صنعاء | المكتب السياسي لأنصار الله ينظم ندوة بعنوان الشهيد الصماد مسيرة عطاء وجهاد
يمانيون – خاص
عٌقدت بصنعاء اليوم ندوة بعنوان” الشهيد الصماد مسيرة عطاء وجهاد”، نظمها المكتب السياسي لأنصار الله والأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده.
وفي الندوة أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله حزام الأسد، أن اليمن خسر برحيل الشهيد الصماد واحدا من أعلامه وقاداته لما مثله من شخصية قيادية استثنائية مسئولة .. لافتا إلى أن الرئيس الشهيد كان أنموذجا فريدا ليس على مستوى اليمن، بل على مستوى المنطقة والعالم في هذا العصر الذي تعصف به المؤامرات والأحداث والمتغيرات.
وقال “تجسدت صفات شخصية الرئيس الصماد الفريدة في أنه نهل من ثقافة القرآن وصقلته الأحداث الجسام وجعلت منه قائدا عسكريا مقداما وسياسيا حصيفا، ليجد الشعب اليمني فيه أملا وحلما طال انتظاره، خاصة عندما كان قريبا من عامة الناس وخاصتهم بما في ذلك الجرحى ومعاناتهم وأسر الشهداء والأسرى والمرابطين “.
وأشاد حزام الأسد بمواقف الشهيد الصماد وتفقده ومتابعته للفعاليات والأنشطة النخبوية والمجتمعية وتحركه على المستويات السياسية والعسكرية والثقافية وحرصه على المشاركة الفاعلة في مختلف المناشط، وإعلانه عن المشروع الوطني لبناء الدولة اليمنية الحديثة تحت عنوان ” يد تحمي .. ويد تبني”.
فيما عبرت كلمة أسرة الشهيد الصماد التي ألقاها نجله فضل صالح الصماد، عن مشاعر الألم والحزن التي اختلطت بالفخر والاعتزاز في رحيل والده لما كان يمثله من قيم ومٌثل وطنية وإنسانية ستظل خالدة في ضمائر وقلوب اليمنيين.
وأكد أن صالح الصماد لم يمت ولم تمت القيم والمبادئ التي كان يمثلها واستشهد من أجلها، وستظل حيًة بصمود اليمنيين في مواجهة العدوان وإفشال مخططاته التي تستهدف اليمن أرضا وإنسانا .
وقدمت خلال الندوة التي حضرها رئيس تكتل الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان عبدالملك الحجري، ورؤساء وأمناء عموم والأمناء العموم المساعدين للأحزاب المناهضة وأحزاب التحالف الوطني، ثلاث أوراق عمل لنخبة من السياسيين والمثقفين.
حيث تناولت الورقة الأولى التي قدمها رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية اليمني محمد المنصور بعنوان” الشهيد صالح الصماد الرئيس الظاهرة”، المصاعب التي واجهت الشهيد الصماد باختياره رئيسا للمجلس السياسي الأعلى.
وقال “لم يكن طريق الشهيد والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في قيادة الوطن مفروشا بالورود، بل كان محفوفا بالمخاطر، فالعدوان والحصار قائم والمؤامرات والفتن التي تستهدف الجبهة الداخلية وجبهة الصمود على أشدها”.
ولفت المنصور إلى أن الرئاسة تعني في نظر الشهيد الصماد، النزاهة والشفافية والمصداقية ونظافة ذات اليد والقدوة التي ينبغي أن يستلهما مسئول السلطة بشتى مواقعها والعمل ليلا ونهارا في تحقيق مصالح الشعب ورفع المعاناة عنه وفقا للقدرات الممكنة.
وتطرق إلى مواقف الشهيد وحرصه على مد جسور التواصل مع مختلف القوى السياسية والاجتماعية والثقافية والعلماء لتحصين الجبهة الداخلية وإطلاق مبادرات العفو العام وفضح مؤامرة العدوان على الحديدة والساحل الغربي وأعمال التحشيد والتعبئة.
من جانبه أشار أنس القاضي في ورقة العمل الثانية إلى المبادرات الوطنية التي قدمها الرئيس الشهيد الصماد ومضامين خطاباته عن الدولة المدنية كمحددات لمشروع وطني وبرنامج سياسي، تعكس شخصيته ورؤيته للوضع الراهن وواقع البلاد.
واعتبر التوجيهات السياسية للشهيد والتي أعلنها في خطاباته والمتعلقة بتنمية المجتمع والصمود الوطني والبناء المؤسسي والدعوة للشراكة والديمقراطية والانفتاح على القوى السياسية وحل الخلافات البينية، رأسمال سياسي يجب الحفاظ عليه وتنميته عرفانا ووفاءً للشهيد ومواصلة درب التحرر الوطني على قاعدة ” يد تحمي .. يد تبني “.
ولفت القاضي إلى أن الرئيس الشهيد وخلال تولية قيادة المجلس السياسي الأعلى استوعب المسئولية والظرف التاريخي الذي يمر به الشعب اليمني وما يحتاجه من طاقات لتعزيز تماسك الجبهة الداخلية والدفاع عن حاضر ومستقبل اليمن واستهاض قواه الحية.
من جهته استعرض صادق جهاد أحد رفاق الشهيد ومضات من سيرة الرئيس الصماد وتفقده لأحوال المواطنين وتلمس معاناة أسر الشهداء والجرحى وتوجيهاته بالاهتمام بأوضاع مؤسسات الدولة وإعادة تفعيل نشاطها إلى جانب تفعيل الأنظمة والقوانين وترسيخ العمل بها.
وقال ” كان الشهيد الصماد بين همين ومسئوليتين، تشده هذه وتذهب به تلك، كان يريد بناء دولة لكن الظروف كانت تأخذ بلبه إلى الجبهات ” .. لافتا إلى أن فترة توليه رئاسة المجلس السياسي الأعلى كان قريبا من الجميع ومرجعا لمختلف شرائح المجتمع.
تخلل الندوة مداخلات من قبل مستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب وعضو الوفد الوطني عبدالمجيد الحنش، ورئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله صبري ونجيبة مطهر .. أشادت في مجملها بإسهامات الشهيد صالح الصماد ومواقفه وما تحلى به من أخلاق جعلته محط تقدير واحترام أبناء الشعب اليمني.
وفي ختام الندوة تسلم نجل الشهيد فضل، درع الوفاء مقدم من المكتب السياسي لأنصار الله تخليدا لما بذله الشهيد الرئيس صالح الصماد في سبيل عزة ورفعة وكرامة أبناء الشعب اليمني وتأسيسه للمشروع الوطني ” يد تحمي ويد تبني “.