إنهم يعرفونه
يمانيون /
بقلم / عبدالله حسن الوشلي
من الطبيعي أن تواجه كل الشخصيات العظيمة التي تحاول صنع التغيير وتحرير المجتمع والنهوض به بحملات دعائية لتشويهها من قبل المستكبرين والفاسدين، ومن يتأمل القرآن الكريم وما وجه لأعظم خلق الله وأكملهم وهم أنبيائه من تُهم يرى ذلك جليًّا وواضحًا، ولا ينحصر ذلك عليهم فقط بل يمتد ذلك إلى أولياء الله وأعلام الهُدى في كل عصر.
وفي العصر الحديث لا نجد شخصية كشخصية (الشهيد القائد) وجهت إليها الاتهامات، وسعى المستكبرون والظالمون على اختلاف درجاتهم وأنواعهم إلى تشويهها ومحاولة فصل جماهير الأمة عنها.
كثيرة هي الاتهامات والأكاذيب التي تناولت شخصية (الشهيد القائد) ولكثرتها وتنوعها تكاد كل واحدة منها تُلغي الأخرى وتفضح أختها، وبشكل يظهر ضعف الأعداء وسخافتهم، ففي حين يتهمون الشهيد القائد بادعاء النبوة يتهمونه في الوقت نفسه بادعاء الإمامة، وفي حين يتهمونه بذلك يتهمونه بالانتماء للاثنى عشرية، وحين يتهمونه بذلك يتهمونه بالتمرد على النظام الجمهوري…إلى آخر تلك التهم التي تُضحك، وشر البلية ما يُضحك.
ورغم كل ذلك ومع مرور الأيام يزداد الشهيد القائد ومشروعه القرآني قداسة وسموًّا، ويُظهر الزمن والأحداث ما حاول الأعداء حجبه وإخفاءه، وتصبح كل تهم الأعداء وأكاذيبهم دلائل على خستهم وحقارتهم، وأوسمة وشواهد على عظمة الشهيد القائد وفاعلية تحركه، وعظيم أثره على مشاريع المستكبرين والفاسدين.
ربما لم نعرف قدر وعظمة الشهيد القائد وقصرنا في الاستجابة له وهو يدعو إلى الله ولكن الأعداء هم من عرفوا قدره وعظمة المشروع القرآني الذي يتحرك على أساسه وأبعاد المشروع وتأثيره؛ ولذا تحركوا وحاربوه منذ اليوم الأول وحاولوا إطفاء نور الله وإخماد المسيرة من نقطة انطلاقتها.
الأعداء ليسوا أغبياء، هم يدركون خطورة وعظمة قرين القرآن وحليفه في هذا العصر؛ لذلك لم ينظروا إليه كعالم يُدرس طلابًا، ولا كشخصية تتحرك في قرية هناك في اليمن، ولم يتعاملوا مع الشهيد القائد كمعارض سياسي ولا حتى كناشط مناهض لسياساتهم.
ولأننا كعرب ومسلمين سطحيون لا نؤمن بالأشياء حتى نراها جهرة ماثلة أمام أعيننا، فهل أبصرنا وسمعنا وعرفنا بعد كل هذه الحروب على المسيرة عظمة قائد هذه المسيرة وشهيدها المقدس؟ أم أننا ما زلنا بانتظار وثائق على شاكلة (ويكليكس) لتحدثنا عن نظرة الأعداء إلى المسيرة القرآنية قيادةً ومشروعًا؟!
ماذا يمكن أن يقال في ما أورده الخبير في الشؤون السياسية (بارك سالموني) الذي يعمل في مؤسسة البحث الأمريكية (rand) للدفاع القومي في تقريره – الصادر بعد الحرب السادسة- تحت عنوان ( الحرب الأبدية في اليمن ) والذي تناول شخصية الشهيد القائد من أكثر من زاوية وقام بدراسة واسعة لحياته وما قدمه في محاضراته ليخلص في النهاية إلى نتيجة مفادها أن الشهيد القائد لم يرد منصبًا ولا جاهًا ولا مالًا؛ لأن كل ذلك كان متاحًا وسهل الحصول عليه بالنسبة له، وأن كل ما أراده هو إيجاد خط قرآني مناهض لسياسات أمريكا وإسرائيل وحتى لو كان ثمن ذلك أن يضحي بنفسه.
ولا غرابة أن تعلن الصحف الإسرائيلية منذ الحرب الأولى وما قبلها قلقها من هذه المسيرة وأن يتعاظم ذلك القلق كلما اتسعت وانتشر نورها في المعمورة.
لا يزال الشهيد القائد يرعب الأعداء؛ ولذلك كانوا ولا يزالون يحاولون طمس وتغييب كل ما له صلة به، فالارتباط بهذه الشخصية العظيمة يعني الارتباط بمسيرة الحق والهدى؛ ولذا فلا عجب أن يتم استهداف مقام الشهيد القائد بأكثر من 12 غارة من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي في سابقة لم تُعهد في الحروب والصراعات.
إنه الشهيد القائد.. قرآن ناطق.. وهل يترك أعداء الله القرآن يومًا بدون حرب أو استهداف؟! وهل كانت النتيجة دائمًا إلا أن يشهدوا بلسان المقال والحال عن عظمته وسموه؟!
سلامٌ على حليف القرآن سلامٌ على حسين العصر.