رمضان وبشريات النصر لأحرار اليمن وفلسطين وأنصار المقاومة
يمانيون../
يأتي شهر رمضان، وتحتفل به الأمة وفي قلبها اليمن أصل العروبة وأنصار الرسول الأكرم الذين حاربوا معه في معركة بدر والتي كانت في هذا الشهر الكريم، والذين فتحوا معه مكة في الشهر الكريم أيضا، والذين اختارهم الرسول الأكرم للعيش معهم بعد الفتح بعد أن خافوا من فراقه لعلمهم بموقع مكة في قلبه.
ويصادف الشهر الكريم ظرفا عصيبا باليمن، ولكنه يصادف أيضا شرفا كبيرا وبشريات للنصر.
نعم يألم الشعب اليمني من العدوان وما تسبب به من تدهور في الأوضاع والخدمات وانتشار للأوبئة، وفقدان للأحبة من الشيوخ والنساء والأطفال وخيرة الشباب، ولكن العدوان ورعاته يألمون من الفشل والعار الذي يلاحقهم، ومن صمود المقاومة وضرباتها الموجعة وتطورها، ويرجو أحرار اليمن من الله ما لا يرجوه المعتدون ورعاتهم.
نعم يتطلب الشهر الكريم اجواء احتفالية وروحانية، ووضعا اقتصاديا غير الوضع الراهن، ولكنه يحمل في فلسفته الصبر والاحتساب، وفي تاريخه النصر رغم الصعاب وقلة الأنصار والداعمين.
إنه شهر لتربية النفس وتقويتها وجهادها، وأحرار اليمن من المقاومين على الجبهات والصابرين من الشعب، تدربوا جيدا ولا زالوا وسيظلوا مجاهدين للنفس وللمعتدين من المستكبرين وذيولهم.
وانه شهر يحمل صور نصر أهل بدر على عتاة المستكبرين وكبرائهم، كما يحمل بشريات فتح مكة وتطهيرها من الأرجاس والأصنام.
دون مبالغات، فإن صمود اليمن يعيد سيرة المسلمين الأوائل الأسطورية، وايمانهم العميق وروح التحدي والشجاعة ورفض المذلة، وسيكون النصر حليفهم، فهو وعد الهي وقد ابتلى الله الناس ليعلم المجاهدين والصابرين وقد بشر الله الصابرين.
انه وعد للمقاومين على الجبهات والصابرين من الشعب، وهم المؤمنين بالمقاومة والرافضين للاستسلام والذلة، ولهذا فإن الجبهة الداخلية لها دور كبير، فهي تجاهد يقدر دعمها للمقاومة والمجاهدين للمشروع الصهيو أمريكي وذيوله من الأعراب والمرتزقة.
من غير المفهوم حقا، أن يتبادل زعماء إما مشاركون بالعدوان وإما صامتون، التهاني والتبريكات بمناسبة دينية عظيمة كشهر رمضان المبارك، في ظل عدوان على شعب مؤمن، وفي ظل ضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء، وفي ظل جرائم حرب لا يقبلها أي دين أو أي قيم انسانية واخلاقية.
ولكن هذا النفاق هو نفاق معتاد على مر التاريخ، كما جرت العادة التاريخية والسنن الكونية أيضا على انتصار الشعوب والمقاومات، وفشل العدوان والاستعمار طالما هناك رفض وإصرار على التحرر الوطني والاستقلال.
يدخل رمضان ليتصادف وجود عدوان على اليمن وفلسطين، ومقاومة باسلة يمنية وفلسطينية، وهو ما يشي بأن معسكر العدوان واحد وبالتالي فإن معسكر المقاومة واحد هو الآخر.
ان صواريخ المقاومة اليمنية والفلسطينية، لا تتوجه لجبهات العدوان ومرتزقته وجنوده وأهدافه العسكرية فقط، وإنما تتوجه لقلب مشروع الاستعمار والاستكبار العالمي، وعلى رأسه أمريكا والعدو الصهيوني.
وبينما تعيش الأمة كلها أوضاع صعبة، إلا أن الشعوب المقاومة تشهد حالا أفضل، فجميع الشعوب تعيش تحت وطأة أزمات اقتصادية وتردي للخدمات وانتشار للأمراض، ولكن السبب يعود لفساد الحكام وتبعيتهم وارتهانهم لمؤسسات العولمة واكتساب الشرعية الدولية على حساب الشعوب والشرعية الشعبية والوطنية، فيضاف العار الوطني إلى الظروف العصيبة الأخرى، بينما السبب في أوضاع الشعوب المقاومة هو العدوان والحصار، ويخفف شرف المقاومة والصمود من وطأة المصاعب والتحدياتات.
كل عام وأحرار اليمن وفلسطين وأحرار الأمة جميعا من معسكر المقاومة وأنصار التحرر الوطني بخير، والمقاومة في ذاتها انتصار، إلى أن يتحقق الوعد الالهي بالنصر الشامل والحاسم بمعطياته المادية والدنيوية التي يفهمها المعتدون والذين يفهمون جيدا أنه بعيد عنهم بكافة المعطيات الواقعية والاستراتيجية، ويفهمون جيدا أن الشئ الوحيد الذي نجحوا به فقط حتى الأن هو نجاحهم في ارتكاب الجرائم دون محاسبة!
(إيهاب شوقي – كاتب عربي مصري)