استنساخ الصمود اليماني في غزة
كتب / حاتم شراح
من الفخر والاعتزاز لكل مسلم أن يفرح ويسر لذلك التقدم النوعي في مسيرة المقاومة الفلسطينية التي بدأت تستفيد من الصمود اليمني وأن تكون شوكة في حلق العدو الصهيوني الذي انتهز الفرصة مع تشرذم الجسد العربي والإسلامي والقيادة الأمريكية المجنونة التي تدعمه بل حدود بل لا نستبعد أن يكون من المسلمين والعرب من يحرض العدو الصهيوني على ضرب غزة وهذا ما حدث من قبل وتم تمويله خليجيا.
أي عار هذا وأي إسلام هذا الذي يعتنقه هؤلاء ، بل أي نفاق سافر هذا ، من يشاهد نتنياهو في هجمته يرى أنه لا يحسب حسابا لأي ردة فعل فكل اللاعبين في يده ، وتناسى عدو الله ، أن هناك قوة الله ، والمجاهدين الأبطال الذين تشربوا حب الشهادة من الصغر وما نحن اليمنيين إلا تلامذة لهم ، وسوف يتجرع هذا الكيان الغاصب ما يجعل اليهود يعودون إلى أوطانهم الأصلية ، وما أظن نتنياهو إلا فاتحا أذنيه للحمقى محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ، ويطمئنوه من أي ردة فعل عربيه أو إسلامية ، كما أنهم ربما ينصحونه بانتهاز الفرصة ما داموا في السلطة حيث لن تتاح له مثل هذه الفرصة ، مجلس التعاون الخليجي ربما يوفر للعدو الصهيوني غطاءا سياسيا ، وكذلك الجامعة العربية ، وربما عندما تحس إسرائيل بالخطر أو تكون الحرب لصالح الفلسطينيين قد يعملون على عمل دور الوسيط ، كما فعل آباؤهم في منتصف ثلاثينيا القرن الماضي عندما أضرب الفلسطينيون وفكت الجامعة العربية هذا الإضراب الذي شل الحركة في فلسطين.
وجاءت الخيانة من القادة العرب العملاء ، الذي يحدث على غزة هو خيانة عربية بامتياز في ظل خلق حالة تشرذم وزعزعة استقرار كثير من الدول التي قد تشكل نوعا من الخطر على إسرائيل حتى ولو كانت تحت عباءة عملاء العدو الصهيوني إلا أن هؤلاء في ظل مجرد نظام لم يعد مقبولا لديهم أن تستقر بلدك والبشير آخر هذه التجارب ولهذا فاستقرار السودان لم يعد مقبولا حتى وإن قبل الشعب السودان بالتطبيع مع العدو الصهيوني.
وها نحن نشاهد السودان في أثناء الثورة والمظاهرات وهناك من يخلق أزمة سيولة ووقود وانقطاع كهرباء ، هل هذه ثورة مضادة سريعة أم أن هناك من يلعب على المكشوف في ظل غباء إخواننا السودانيين الذين تناسوا أن جيشهم قد تم استبداله من زمان أن هذا المجلس العسكري ملطخ بالدماء والعمالة من رأسه حتى أخمص قدميه وستثبت الأيام ذلك ، العمالة الآن أصبحت مهنة وبضاعة رائجة ، ولن ترى شخصية عسكرية أو مدنية إلا وقد تم تجنيدها وهي تعمل وفقا لما تم تجنيدها له، والعمالة تصب في صالح العدو الصهيوني ، عبر وكلائه الأمريكان والبريطانيين ودول الخليج ما عدا البعض القليل.
ستثبت الأيام أن هناك لعبة قذرة ربما تستعجل لصفقة القرن الذي ستكون غزة هي المعرقل لصفقة القرن لأن هناك من سيرفضها وهم مجاهدو غزة وأبطالها ، وربما يكون العدو الصهيوني وهو يشاهد ما يحدث على الساحة العربية قد تفتحت شهيته لحرب يخوضها ضد مواطني غزة العزل متناسيا أن هناك أبطال يستفيدون من المعطيات الدولية ومن تجارب الآخرين ، وستكون انتصاراتهم هي نصر للإسلام والمسلمين ، وأنا على يقين كامل أن نتنياهوا سيكون خصما وسيجعل أولئك الذين شجعوه على فعله يدفعون الثمن غاليا كونهم لن يستطيعوا أن يصنعوا له شيئا.
كما أن هناك حتى بين اليهود من يمتلك حسا عسكريا يعرف من خلاله ويستشعر خطر القيام بالحماقات التي يقوم بها نتنياهو والتي قد تقود إلى تفجير الوضع في الشرق الأوسط ، من خلال شن حرب على إيران تتم بضغط من العدو الصهيوني لتخليصه من ورطته في حال انفلتت خيوط اللعبة من يده ، ولعل الأيام تأتي بما يثلج صدور المظلومين في العالم وأولهم شعبنا الفلسطيني الذي يعتبر الشعب المقاوم والذي تم التآمر عليه وعلى قضيتم منذ قرن كامل ، وها هو العدو الصهيوني يطمع في أن يكمل مشروعه التوسعي بمعونة العملاء العرب.
لقد جاءت الصورة لاستهداف ناقلة جند صهيونية ، في ظل استقرار المدينة التي تنعم بالهدوء لتعكر لليهود مزاجهم سيكون تأثير هذه الصورة مثل تدمير مدن كاملة وإبادة فرق كاملة دون تصوير ، الآن سيتم الحساب لارتكاب أي حماقة ألف حساب إن كان هناك أي تعقل في حكومة هذا الكيان الغاصب ، كما أن الفلسطينيين بهذا النصر وهذا الانتقال النوعي سيشعرون بالعزة والكرامة وسيبذلون كل ما بوسعهم لتطوير قدراتهم ، ولهم تجارب في هذا المجال كما ستتحد جبهتهم الداخلية لتكون شريكة في أي نصر ، إن قلوبنا نحن اليمنيين تعيش في فلسطين وإن كانت قلوبنا هنا في اليمن ، كما أن فرحتنا واعتزازنا بانتصارات إخواننا الفلسطينيين برغم ما نحن فيه من حرب وعدوان ظالم هو من باب وحدة القضية فعدونا واحد وقضيتنا واحدة ومظلوميتنا واحدة ونحن منتصرون بإذن الله .
المصدر: صحيفة الثورة