المعركة الوحيدة
فاتن الفقيه
معركة اليمن مع التحالف تشبه إلى حد كبير الحروب العالمية من حيث حشد القوى والدول ولكنها ضد دولة وحيدة تقاتل في الميدان للحفاظ على سيادتها وعدم التدخل الخارجي في شؤونها ..
أربعة أعوام شنت خلالها دول التحالف غاراتها الهيستيرية واستخدمت فيها كل أنواع الحروب من عسكرية وسياسية واقتصادية وناعمة .. لم تترك أي وسيلة إلا وحاولت من خلالها إلتماس الدخول إلى العاصمة ..
فتارة من نهم وأخرى من الحدود وتارة من تعز ومرة من مارب وآخرها من الحديدة ..
لم يسلم من هذا العدوان أي أحد من الشعب اليمني .. كل المحافظات كانت مستهدفة من الشمال وحتى الجنوب .. وبعد مضي 4 أعوام على العدوان .. هل لا يزال البعض يرى خيرا فيه ؟!
ألا يرون الحاصل في المناطق المحررة من نهب للثروات وانتهاك الحرمات ؟
أم أنها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور ؟!
معركة اليمن التي تعد معركة خاسرة بالنسبة لنا منطقيا فلا مقارنة بين العدة والعتاد والقوة الحربية من طائرات وبارجات وصواريخ و مرتزقة من داخل البلاد وخارجها وهالة اعلامية يمتلكها العدوان ، وبين أسلحتنا ووسائلنا الإعلامية شتان بينهما ..
ولكن !
كيف انقلبت الموازين ؟ وكيف ظل اليمن لـ 4 أعوام صامدا ولا زال ؟
الإجابة ربما لن يستوعبها من قادوا هذه المعركة باتجاه اليمن ، فلطالما كانت قوة الله هي الأقوى والأشد تنكيلا ، فماذا بعد هذه القوة ..
قال أحدهم حين رأى الناس مرعوبون من صوت الرعد فضحك قائلا : هذه آثار رحمته فكيف بغضبه ..فإذا كانت مجرد رعود قوية تجلب الهلع في قلوب الناس فما بالك بقوته وجبروته إذا غضب سبحانه ..
وأي إجرام قام بها آل سعود وأي مجازر ومذابح ارتكبوها لتؤدي إلى سخط المولى فيعذبهم بأيدينا ، فنرى أبسط الأسلحة تجابه المتطورة بل وتتفوق عليها ..
خلال هذه السنوات الأربع صمد شعب أمام حرب كونية تجمع فيها جبابرة الطاغوت وقوى الشر ضد أنصار الحق ..
في هذه السنوات الأربع نكل أبطالنا بأعدائهم ولقنوهم درسا لن ينسوه ، وسيذكر التاريخ للأجيال القادمة ما صنعه رجالنا من ملاحم بطولية ، وستدرس هذه المعارك في المدارس والجامعات والمعاهد العسكرية ، فكل حرب سواء كانت في الماضي أو الحاضر لم تكن إلا قصصاً متناقلة ربما كانت حقيقة او ضرباً من الخيال ..
بينما ميادين القتال في اليمن فموثق بالصوت والصورة ، وكانت هذه هي أعظم نعمة من الله أن تجول كاميرا الإعلام الحربي لتروي للعالم أساطير بطولات رجالنا من الجيش واللجان الشعبية التي كانت بحق أغرب من الخيال ولولا هذا التوثيق لما صدق أحد ما يدور في أرض المعركة ، لتكون بذلك الحرب اليمنية هي الحرب الأولى والوحيدة التي صورت الانتصار العظيم للشعب اليمني الأعظم.