصار للشعب العربي الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومقدساته، واقتلاع السرطان الخبيث من جسدها الطاهر.