الحوار المفصلي بين زمنين
يمانيون../
مفصليا أتى أول حوار تلفزيوني للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي بعد أربعة أعوام من العدوان، فالحوار أتى في ظل ملامح تغير جوهري في المعادلة السياسية والعسكرية من المواجهة مع قوى العدوان على اليمن، واستعادة قوات الجيش واللجان زمام تنفيذ عمليات هجومية وتحرير مناطق واسعة سقطت بيد المحتل، والاتجاه جنوبا على غرار ما نشهده حاليا في محافظة الضالع حيث حرر الجيش واللجان في عمليتين عسكريتين كبيرتين مايقرب من 300 كيلو متر مربع وأحدث أرباكا كبيرا في ساحة العدو.
في الجو العام ظهر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي القائد لمعركة الصمود اليمني في مواجهة العدوان، والشخصية الأهم على مستوى المنطقة، ومحل اهتمام العالم بعد أربع سنوات من الصمود من مقارعة العدوان على بلاده، ظهر هادئا، مطمئنا، مليئا بالثقة في شعبه، وبما في جعبته من وسائل وأدوات المواجهة، امتلك ناصية صناعتها، أمام عقم خيارات العدو في العام الخامس وانعدام أفقه، في مقابل أفق مفتوح وهدف راسخ للشعب اليمني هو الانتصار ودحر العدوان.
اللقاء الذي امتد لحوالي الساعتين تضمن رسائل تحذيرية مقتضبة للسعودية والإمارات واللتان وضعهما السيد عبد الملك في سلة واحدة كأدوات لتنفيذ السياسة الأمريكية في الوقت الحالي في عديد من البلدان ومنها اليمن، وتعكس الجدية وتوفر الإرادة للاستخدام
وقال “في حال التصعيد ضدنا ستكون صواريخنا قادرة على الوصول إلى الرياض ومابعد الرياض، ودبي وأبوظبي وبلوغ مواقع حيوية يعرفونها”.
لافتا إلى أن الشعب اليمني امتلك القدرة على التصنيع العسكري لأسلحة نوعية وتقليدية تغنيه عن الخارج للاستمرار في المواجهة، والإنتاج العسكري متجه صعودا.
وفي المقابلة أكد السيد عبد الملك أن الورقة الاقتصادية في ظل تشديد دول العدوان للحصار لن تكون بمعزل عن الجهد وقال في رسالة واضحة: هناك إنتاج لأسلحة مهمة وفعالة في السلاح البحري إضافة لوسائل مؤثرة باتت جاهزة للاستخدام عند الحاجة ” و ” أن استمرار الإمارات في العدوان على اليمن سيعرض اقتصادها واستثماراتها للخطر، والسعودية مطالبة كذلك بوقف العدوان إذا كانت تريد الاطمئنان”.
ما يعني أن استمرار تحالف العدوان في العربدة وحصار ميناء الحديدة ومنع دخول المواد الأساسية والمشتقات النفطية أو الوضع الذي يقوم الحال عليه منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م، لن يبقى دون ثمن يدفع.
وفي رده على سؤال حول مشهدية وارسو ذهب السيد عبد الملك إلى توصيف جميل للمشهد العام في المنطقة ومنها اليمن ناسفا في صلب وفي ثنايا إجابته “الشرعية” المزعومة التي يدعيها العدوان، وتسكن فنادق الرياض وبالتالي فكل ما ينجم عن تلك ” الشرعية ” بين قوسين لا قيمة قانونية لها على الإطلاق ولاتلزم اليمن بأي شيء على شاكلة المشاركة في حفل التطبيع بوارسو.
الشرعية اليمنية الحقيقية قائمة في الشعب اليمني ويعبر عنها من عاصمة اليمن صنعاء الثابتة على الموقف اليمني الثابت بالعداء للكيان الصهيوني وإسلامية فلسطين.
لقد ساهم الحوار الأول للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد الثورة الشعبية في تعزيز الاطمئنان الداخلي للشعب اليمني الذي تسمر أمام شاشات التلفاز وأنصت لموجات الراديو لمدة تقرب من الساعتين، بوجود قيادة ضامنة للهداف، وتعزز اطمئنانه بالربط مع مجريات الميدان العسكري الذي يشهد تنامي القوة العسكرية اليمنية وتدفق المفاجأت السارة على كل صعيد، في العام الخامس من العدوان.
لقد اطمأن اليمنيون عبر ثنايا الحوار إلى أن ثمرة صمودهم على مدى أربع سنوات، هو محل تقدير هذه القيادة التي لاتساوم على صموده، وفي ذات الوقت مضت في المواجهة التاريخية مع تحالف العدوان، فباتت بعد 5 سنوات من العدوان تمتلك استراتيجيات أكثر للردع ستمنع العدو غدا عن الاستمرار في تعميق معاناة الشعب اليمني.
وعلى صعيد القوى السياسية تعززت القناعات لديها بأن هذا العام سيكون عاما مفصليا في المواجهة مع قوى العدوان على اليمن إذا لم تثب إلى رشدها، وأن الأصعب في المواجهة العسكرية والاقتصادية قد تجاوزه اليمنيون ، دون أن يضطروا إلى إخراج جميع مافي جعبتهم من مفاجأتعسكرية ستجعل الأبواب مشرعة على تغيير درامتيكي وسريع لايعلم مداه أو ماستؤول إليه أوضاع المنطقة والعالم الذي لن يكون بمعزل عن التأثيرات التي ستعصف بجغرافيا يستمد منها العالم ثلثي حاجته من الطاقة، وتعبر من بحارها أكثر من نصف حركة التجارة العالمية.
(تقرير – إبراهيم الوادعي)