ثلة الجحود
بقلم: زينب الشهاري
اسمح لي أن ألملم جروحك المبعثرة و اقذفها عاليا نحو فضاء حبي فتعود بعد أن أتلوا عليها ترانيم وجدي وروداً من بلسم تشفي آلامك الناكئة و تطبب أوجاعك النازفة على أصقاعك المترامية التي أنهكتها الأحقاد و حاولت تدنيسها أيادي العبث…أيها العزيز اسمح لي أن أمرر كفي جوازا على ساحاتك الشاسعة فألتمس وعورة صخور جبالك و دفء رمال سواحلك و برودة شلالاتك و رطوبة نضج ثمارك و نعومة أكمة وردك و أسقف البيوت المترامية على بسيطتك كأنها قطع نثرية و لؤلؤ منثور صنعته أيادي أبنائك التي كأنما غرفت من السحر ما أبدعت صنعه من جميل البنيان على ملامحك التي حاول القبح المتجرد المتجسد في شياطين بهيئة بشر تشويهه و هو الأغلى على قلبي و الأعز على نفسي.
أيا حبيباً سكن خلجات روحي و استوطن حجرات قلبي …كيف لمن كانت بذرته في أرضك و كان منتمياً إليك أن يكبر و يجاهر بعصيانك و يمعن بمعول الهدم طعناً فيك و أنت من كنت له أرضا و سماء تحتضنه بين جنبيك و تراقبه بعظيم المحبة يكبر و يقوى.
كيف و أنت من كنت له يداً حنونةً تغدق عليه من فيض العطاء دون منٍّ أو شكوى أن يشبك أياديه مع من جهز النيران ليحرقك…. أي إبليس سكن قلبه و ملأه جفاءا و غلظةً عليك أَوَ كان المال المدنس بذاك الإغراء لتستهويه نفسه بهذا الشكل و يستعد لفعل القبيح بك بلا أدنى تردد أو ندم؟!
أَوَ كان الجاه الذي وعدوه بتنصيبه أحب إليه منك أنت…. و أنت الذي لم تبخل عليه يوماً قط…. إذا كان هذا حاله نكراناً و خبثاً فليذهب إذاً غير مأسوف عليه فلن يجد هذا البائس غير الخسران أينما ولى فلم يعد له مكاناً في أرضك الشاسعة التي تبرأ منها و تبرأت منه فبعداً بعداً و سحقاً سحقاً…. فلا تأسى يا وطني على أمثال هؤلاء فهم ليسوا سوى غثاء و أوساخ طفت و سرعان ما ستتحلل و تزول….
وطني الغالي…. يمني الحبيب… هناك آلآف الأوفياء عوضا عن ثلة الجحود الذين باعوا أنفسهم للشيطان بثمن بخس …… الآلآف ممن قدموا أرواحهم عن طواعية ليلبسوك تاج المجد و ثوب العزة و الشموخ و الذين أقسموا أن يذيقوا كل خائنيك الهزيمة و يسقوهم كأس المنون جرعات و ألوانا…. هناك الأوفياء الذين أحبوا السكن فيك…. كرماء على أرضك و شرفاء مخلصين تحت ثراك يا وطني… فهنيئا لك بهم و هنيئا لهم بك و ليخسأ كل جاحد خائن.
ملتقى الكتاب اليمنيين