إن لم تستح فاصنع ما شئت.. هذا هو حال السعودية الآن
يمانيون../
“ان لم تستح فاصنع ما شئت” ، المراد من هذا القول هو أنه من لم يستح صنع ما شاء؛ فإن المانع من فعل القبائح هو الحياء، فمن لم يكن له حياءٌ، انهمك في كل منكر وفحشاء.
هذا هو حال السعودية في الوقت الراهن حيث تتمادي في غيها مستمدة باموال البترو دولار لتعيث فسادا في جميع انحاء المنطقة ان لم نقل في العالم . لكن ما يهمنا حاليا ونحاول تسليط الضوء عليه هو مسالة العدوان على اليمن والحقد البغيض الذي تكنه للجمهورية الاسلامية الايرانية .
فيما يخص اليمن يعرف القاصي والداني ما هي الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي ضد اليمنيين الابرياء العزل. فمنذ بدء العدوان الغاشم على اليمن سقط ما يربو على اربعين الف شخص ما بين شهيد وجريح غالبيتهم من الاطفال والنساء . وقد نشرت صور من هذه الجرائم يندى لها الجبين وتقشعر لها الابدان ، لا لشيء سوى محاولة اليمنيين الخروج من تحت عباءة الرياض لاسيما بعد وصول انصار الله الى سدة الحكم ، ما استدعى اطلاق عدوان شامل تحت عنوان “عاصفة الحزم” والتي كانت من المقرر ان تنتهي في غضون اسابيع.
غير ان هذه العاصفة يبدو أنها لم تكن سوى زوبعة في فنجان ، لان عدوان التحالف السعودي الذي القى بكل ثقله للهيمنة على اليمن، ليس فقط لم يحقق لحد الان اي شيء بل انه يتحمل خسائر جسيمة يوما بعد آخر. وبعد هذا الفشل الذريع وفي خطوة تنم عن التراجع ، جرى الترويج لعدوان آخر تحت عنوان “عملية اعادة الامل” ، ولكن الامل لمن؟ للسعودية التي تحاول حفظ ماء وجهها للخروج من المستنقع اليمني وهو ما لم تنجح فيه لحد الان ، ام لليمنيين الذين كانوا يصنفون ضمن الدول الفقيرة في العالم واليوم باتوا يعانون من فقر مدقع بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل دول العدوان ، ما ادى الامر الى ان يصبح هذا البلد على حافة المجاعة وهو ما حذرت منه منظمات دولية كرارا ومرارا .
وبعد كل هذه الفجائع التي ارتكبها تحالف العدوان السعودي انبرت اللجان الشعبية اليمنية الى الرد على جرائم العدوان باستهداف محطتي ضخ لانابيب النفط، وماذا كانت النتيجة؟ وماذا كان الوصف لها من قبل الجاني؟ وصفت بأنها عملية جبانة وارهابية وتخريبية قد تصل الى جرائم حرب؟؟! .
عود على بدء “ان لم تستحي فاصنع ما شئت وقل ما شئت” . هذا هو حال السعودية الان. عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية ، رجل الاستعراضات وزير الخارجية السابق الذي اصبح كبش فداء لحماقات اميره الغر ، عاد الى الشاشة والواجهة ثانية ، ولكن جعبته خلت من جديد وعاد للعزف على الاسطوانة المشروخة السابقة وهي ان ايران تزعزع استقرار المنطقة وتدعم المنظمات الارهابية ( ويقصد هنا حركات المقاومة مثل حزب الله وانصار الله والحشد الشعبي والخ.. ) .
لا يختلف اثنان بأن غالبية العمليات الارهابية التي ارتكبت في شتى انحاء العالم خلال السنوات الماضية كان للسعودية فيها دور، اما من حيث التنفيذ او التمويل أو التفكير. فغالبية العمليات الارهابية تورط فيها سعوديون فجروا اجسادهم القذرة في المدنيين الابرياء، وان لم يكن كذلك فكان الدعم المالي السعودي هو المحفز للقيام بها، كما هو الحال بالنسبة للجماعات الارهابية التي احرقت الحرث والنسل في العراق وسوريا تحت مسميات عدة. واخيرا وليس اخرا الفكر الوهابي الذي يشكل اللبنة الاساسية لعقائد هذه الجماعات الارهابية المنحرفة التي تكونت من شذاذ الارض. هذا في حين ان ايران لم يسبق لها ان اعتدت على اي بلد اخر او طمعت في خيراته، والمعروف عن ساستها بانهم متمرسون في التفاوض ويدعون دوما الى حل المشاكل القائمة في شتى انحاء العالم عبر الحوار والمفاوضات ، ولم يسبق ان كان لايراني دور في اي من العمليات الارهابية التي طالت اي بلد في العالم .
وزير الاستعراضات السعودي لم يكتف بهذا القدر بل قال بان بلاده لا تريد حربا مع ايران لكن اذا اختار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك بكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها. احد المحللين والكتاب الشهيرين كان له تصريح بديع بالامس حين قال بانه في حال حدوث اي حرب في المنطقة فان ايران ستتكفل بمقارعة امريكا، وحزب الله سيتكفل بالكيان الصهيوني، ودول الخليج الفارسي يكفيها انصار الله.
وخير دليل على المقطع الاخير هو دعوة السعودية الى قمتين خليجية وعربية نهاية الشهر الجاري لبحث الهجمات التي تعرضت لها مؤخرا منشآت نفطية سعودية بواسطة طائرات يمنية مسيرة وهو ما يعني ان حركة انصار الله اصابت هذا البلد في مقتل . ولكن كما هو المتوقع فان هذين الكيانين اصبحا من الماضي ولم تعد قراراتهما تقدم ولا تؤخر بسبب الخلافات التي تنخرها من الداخل .
هناك مثل آخر يقول “أسد علي وفي الحرب نعامة” هذا هو حال السعودية اليوم حيث تستعرض عضلاتها امام الابرياء العزل وترتكب شتى الجرائم بحقهم، وحين تتعرض لاسوأ الاهانات من قبل سمسار الولايات المتحدة والتي لم تقتصر على مناسبة واحدة، ليتذرع البعض بانها زلة لسان او غير مقصودة (وان كانت الاهانات صريحة الى درجة لا تقبل اي تأويل) لا تجرؤ على ان تنبس ببنت شفة والعاقل تكفيه الاشارة.
وختاما ينبغي القول لله درّ الشعر حين قال:
إذا لم تخشَ عاقبةَ الليالي***ولم تستَحْيِ فاصنع ما تشاءُ
فلا واللهِ ما في العيش خيرٌ***ولا الدنيا إذا ذهَب الحياءُ
يعيشُ المرء ما استحيا بخيرٍ***ويبقى العُودُ ما بقي اللحاءُ
(أحمد سعيد – العالم)