سَقط الجميع وبقى الاسد
كتب/ أمين عبدالوهاب الجنيد
تَمُرُ الايام والسنين ولاكثر من ثمان سنوات برغم ما اعد وكاد وانفقُ الكون باسرة ضد اسد الشام وسيد الاحرار ، لكنهُ ظل اسد شامخا ، ضاربا بكل ما جمعوة تحت الاقدام ، قاهرا لمماليك الرمال وقياصرة الرومان والقادة الامريكان ، غالبا للمشرق والمغرب ، لم ولن تهتز له شعرة برغم هوول ما حدث ويحدث ، برغم فداحة الجراح ، وعظة الاشقاء ، ومكر النزلاء ابناء الشتتات والمخيمات.
نعم صمد الليث الضارب، اسد المشارق والمغارب، رجل المنطق والحكمة والقيادة، رجل الانصاف والمبادى ، رجل التاريخ المعاصر .
سيدرك من يمتعض من هذة الحقيقة يوم يذهب عنه رماد العيون، حين يصبح بصره حديد ثاقب.
نعم انه القائد العربي الاصيل بشار الاسد. الذي تولى حزب الله الغالبون، من سارع الي تبني واحتضان قادات وقواعد المجاهدين ، من اسند ظهرة للاولياء الصالحين حين استجار بأعلام الهداة المؤمنيين ، من ماضية ملئ بالاحسان حين ووقف الي جانب كتائب حزب الله لبنان والجبهة الشعبية والجهاد وحماس فلسطين ، وغيرهم منمن اعطاهم الارض والدار والسلاح والقوة والاسناد لعشرات السنيين.
نعم انه القائد العادل الذي عاشت جميع الطوائف والديانات والملل والفرق في ظل حكمه تحت سقف واحد ، نعم انه القائد الفريد والوحيد الذي اعطى الفلسطيني اكثر ما اعطى شعبة ، انه القائد الفريد الذي اعطى اللغة العربية وزنها وحفظ اصلها ، من جعل من بلادة ارض تزرع وجيش وحكومة ونظام ذو قلب واحد و عقيدة صلبة لم يستطيع العالم شراء اصغر موظف في سفارات بلاده ، نعم انه القائد وابن القائد الذي يشهد لهم التاريخ بمواقفهم الثابتة والراسخة في كل قضايا الامه من ذو نعومة اظفارهم وحتي لقاء ربهم .
نعم لقد انتصر برغم اجتماع الكون ضده ، انتصر برغم اكبر عدوان استخباراتي وارهابي وعسكري عالمي في عصرنا الحاضر شن علية ، انتصر واعاد القدر الى طبيعته ، انتصر برغم كيد العالم وقهرة وجبروته ، انتصر حين لم يبقى من ارضه الا موطى قدمة ، انتصر رغم اجتماع قادات العالم مئات المرات على عزلة وقتلة.
في المقابل سقط الجميع وبقى الاسد.. نعم سقطت وتهاوات كومة زعامات الرجس والارتزاق من صراخ ثلاث ايام لم تكن حتي حسوما في بعض ازقة الشوارع ، ابتلت ثيابهم وضاقت بهم قصورهم ، وارتعشت مفاصلهم وزلزلت كياناتهم من تصريح سفير كان حليف وعون لهم يوما ما ، سبق وان باعوا له دينهم ودنياهم لمثل هذا اليوم .
لم يستطيعوا الصمود لايام او شهور برغم ما احاطوا به عروشهم ، برغم مسارعتهم خوفا من دوائر السوء ان تحل بهم ، برغم سيرهم وفق رغبة اوليائهم الامريكين .
لكنهم لم يدركوا ان دائرة الشيطان سرعان ما تضيق وتخنق صاحبها. فهي الدائرة الوحيدة المليئة بالرجس والمؤامرات ، صنعت من حبال الشيطان وكيده . لم يدركوا انها دائرة الخزي والذل والهوان . ومع هذا يقرءون ويشهدون على انفسهم ان لا مولى لهم ولا نصير . ولكن حين ذهب عنهم السمع والبصر . سقطوا جميعا الى مئواهم سقر.
والسلام