محافظة الضالع.. على مرمى حجر من الحسم
العدوان يفقد تـوازنه الاستراتيجي.. ويتجه نحو الإنهيار في الجنوب اليمني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تحليل خاص / زين العابدين عثمان
لقد حملت العمليات العسكرية الواسعة التي نفذتها قوات الجيش واللجان الشعبية في الفترة الاخيرة في محافظة الضالع جنوب اليمن الكثير من الدلالات والابعاد المحورية في قلب ميزان القوة، وتغيير قواعد الاشتباك ضد العدوان ومرتزقته.
فالعمليات بطبيعتها البنيوية تعتبر غير مسبوقة الى درجة تجعلها احد اكبر واعقد العمليات الهجومية الاستراتيجية التي قامت بها قوات الجيش واللجان واكثرها تميزا وفداحة بقوات العدوان ومرتزقته منذ بداية الحرب.
فمن حيث الكم والتوقيت والاستراتيجيات المتبعة والنتائج الميدانية التي حققتها عسكريا واستراتيجيا الى حد اللحظة تجعلها عمليات ذات تحولات مفصلية هامة ومستقبلية تعطي لقوات الجيش واللجان مكاسب القوة المطلوبة لكسر قواعد الاشتباك القائمة في الجبهات الوسطى بالكامل وايضا الافضلية الهجومية والقدرة على تحرير الضالع بالكامل من دنس وعصابات قوات العدوان ومرتزقته الاجرامية.
الى اليوم الانتصارات الميدانية التي احرزتها وحدات الجيش واللجان الشعبية في محاور القتال بالضالع ما تزال تمثل تحول صادم بالنسبة للعدوان السعودي و الاماراتي فهي بطابعها العملياتي والتكتيكي (خاطفة ) خرجت عن المهام التقليدية او المتوقعة .كونها اعطت انجازات وارقام ميدانية قياسية في مستوى نطاق السيطرة الجغرافية والاستراتيجية التي تم تحقيقها.
وبفضل من الله سبحانه قوات الجيش واللجان الشعبية تسيطر حاليا على 70% من جغرافيا الضالع خصوصا بعد السيطرة على مديرية الحشا واجزاء كبيرة وواسعة من مديريات فعطبة والازارق ولم يتبقى سوﯧ مركز المحافظة وبعض من المناطق المجاورة لها والمحاذية لمحافظة لحج…
كذلك بالنطر لعمق الابعاد والتداعيات التي تحملها هذه الانتصارات فقوات الجيش واللجان استطاعت تضرب السيطرة المركزية للعدوان بالمناطق الوسطى وان تؤمن محافظة إب التي كان يحاول العدوان مهاجمتها من اراضي الضالع كذلك تأمين محافظة تعز وعزلها عن الضالع بالإضافة الى توفير العوامل الاساسية لتعزيز استراتيجية التقدم والتوغل لوحدات الجيش واللجان في جانبين الاول في مديريات البيضاء من الجهة الجنوبية الغربية لها كمديرية ذي ناعم والزاهر والثاني باتجاه مثلث العند ومديرية يافع في لحج وهذا انجاز مهم ومحوري كبير جدا على المستوى الاستراتيجي سيكون فاتحة مفصلية لتحولات جديدة في للتقدم صوب عمق المحافظات الجنوبية وتضيق الخناق على قوى العدوان ومرتزقته جنوبا .
اما على المستوى العملياتي والعسكري فما حققته وحدات الجيش واللجان من انجازات ميدانية بالضالع فهي بدورها تعكس واقع الاداء والتنفيذ العملياتي الدقيق والفعال جدا للجيش واللجان وامتلاكهم الافضلية الميدانية في محاور الاشتباك وامتلاكهم ابضا عوامل الحسم الميداني والعملياتي بكل شبر بالضالع نتيجة الهبة القبائلية المهيبة لأبناء الضالع الاحرار واستنفارهم الواسع للانخراط في معارك الجيش واللجان لتحرير اراضيهم هذا من جهة اما من الجهة الاخرى فهي تعكس تفاصيل الواقع الحقيقي الذي بات يعيشه العدوان ومرتزقته سواء فيما تبقى من مناطق الضالع او المناطق الجنوبية والشرقية في لحج والبيضاء وغيرها.. نستعرض عبر “يمانيون” أبرزها;-
- الركاكة الكبيرة والضعف المستطير على قواته وخطوطه الدفاعية على الارض وفقدانهم التوازن والتماسك الاستراتيجي والعسكري الذي وصل الى حد يدفعهم نحو الانهيار والهزيمة وفقدان الوضع بالكامل في جبهات الضالع وحتى الجبهات الوسطى بالبيضاء والجبهات الجنوبية الغربية بمناطق تعز ولحج.
- حجم الخلافات والنزاعات البينية المتصاعدة في صفوف المرتزقة والعدوان فقد أكد الوضع بان هناك خلافات حادة بينهم وصلت الى مستوى الصدام والاقتتال وحالات التخوين وتبادل الاتهامات.
- بات العدوان والمرتزته اليوم يعيشون اسوٲ مستوى من الانهيار العسكري والاستراتيجي والمعنوي، إذ أصبح في الحضيض، وجميع قواته من المرتزقة باتت هي الأخرى مسحوقة نفيسا وتعيش حالات الرعب والقلق والتفكك ولم يعد لها هدفا سوى كيفية الفرار من مواجهه قوات الجيش واللجان الشعبية بالأيام القادمة…
بالتالي فكل المؤكدات والابعاد على مختلف المستويات عسكريا واستراتيجيا تشير الى ان تحالف العدوان السعودي والاماراتي مع مرتزقتهما ذاهبون نحو هزائم ماحقة ونحو انهيار دراماتيكي في مناطق الجنوب اليمني خصوصا بعد افتضاح نقاط ضعفه وتفكك استراتيجية على الارض وخروجه من وضعية المهاجم الى وضعيات دفاعية غير نظامية لا تمتلك واقعا عملياتيا مهيئا كما للتملك عوامل الثبات والتمركز ميدانيا.
وتجدر الإشارة الى ان عمليات الجيش واللجان في الضالع بشكل عام اظهرت جانبا لا يكاد المراقبون يلحظونه وهي ان وحدات الجيش واللجان التي عادة ما تعتمد في عملياتها على اضفاء طابع التكتيكات والخطط العملياتية الغير نظامية [حرب العصابات اي الهجوم ثم الانسحاب التكتيكي] في كل مسارات المعارك التي تخوضها سواءا في جبهات الحدود والجبهات الداخلية كالساحل الغربي ونهم والجوف. بيد ان عملياتها في جبهتي الضالع والبيضاء كانتا خلاف ذلك حيث اتسمت بتكتيكات جديدة لم يسبق ان حصلت في مناهج وقواعد العلوم العسكرية العالمية الحديثة حيث مزجت بين تكتيكات الحرب النظامية والغير نظامية رغم التفوق الجوي للعدو وتفوقه العددي، وهذا هو فن عسكري جديد فعال جدا على الواقع الميداني.
فمن جهة يعزز من سطوة السيطرة والاجتياح للجيش واللجان الشعبية ومن جهة اخرى يعطيهم المثالية الدفاعية في الحفاظ على الانجازات والمكاسب التي تم تحقيقها. ما جعل مسارات العمليات للجيش واللجان لا تتقيد بحدود معينه انما ستواصل التقدم وفرض السيطرة الى حدود تحرير مناطق جديدة بالبيضاء وتحرير محافظة الضالع بالكامل والبدء بتشكيل نقاط انطلاق لاجتياح مديريات لحج جنوبا، وهذه هي الحقيقة التي يمكن ان تستنتج من تفاصيل وطبيعة العمليات.
اجمالا فان الوضع العسكري حاليا بالضالع يشير الى تقدم قوات الجيش واللجان بعد عمليات التحرير الواسعة لبعض مديرياتها، واصبحت على مسافة رمي حجر فقط لتتحرر بالكامل.
اما تحالف العدوان ومرتزقته كما هو الحال فهو من انكسار استراتيجي الى انهيار ميداني سيذهب به بأعقاب الايام والساعات القادمة الى مستوى الهزيمة والاندحار قريبا من الضالع ومن غيرها من المحافظات الجنوبية والوسطى ولله عاقبة الامور
محلل عسكري