سفاحون وقتلة في محراب التعليم
مطهر يحيى شرف الدين
لن تنجو أيه القاتل ولن تُفلت من العقاب الدنيوي والأخروي ستحاسب وتُساءل و لا بد من يوم تأتي فيه العدالة الإلهية و سيأتي اليوم الذي تتم فيه المحاكمة والقصاص بسبب ما اقترفه كل فاعل ومشارك ومتعاطف وراضٍ عن المجازر وكل ما ارتكبته أيديكم بحق الإنسان والطفل والمرأة وبحق هذا الوطن وبنيته التحتية وسيادة أراضيه ، تلك الطفلة البريئة التي قصفتموها بصواريخكم الحقيرة على مدرستها وزميلاتها ستنقض على أعناقكم وتسألكم بأي ذنب قتلتمونا ! هل نحن في موقع عسكري ، هل نحن صواريخ بالستية ؟
أيه المجرمون والسفاحون إعلموا أن أعتا الناس من قتل غير قاتله وأنتم اليوم قد بلغ بكم التجبر والتكبر مبلغاً ليس له حدود ،
اليوم وأنتم تستبيحون الدم اليمني تقوم دول الإستكبار العالمي باستباحة وقتل إخوانكم في المحافظات التي تدعون أنها محررة وتغتال حرياتكم وتتحكم بمصائركم وتوجهاتكم وقراركم السياسي فتعمى أبصاركم وتشاركون من يقتلكم ويقتل غيركم من الأبرياء وتؤيدوا أعمالاً وحشية بقصف آلاف المدنيين الأبرياء بينهم نساء وأطفال ،
اعلموا أن أذلّ الناس وأحقرهم هو من استبد بالمستضعفين من خلق الله واستهان بحرمات الله ولم يقم وزناً لدم طفل برئ وامرأةٍ ضعيفة وشيخٍ مسن واعلموا أنكم في خزيٍ وشنار وهوان مهما طالت الأيام ولن تطول ومهما استمر جبروتكم ولن يستمر وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون وإلى الله تصير الأمور
، إعلموا أيه السفاحون القتلة أن أحذية الضحايا من الأطفال التي رأيتموها متناثرة وملقاة على سلالم المدرسة التي قصفتموها ستكون شاهدة عليكم في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم ، ستداسون بها حين تصبحون أذلة صاغرين ، تلك الأحذية التي هي أغلى منكم ثمناً وأثقل منكم وزناً وأجمل منكم منظراً ستُضربون بها على وجوهكم وأجسادكم سينتعلها الضحايا من الأطفال في ذلك اليوم الذي تُساءلون فيه وتُرجمون بها في عقر ناركم وجحيمكم ،
تلك الحقائب المبعثرة التي خلفها الضحايا من الأطفال ورائهم نتيجة قصفكم بالصواريخ ستشهد عليكم وتقول لكم بأي ذنب قصفتم الأطفال الأبرياء ماذا جنوا ماذا صنعوا ماذا فعلوا ما هو جرمهم وماهي خطيئتهم التي ارتكبوها لكي تقوموا بذلك الإجرام الوحشي وتلك المجزرة المروعة التي استخدمتم فيها الصواريخ والقنابل ضد طفلة هزيلة أنهكها الجوع وضد طفلة يملؤها الأمل بمستقبل جميل لا حول لهن ولا قوة ولا شأن لهن بعملياتكم العسكرية العشوائية الجبانة
لم ترحموا تلك الابتسامات البريئة و الوجوه الوضيئة ولم تلقوا بالاً أو أدنى إعتبار لمنشأةٍ تعليمية أو طلاب مدرسة ذنبهم الوحيد أنهم يمنيون يعشقون دينهم ويحبون وطنهم وينهلون علومهم ويشتاقون لرؤية أهليهم بعد عودتهم من المدرسة ويعيشون أجمل اللحظات مع آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأقاربهم ،
ستلاحقكم دماء الضحايا ودموع الثكالى وأنين الجرحى أينما ذهبتم ورحلتم وحين مماتكم وتكون لعنة عليكم تتلى مدى التاريخ وعبر الأجيال ، صحيح أيه القتلة المجرمون أسرفتم في قصف وقتل وتشريد مئات الآلاف من المدنيين وتماديتم في الإجرام وفجَرتم في الخصومة وزدتم في معاناة شعب بأكمله وعملتم على تعزيز الحصار البري والبحري والجوي لكن أن يصل الأمر مراراً وتكراراً إلى استهداف الأطفال في مدارسهم وحافلاتهم بقصفهم وقتلهم فإنما ازددتم بذلك عتواً ونفوراً وفجوراً وازددتم بذلك خسة ونذالة وأثبتم للعالم أجمع فعلاً أن الحيوانات الضالة أرقى منكم في تعاملها مع بني جنسها وأنكم أضل منها سبيلاً ،
أيه المجرمون المنتهكون لحرمات الله أيه المتعاطفون والمحايدون والصامتون والمبررون للمجازر المروعة التي تحصل أمام أعينكم أجزم يقيناً لو افترضنا عدم وجود صورة موثقة تؤكد واقعة الإجرام وتتحدث عن تفاصيل المأساة والكارثة كنتم ستنكرون الجريمة وستجحدون ولا تصدقون ،
اليوم ولأكثر من أربع سنوات من العدوان هناك الصور تتحدث و التوثيق يؤكد هناك الرسالة تصلكم وتخاطبكم وستشهد على ذلك أبصاركم و جوارحكم يا من جعلتم دم الإنسان زهيداً ورخيصاً مقابل دراهم معدودة وشهوات فانية ،
يا من كابرتم وقامرتم ووضعتم أيديكم تحت أيدي الأعداء من اليهود الصهاينة وجلستم على منصة واحدة واتخذتموهم أولياء من دون الله ماذا تنتظرون ؟ هل تريدون حديثاً شافياً وذكراً يريكم طريق الحق و الخير ويجنبكم طريق الباطل و الشر ، ويقول لكم أنتم بريؤون من هذه الجرائم وبريؤون من ظلم عباد الله ومن ظلم أنفسكم ،
فها هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم يقول “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ، لكن ولأن المرض قد استشرى قلوبكم فقد سارعتم وواليتم أعداء الله وقلتم نخشى أن تصيبنا دائرة السؤ فأصبحتم على ما أسرّيتم في أنفسكم نادمين ..
قال تعالى ” ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطان فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا “.