البعد الانساني في وجدان القائد المجاهد أبي جبريل
وهاج المقطري
هل يمكن لأحدهم القول ان أبا جبريل قائدا لفصيل ما وحسب ثم يستريح القائل لمقولته هذه دون أن يجد في نفسه حرجا منها وعدم رضى !!؟
هل يطمئن للظن أن الرجل لايحمل الا فكرا دينوسياسيا كغيره من قادات الانظمة والاحزاب الدينوسياسية وهل يستطيع ان يغفل ذلك الفيض الانساني العريض الذي يملأ وجدانه ويظهر في منطوقه وأفعاله !!
إن إستثنائية المرحلة التاريخية التي نعيشها اليوم هي من تجيب بداهة عن هذا التساؤل رغم صعوبتها وتعقيداتها!!
ذلك أن الرجل وإن لم تسعفه طبيعة الزمان والظروف لتمضي رسالته الانسانية رقراقة بانسياب الا انه حقق _رغم ضيق النطاق_ وعلى أوسع مدى الجوهر الحي للإنسانية الحقة التي أتخمت اليوم بجراحها من قبل قوى الطاغوت الظالمة !!!..
فإن كان الظرف اليوم لم يهيئ لأبي جبريل تحقيق ماكان يمكن ان يحققه في ظرف أفضل من اليوم إلا أنه ثبت في موقف وصمد في ظرف عز صامدوه فكان لموقفه وصموده ثورة إنسانية عارمة قلبت موازين الأحداث كلها في المنطقة وخلطت أوراق المتآمرين ورسمت خارطة أخرى لم يعد يتقن تكهن مآلاتها من رسموا تفاصيلها منذ البداية في خدمة مصالحهم الخبيثة !!!
ان المعيار الصحيح الذي يوزن به أي قائد في الدنيا هو مدى إحترامه لقضية الانسان التي لاتغيب مطلقا عن جوهر قضيته أيا كانت قضيته وأيا كان موقفه واتجاهاته وشرعته ومايؤمن به!!…
وإن أبا جبريل قد ظهر للعالم كقائد من ذلك الطراز البشري الرفيع والفريد الذي يشيع في جوهره الى جانب الايمان بالله الايمان بالإنسان وقضاياه العادلة…!!
وتلك هي ذروة الحق !!
حق الايمان بالله وحق الايمان بالانسان !!
حقان يسيران في خطين متوازيين أحدهما يؤازر الآخر ويواسيه وسط أفق مظلم تكالبت عليهما فيه كل الشرور !!!
ان الحقيقة التي يصعب إنكارها هو أن من يقود طائفة او فصيل او حزب ما تغيب في وجدانه قضية الانسان العادلة الحقة الا فيما يتعلق منها بمصلحة فصيله،، خلا القائد أبو جبريل فإنه قد ظهر واضحا انه لايقود فصيلا معينا وحسب وانما يقود قضية إنسان بأكملها تروم العدل الحق وتقاوم ظلم الظالمين !!!