الرئيس المشاط: الامارات تسعى لإبقاء السعودية في حالة إستنزاف مستدام والمرتزقة طرف مسلوب القرار وبلا قضية
يمانيون../
أشار الرئيس مهدي المشاط – رئيس المجلس السياسي الأعلى، إلى العديد من الأسباب وراء التعثر في تنفيذ اتفاق السويد أهمها هو أن الإمارات ترى أن من مصلحتها إبقاء السعودية في حالة استنزاف مستدام، لذا فهي تعمل على إفشال الاتفاق وأي مساعي للسلام.
وأضاف الرئيس المشاط في مقابلة نشرته جريدة “الأخبار” اللبنانية اليوم الاثنين، أن التعثر في تنفيذ اتفاق استوكهولم تتضافر فيه عدة أسباب متداخلة، منها ما هو ملموس ويتصل بتعنت الطرف الآخر وتمسكه بقضايا خارج هذا الاتفاق، ومنها ما هو عائد إلى كون الطرف الآخر ليس طرفاً واحداً، بل هو تجمع أو خليط متعدد الألوان والجنسيات، ومتعدد الرؤوس والتوجهات والحسابات، كما هو معروف، مبيناً أن المرتزقة الذين يُدفَع بهم إلى الطاولة طرف مسلوب القرار وبلا قضية ولا يستطيعون الدخول في التزامات حقيقية، ولعلهم أيضاً يشعرون بأنهم أصبحوا بلا مستقبل بعد كل هذه الدماء وكل هذا الدمار والمعاناة اليمنية عموماً، باعتبارهم من صفّقوا لإنتاجها ومفاقمتها، وبالتالي تصبح مصلحتهم في استمرار الحرب وليس في تحقيق السلام.
وأوضح رئيس السياسي الأعلى بأن طبيعة الواقع وتعقيداته التي هي اليوم فوق قدرة الحلول الجزئية وتستدعي التعامل معها على قاعدة الحل السياسي الشامل، وهو ما يدعو اليه المجلس السياسي باستمرار، لافتاً إلى أن هناك أسباب أخرى وكامنة تقف وراء تعثر اتفاق السويد حتى اللحظة وتتمثل في أن الرغبة الأميركية والبريطانية في السلام لم تنضج بعد، وإن تظاهرتا بعكس ذلك، وهذا هو السبب الجوهري لتعثر اتفاق استوكهولم، مؤكداً أن من مستلزمات التهيئة الأميركية ـــ البريطانية لإعادة تقسيم المنطقة وتقاسمها ـــ والسعودية تحديداً ألّا تقف الحرب في الوقت الحالي، وهو ما يفسر الخروقات المستمرة، التي تجاوزت منذ تاريخ إعلان سريان وقف إطلاق النارعشرة آلاف خرق جسيم، وصلت إلى حدّ معاودة القصف الجوي أكثر من مرة في الحديدة، بينها 19 غارة في ليلة واحدة فقط.
وحمل الرئيس المشاط بريطانيا مسئولية تعثر اتفاق السويد ومفاقمة المعاناة الإنسانية في اليمن، مضيفاً أن بريطانيا إحدى دول تحالف العدوان وهي عضو مؤثر في التحالف، ومنذ فترة بدأت تشارك الكثير من الجهات الدولية دعواتها للسلام، وقد كنا سنعتبر هذا الموقف إيجابياً، لكن أخيراً ظهرت مؤشرات عديدة لا تدعم هذا الظن الحسن، بل ظهرت تصريحات على لسان كبار مسؤوليها تؤكد أن بريطانيا ليست داعمة لتنفيذ اتفاق استوكهولم، ويبدو أنها تسعى إما لفرض تعديلات على هذا الاتفاق، وهذا أمر غير مقبول، وإلا فهي كما يبدو ستسعى لاستئناف الحرب في الحديدة، مبيناً بريطانيا بهذه المواقف الأخيرة أثارت على نفسها أعلى درجات السخط في أوساط الشعب اليمني، الذي لن يتردد في تحميلها مسؤولية إفشال الاتفاق، وعليها بالفعل أن تتحمل مسؤولية ما يستدعيه ذلك من ردود فعل واستعمال حق الدفاع، فالشعب اليمني لن يسكت طبعاً، ولن يتوانى في الاقتصاص لنفسه، وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة بريطانيا، ولا في مصلحة أي طرف من الأطراف، وفقط السلام وحده يمكن أن يخدم الجميع ومصالح الجميع.