“تقرير” الطائرات اليمنية “بدون طيار” وتغيير معادلة الردع
تحليل خاص – زين العابدين عثمان :
استطاعت دائرة الصناعات الحربية اليمنية خلال الاربعة اعوام الماضية أن تحقق انجازات محورية، وهامة جدا في مجال صنع وانتاج الاسلحة المختلفة محلية الصنع والتكنولوجيا الدفاعية المتطورة التي تتطلبها مسارات الحرب وبروتوكولات المواجهة ضد تحالف العدوان الذي يفوده النظام السعودي.
وعلى رٲس تلك التكنولوجيا ما يستعرضه موقع “يمانيون”.. فقد جاءت منظومات الصواريخ الباليستية المتعددة التي دخلت خط المواجهة في اول مراحل الحرب كأول ذراع ناريه ضاربة بيد المؤسسة العسكرية، يليها المنظومات البحرية-ثاني ذراع-ظهرت بقوة على مسرح المواجهة ضد هجمات البحرية للعدوان على المياه الاقليمية اليمنية مطلع العام 2016 حتى اللحظة.
كذلك سلاح الجو المسير أكتسح هو الأخر خط المواجهة في العام الجاري 2018 كسلاح استراتيجي دشنت خلاله مرحلة مفصلية من الحرب، ومفهوم توازن القوة وقواعد الاشتباك وذلك عقب العمليات الهجومية التي شنتها القوة الجوية اليمنية بعدد من الطائرات دون طيار المعروفة صماد 2-3 على العمق الاستراتيجي لتحالف السعودية والامارات ومطاراتهما الدولية.
ابدعت دائرة الصناعات الدفاعية في صنع منظومات الطائرات دون طيار وتمكنت عبر مراحل من الدراسات والتجارب العملانية من الوصول لصنع طائرات متطورة ومتعددة المهام والقدرات وتحقيق فائض تسليحي ومخزون استراتيجي مهم، كان من ابرزها طائرات الاستطلاع والمخابرات المعروفة ب “راصد، رقيب، وهدهد 1” يليها الطائرات القتالية المعروفة بصماد 2و3 المتفجرة التي قصفت مطارات الرياض وابو ظبي ودبي، وهي من طراز متطور تتمتع بقدرة تحليق استراتيجية تصل الى 1200 كيلومتر ومقدرة استهدافية عالية الدقة اضافة الى الطائرة الحديثة الاخرى المعروفة قاصفK2 وهي طائرة انتحارية مصممة للاغتيالات ومهاجمة غرف عمليات العدوان ذات المدايات القريبة .
ان اهمية الطائرات المسيرة في الحرب او السلم او في موازين القوى الاقليمية والدولية تعتبر من بين اهم الاسلحة والتكنولوجيا الدفاعية التي تعتمد عليها الدول الرائدة دوليا والدول القوية الاقليمية كوسائل دفاعية وردعية مثالية كونها قليلة الكلفة وسخلة التصنيع وذات فاعلية لا غنى عنها على المسرح الجيواستراتيجي، وبالتالي فسياساتها تحكم عليها احتكار هذه التكنولوجيا لنفسها نظرا لأهميتها .. وكون امريكا الدولة الاكثر حضورا في مضمار صناعة طائرات درونز (دون طيار ) لا تريد ان يكون لأي دولة منافسة تقنيات حديثة سواءا بنفس مواصفاتها او منافسه لها كما انها تسعى عبر وكلاءها بالمنطقة ان لاتصل هذه التكنولوجيا الى القوى الممانعة بالشرق الاوسط كإيران وسوريا واليمن ولبنان وهذا كان ملاحظا جدا خصوصا اليمن الذي تطحنه حرب التحالف السعودي الاماراتي المدعوم امريكيا الذي ترتكز اساسا على تدمير قدراته وامكاناته الدفاعية بكل اشكالها وانواعها .
لهذا وبعد مرور اربعة سنوات فان اليمن صارت اليوم ضمن الدول المتسلحة بتكنولوجيا الطائرات المسيرة الذي اكتسبها وطورها محليا رغم جور الحرب والحصار، فهو اليوم يمثل قوة صاعدة خطرة ومثيرة للقلق والمخاوف من المنظور الامريكي واحد مصادر التهديد الاستراتيجي الذي يزعزع مستقبل اجندته الاقليمية وامن حلفاءه السعودية والامارات بالمنطقة التي باتت حاليا تحت سطوة التهديد والقصف بطائرات الدرونات.
واكدت هذه المخاوف التصريحات المتكررة لوزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو وتقارير الصحف الذي كان اخرها تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال يوم الخميس الماضي الذي عكست رؤى المسؤولين الامريكيين عن ما اسموه بالخطر الذي تشكله درونات الحوثيين على الملاحة التجارية وتحركات السفن الحربية الأمريكية في المنطقة وامن حلفاءها، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع المستوى في إدارة الرئيس دونالد ترامب قوله: “حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يدركون التأثير المزعزع للحوثيين على الوضع في اليمن والدول المجاورة، لكن كثيرين لا يأخذون الأمر في الحسبان بالجدية المطلوبة” ….
وفي السياق ذاته قال مسؤولون بالمخابرات ان الطائرات المسيرة اليمنية حديثة ومتطورة جدا ومنها نسخ ومنظومات تصنفها الأمم المتحدة بـ “المركبة الجوية غير المأهولة” أو “UAV-X”، القادرة على قطع مسافة تتجاوز 1400 كلم، ما يضع عاصمتي السعودية والإمارات في مرمى نيرانها….
كل ذلك يمثل عمق تداعيات تكنولوجيا الطائرات دون طيار التي يمتلكها اليمن واعتراف صارخ بفاعليتهما الاستراتيجية في قصف واستهداف عواصم السعودية والامارات ومشاءتهم الحيوية وتغيير مفهوم موازين الردع والقوة القائمة وفرض حالة توازن سيصل اليها اليمن ومؤسسته العسكرية خلال الفترة القادمة من الحرب.
محلل عسكري