الكشف عن أسلحة فرنسية استخدمت في العدوان على اليمن
يمانيون – أثبتت الاستخبارات العسكرية الفرنسية في رسالة سريّة وجهتها للسلطات أن أسلحةً فرنسية تُستخدم في العدوان على اليمن، وهو أمر يناقض رواية وزيرة الجيوش فلورانس بارلي التي نفت أن تكون الأطراف المتصارعة تستخدم أسلحة من صنع فرنسي.
وذكر موقع “ديسكلوز” وإذاعة “راديو فرانس”، اليوم الاثنين، أن تقريرا سريا للاستخبارات العسكرية الفرنسية مؤلف من 15 صفحة تمت كتابته في أيلول/سبتمبر 2018 يتحدث عن استخدام السعودية والإمارات لأسلحة فرنسية في الحرب اليمنية.
وتقول الاستخبارات العسكرية الفرنسية، في تقريرها، إن “السعودية والإمارات تستخدم عدة أنواع من الأسلحة التي سبق واشترتها من فرنسا في حربها على اليمن”.
ومن بين الأسلحة التي ذكرها التقرير : دبابات لوكلير وطائرات داسو ميراج 2000 المقاتلة ومنظومة الدفاع رادار كوبرا وطائرات هليكوبتر كوغار-دوفان بالإضافة لفرقاطات ومدافع وأسلحة أخرى.
ونشرت الاستخبارات العسكرية الفرنسية، في سياق التقرير، مجموعة خرائط تبيّن فيها المناطق الحساسة في اليمن حيث يتواجد عدد كبير من المدنيين والتي تشهد معارك يتم استخدام مدافع فرنسية خلالها.
وبحسب موقع “ديسكلوز” وإذاعة “راديو فرانس”، قامت الاستخبارات العسكرية الفرنسية، في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2018، بإرسال تقريرها المعنون “اليمن .. الوضع الأمني” إلى رئيس الجمهورية ووزيرة الجيوش ووزير الخارجية وللحكومة وذلك خلال المجلس الدفاعي المصغر الذي عُقد حول الحرب في اليمن.
كانت الوزيرة بارلي أكدت، في كانون الثاني/يناير الماضي، أن “الأسلحة التي تبيعها فرنسا للسعودية والإمارات تستخدم حصراً لأغراض دفاعية” وأن الوضع تحت السيطرة” حسب زعمها .
لكن تقرير الاستخبارات العسكرية الفرنسية ذكر “أن السعودية نشرت 48 مدفعا فرنسيا من نوع (سيزار) على طول الحدود مع اليمن وبأن مهمة هذه المدافع هي قصف أهداف داخل الأراضي اليمنية لكي تسمح للقوات الموالية مدعومة بالقوات السعودية بالتقدم في هجومها، ما يعني أن غاية استخدام المدافع ليست دفاعية بل هجومية”.
وحذرت الاستخبارات، بطريقة غير مباشرة بحسب وصف الإعلام الفرنسي، من عواقب استخدام الأسلحة الفرنسية في اليمن لما قد تتسبب به من ضحايا في صفوف المدنيين.
وحول هذا الموضوع نشرت الاستخبارات العسكرية الفرنسية، في سياق تقريرها خريطة تحت عنوان (مدنيون تحت تهديد القنابل) بينت فيه أن 436370 مدنيا يقبعون في مناطق تهددها المدافع الفرنسية”.
وعلى الرغم من تقرير الاستخبارات العسكرية الفرنسية، “إلا أن فرنسا ما زالت تبيع الأسلحة للسعودية”. بحسب موقع “ديسكلوز” وإذاعة “راديو فرانس”.
هذا ومن المنتظر أن ترسل فرنسا 147 مدفعا للسعودية بحلول عام 2023 كما من المتوقع أيضا أن ترسل عربات مدرعة في إطار صفقة سرية تم توقيعها في كانون الأول/ديسمبر 2018.
وفي ظل وضع إنساني كارثي تعيشه اليمن، ما زال الملايين يعيشون حصارا “فرضته قوات التحالف العربي في إطار الحرب القائمة”.
وبحسب التقرير الفرنسي، فإن قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية تستخدم سفينتين من صناعة فرنسية في الحصار البحري ما يتعارض مع الموقف الفرنسي من الحصار .
وتجدر الإشارة بأن وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي صرحت في الثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019 قائلةً بأن ” أولوية فرنسا هي أن يتحسن الوضع الإنساني في اليمن وبأن تصل المساعدات للسكان” حسب زعمها.
وفور نشر موقع “ديسكلوز” وإذاعة “راديو فرانس” لأجزاء من تقرير المخابرات العسكرية حول اليمن هذا الصباح تفاعلت الصحافة الفرنسية باهتمام مع الخبر نظراً للتدهور الكارثي للوضع الإنساني في اليمن “والدور الذي قد تكون فرنسا تلعبه في هذه الحرب”.