انعكس نفيرها في استمرار الانتصارات بمختلف الجبهات: قبائل اليمن تواصل كسر العدوان ودحر الغزاة
يمانيون/ أحمد السعيدي
يواصل رجال القبائل الاحرار تنظيم الوقفات القبلية وتلبية النكف ودعم الجبهات بقوافل المال والرجال في مختلف محافظات ومديريات وقرى اليمن ،تأكيدا على واجب مواجهة العدوان الغاشم ،ورفضا لمخططاته وأطماعه ،وانتصاراً لمظلومية الشعب وإسناداً لرجال الجيش واللجان الشعبية، مجسدين في الوقت نفسه الوعي والحرص الكبيرين على مستقبل البلاد وإفشال مخططات العدوان الهادفة لاركاع الشعب اليمني وفرض الوصاية عليه ونهب ثرواته ومقدراته ..وقد انعكس نفير قبائل اليمن ايجاباً على مستوى المعركة مع العدو في الميدان بانتصارات وتقدمات كبيرة في عدد من الجبهات آخرها جبهتا الضالع والبيضاء ما جعل الكثير من المرتزقة افرادا وضباطا ومشائخ ينشقون عن صفوف العدوان ويعودون الى حضن الوطن اقتناعا بعدالة ومظلومية اليمنيين، فيما عجز التحالف بكل عدته وعتاده في تحقيق اي انتصارات على الارض طيلة أربعة أعوام من عمر عدوانه الغاشم على بلادنا.. “الثورة” تابعت نفير القبائل وتداعياته عن قرب، وإليكم التفاصيل فيما يلي:
مديرية معين في أمانة العاصمة نظمت وقفة قبلية هي الثالثة من نوعها منذ بدء العدوان تخللها تجهيز قافلة غذائية كبيرة للأبطال في جبهات العزة والكرامة.. وقد تحدث إلينا الشيخ / محمد العقيلي – أحد المسؤولين عن هذه الوقفة- قائلاً :
نظمنا هذه الوقفة القبلية والقافلة الغذائية للمرة الثالثة منذ انطلاق العدوان ،وهي للتعبير عن الزخم الثوري والنضالي لمواجهة العدوان الغاشم الذي ارتكب ابشع الجرائم اللا إنسانية في حق النساء والاطفال الابرياء وبعد أن شاهدنا جميعاً جريمة طيران تحالف الشر في حق طالبات مدرستي الراعي والاحقاف، وكيف أن هذا العدوان لم يتورع عن استهداف طالبات مدارس لا حول لهن واقترف تلك المجزرة المروعة التي تضاف الى سلسلة مجازره السابقة..لقد خرج أبناء مديرية معين بالكامل نساء واطفالاً شيوخاً وطلاباً للتعبير عن ادانتهم واستنكارهم لهذه الجريمة النكراء واستعدادهم للتضحية بأرواحهم في سبيل عزة وكرامة أبناء اليمن وانتقاما لدماء اليمنيين الاحرار التي سفكت على يد هذا النظام الوهابي القذر.
ثأراً للدماء
هذا وقد افرزت هذه الوقفة القبلية المسلحة حشد عدد من المقاتلين للجبهات ،فقد استعد وتجهز وانطلق 30 مجاهدا من أبناء المديرية لرفد اخوانهم في جبهات القتال، وتخلل هذه الوقفة ايضاً قافلة غذائية ومالية كبيرة من أبناء المديرية للمرابطين في الجبهات في لفتة تعكس صمود وعطاء هذا الشعب العظيم ،فرغم الحصار والوضع المعيشي الصعب للأغلبية الا انهم شاركوا في هذه القافلة كل بما يستطيع وقد تجاوزت هذه القافلة 100 سيارة محملة بالمواد الغذائية لأبطال الجيش واللجان الشعبية، وليست مديرية معين وحدها تفعل ذلك فبقية مديريات امانة العاصمة كان لها نفس الوقفات والقوافل بالإضافة لبقية المحافظات التي لم يدنسها العدو ويفسد فيها الاخلاق والمروءة والعرف القبلي، وفي تلك القوافل وإعدادها ترى العجب العجاب ،فترى نساء يضعن مجوهراتهن وأسراً تتكفل بقافلة خاصة وفقراء يجودون بأبسط الاشياء ،وحينها تدرك أن هذا الشعب غيور على وطنه مؤمن بقضيته.
انتصارات وانشقاقات
أما عن انعكاسات هذه الوقفات والقوافل وتأثيرها في المعركة على العدو، فقد قال عضو مجلس التلاحم القبلي ووكيل محافظة عمران سابقاً الشيخ أحمد أبو حاتم:
تعبِّر هذه الوقفات القبلية والقوافل الغذائية والمالية عن أصالة هذا الشعب اليمني العظيم والحر، وعن الزخم الثوري الكبير الذي يتصدى للعدوان الغاشم في جميع الجبهات ،كما تؤكد بسالة وبأس أبناء اليمن الشرفاء وأهمية المعاني القبلية الكبيرة، وقد انعكست ايجاباً على سير المعركة على الارض وترجيح كفة الجيش واللجان الشعبية على كفة العدوان بكل عتاده وامكانياته العسكرية التي حشدها من دول الاستكبار العالمي، وعلى رأس هذه الانجازات ما تحقق من انتصارات عسكرية في مختلف الجبهات وأبرزها جبهتا الضالع والبيضاء ،فقد استطاع أبطال الجيش واللجان الشعبية استثمار هذا الدور القبلي المهم وتطهير مواقع عسكرية مهمة كان يتمركز فيها العدو لسنوات وفقدها في لحظات.
وأضاف : لقد حرر أبطال الجيش واللجان الشعبية العود والخشبة وذي ناعم والحشاء وها هم يقتربون من يافع لحج ومدينة عدن التي يحتلها العدوان وينكل بأبنائها ،ولعل هذه الانتصارات والتقدمات والتأييد الإلهي مع فارق الامكانيات جعل بعض المرتزقة يضعون اسلحتهم وينشقون عن صفوف العدوان ويعودون الى حضن الوطن لتستقبلهم لجنة العفو العام بصنعاء وسط ترحيب كبير ،وقد طالت تلك الانشقاقات كتائب وافراداً وضباطاً ومشائخ ادركوا أن المال السعودي مدنس ولا يستطيع تحقيق الانتصارات والانجازات على عكس الروح الثورية والوطنية القوية لدى المقاتل اليمني الذي ينتمي للمسيرة القرآنية ويضحي في سبيل الله والوطن بدمائه رخيصة دون اي مقابل، ولذلك كان لتلك الوقفات القبلية والتحشيد الكبير والنفير العام وقوافل المال والغذاء الأثر الكبير في استمرار الجبهات في التصدي والتنكيل بالعدوان ومرتزقته في كل الميادين ومنها العمق السعودي الذي زارته صواريخنا البالستية وطائراتنا المسيَّرة المصنعة محلياً والتي ارهبت العدو وأبهرت العالم.
مدلولات شتى
من جانبه قال العلاَّمة محمد عبدالعزيز عمر – عضو هيئة علماء اليمن وخطيب مسجد الإحسان : إن تنظيم هذه الوقفات القبلية والاحتجاجية والنكف القبلي والنفير العام وقوافل المال والرجال كل تلك المعاني يفتقدها العدوان ومرتزقته في كل المناطق المحتلة، لأنهم باختصار لا قضية لهم ولا إنسانية ،فهم محتلون ومعتدون على عكس اليمنيين الاحرار الذين ينطلقون لتنظيم مثل هذه الوقفات ذاتياً دون تحريك من أحد، ولهذا الدور القبلي مدلولاته الانسانية والدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية ،فأما مدلوله الانساني فإن اليمنيين احياء بقلوبهم يتأثرون ويتألمون مع كل جريمة ومجزرة يرتكبها طيران العدوان في حق الابرياء والمدنيين ومن يملك قلبا حياً وإحساساً لا يمر على تلك المجازر مرور الكرم، إلا المرتزقة الذين ماتت قلوبهم وأصبحوا لا يتأثرون برؤية دماء وأشلاء الاطفال والنساء.
وأضاف: أما المدلول الديني فنحن نطبق داعي الله ورسوله للجهاد في سبيله ضد من ظلمنا وبغى علينا من خلال التحشيد والنفير العام وننتقم لدماء الأبرياء ، فاليمنيون يتمثلون قول رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما قال ” مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ” ونحن امام عدوان ظالم استوجب شرعا أن يخرج اليمنيون الاحرار للجهاد.
اما المدلول الاجتماعي فتؤكد تلك الوقفات والقوافل تكاتف اليمنيين ووحدة صفهم وتلبيتهم للنكف القبلي بين كل قبائل اليمن ،وأما المدلول السياسي فهو أن القبلية أصبحت اكثر وعيا وتستطيع تنظيم الوقفات الاحتجاجية امام المنظمات والهيئات للتعبير بشكل راق عن ادانتها واستنكارها الجرائم والمجازر السعودية في حق اليمنيين ،ويستطيعون ايصال صوتهم ورسالتهم للعالم اجمع بشكل مميز، وأخيراً المدلول العسكري هو تلك الوقفات التي تتبعها قوافل من الرجال والمال لدعم جبهات القتال وتحقيق التقدمات والانتصارات والتنكيل بالعدو ومرتزقته وهذا ما ظهر جلياً في الانتصارات الاخيرة في جبهات الداخل وما وراء الحدود.
91 وقفة
الوقفات القبلية اقيمت في كل مديرية من مديريات محافظات الجمهورية المحررة وبأكثر من وقفة في المديرية الواحدة.. محافظة ذمار كانت حاضرة بجميع مديرياتها كما حدثنا مشرف مديرية الحدا علي المتوكل قائلاً :
بداية هناك ارتياح شعبي واسع يلمسه المواطنون في محافظة ذمار عامة ومديرية الحدا خاصة من الانتصارات التي حققها ابطال الجيش واللجان الشعبية مؤخراً في محافظة الضالع ودحرهم المرتزقة في مناطق العود وذي ناعم والحشأ وعقبى الوطن بأكمله، وهذه الانتصارات لها علاقة وارتباط بالدور الكبير الذي تقوم به القبيلة من خلال النكف والوقفات المسلحة والتحشيد للجبهات بالمال والرجال وتنفيذا لتوجيهات سيدي ومولاي قائد الثورة العَلَم عبدالملك بدر الدين الحوثي بتفعيل دور القبيلة في مواجهة العدوان من خلال التعبئة والتوعية ورفد الجبهات.
وأضاف: ومن هذا المنطلق كان لمحافظة ذمار الأبية ورجالها الشرفاء دور كبير في هذا الجانب، فقد تم توثيق ما يقارب 91 وقفة قبلية مسلحة مسنودة بالرجال والمال والغذاء للمقاتلين الاشاوس في الجبهات، وكان لمديرية الحدا النصيب الاكبر من هذه الوقفات بتنظيم 18 وقفة قبلية مسلحة وهذا الرقم للوقفات المسلحة فقط، ناهيك عن الفعاليات القبلية المختلفة والمتعددة، ونبشر السيد عبدالملك الحوثي وأبناء الشعب كما هي رسالة للعدوان ومرتزقته بأننا ماضون في هذه المحافظة وبقية المحافظات في تنظيم الوقفات والتحشيد وامداد الجبهات بالرجال والمال حتى نفنى جميعاً ثم يأتي الدور على نسائنا ثم الاجيال المتعاقبة التي ستعلن العدوان ومرتزقته وتحاربهم جيلا بعد جيل ،كما قال قائد الثورة.
وقفات بلا خوف
محافظة حجة المحاذية لرأس دول العدوان، هي الأخرى خرج أبناؤها في وقفات قبلية في كل مديرياتها غير خائفين من استهداف أو بطش العدوان الذي يسكنون على مقربة من حدوده..كما أكد لنا عضو مجلس الحكماء الشيخ./ محمد الوزان قائلاً: محافظة حجة كغيرها من المحافظات كان لها دور في تنظيم الوقفات القبلية المسلحة والتحشيد للجبهات بالمقاتلين ومن كل المديريات :عبس وحرض وحيران وميدي ومستبا وافلح وكشر والشاهل والمغربة ومبين والجميمة وغيرها..
كما كان لشيوخ القبائل الدور الكبير في اخماد فتنة حجور التي اشعلها ثلة من المأجورين والمرتهنين للخارج والمال المدنس حتى انتهت فتنتهم بهلاكهم جميعاً.
وأضاف: بعد اجتماع السيد عبدالملك الحوثي بحكماء اليمن ودعوته إلى نفير قبائل اليمن الذين انتصروا لمظلومية الشعب اليمني في هذا العدوان الغاشم كان أبناء محافظة حجة حاضرين في الوقفات المسلحة ودعم الجبهات ولم يخافوا أو يرتعبوا من العدوان الذي يقف على مقربة منهم ويقصفهم بطائراته ومدافعه التي حولت المناطق الحدودية خراباً ودياراً مهجورة ،وهنا أدعو أبناء المحافظة لمواصلة تنظيم مثل هذه الوقفات وحشد عدد اكبر من المقاتلين والقوافل الغذائية لإخوانهم في جبهات العزة والكرامة حتى يتحقق النصر الذي بات قريبا بتضحيات هؤلاء الرجال الاوفياء.