خلال أربعة أعوام من العدوان.. استشهاد وجرح 40972 بينهم 3547 طفل “تقرير”
يمانيون- تقارير
على مدى أربعة أعوام لم يترك تحالف العدوان الأمريكي السعودي جُرماً إلا وارتكبه، ولا أخضراً ولا يابساً إلا واستهدفه وأمعن في ارتكاب الجرائم المروعة وجرائم الحرب والانتهاكات الجسيمة والأشد خطراً، في ظل تجاهل دولي مريب، جعل من مفهوم حقوق الإنسان أشبه بكوميديا هزلية لعدوان همجي.
استخدم تحالف العدوان مختلف أنواع الأسلحة والقنابل والذخائر العنقودية المحرمة دولياً في انتهاك صريح وواضح للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، أربع سنوات واليمن لا تزالُ تحت نيرانِ عدوٍ لا يعرف عن الدين والأخلاق والإنسانيةِ شيئا، وعلى مرأى ومسمع عالمٍ لا يقلُّ عنه دموية وإجراماً ووحشية، فالأول يقتلُ بطائراته وصواريخه و الآخر يقتلُ بصمته وسكوته.
طوال فترة العدوان قتل الأطفال والنساء وقطعت أوصالهم ودمرت المنشآت التعليمية واستهدفت الجسور وآبار المياه والمطارات ومخازن الغذاء وكل ما له علاقة بقوت المواطن الضرورية للبقاء على قيد الحياة، بالتزامن مع حصار شامل من البر والبحر والجو ومنعت اليمن من استقبال المواد الغذائية الضرورية والدواء والأجهزة والمعدات الطبية خاصة المتعلقة بأمراض الكلى والسرطان، ومنع الناس من السفر لتلقي العلاج في الخارج واستشهد الآلاف لهذا السبب وكم في تسبب العدوان في مآسي يندى لها جبين الانسانية وتتنافي مع كافة القيم والأخلاق والقوانين الدولية وتتنافى حتى مع القوانين الوضعية، كل هذا والعالم يلتزم الصمت عاجزين عن الصمود أمام الريال السعودي بالشكل الذي يؤكد للجميع كذب وزيف العناوين البراقة التي طالما تغنت بها الدول المتقدمة وأنها مجرد خدعة لا أكثر.
احصائيات جرائم العدوان
تشير المعلومات الصادرة عن مركز عين الانسانية للحقوق والتنمية أن اجمالي عدد الشهداء والجرحى بلغ 40972 ، عدد الشهداء منهم 16005 شهيد، بينهم 3547 طفل و2271 امرأة و10 187 شهيد من الرجال بمختلف الأعمار، فيما بلغ عدد الجرحى 24967 جريح ، بينهم 3568 طفل و2560 امرأة و18839 رجل.
استهداف القطاعات الإنتاجية
ومنذ الـ26 مارس 2015م اتخذ العدوانُ سياسةَ الدمار الشامل منهجاً رئيسياً لإخضاع الشعب اليمني ومن ضمن هذا التدمير هو نسف القطاعات الإنتاجية التي تمثل شريان الحياة للملايين من اليمنيين الذي أصبحوا يعيشون المجاعة بذاتها بحسب تقارير المنظمات الدولية.
أرقامٌ مخيفةٌ تكشفها إحصائيات أربعة أعوام منصرمة من العدوان وظهر خلالها قبح التحالف الإجرامي الهادف لإبادة اليمنيين وتشريدهم والنيل من كرامتهم لمجرد رفضهم لمشاريع الاستكبار العالمي وعلى رأسه أمريكا.
كان للقطاعات الإنتاجية النصيب الأكبر من الدمار الذي شمل كافة القطاعات بما في ذلك البنية التحتية.
وكشفت آخر إحصائيات مركز عين الانسانية أن العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي دمر 15 مطارا و16 ميناء وثلاثة ألاف و216 طريق وجسر، و284 محطة ومولد كهرباء، وألف و623 خزان وشبكة مياه، و486 شبكة ومحطة اتصالات وألف و869 منشأة حكومية بمختلف المحافظات.
وبحسب الإحصائية فإن عدد المنازل المدمرة والمتضررة جراء العدوان بلغ 441 آلاف و126 منزلا، فيما بلغ عدد المساجد التي دمرها العدوان ألف و197 مسجداً.
وأشارت الإحصائية إلى أن العدوان دمر 375 مستشفى ومرفقا صحيا، وألف و2 مدرسة ومركز تعليمي و167 منشأة جامعية و327 منشأة سياحية و125منشآت رياضية و42 منشأة إعلامية في مختلف محافظات الجمهورية.
كما بينت إحصائية مركز عين الانسانية أن تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي استهدف 237 موقعا أثرياً وخمسة آلاف و460 حقلا زراعيا، و382 مزرعة دواجن ومواشي.
وفي مجال المصانع والأسواق التجارية أكّد المركز أن العدوان دمر على مدى أربعة أعوام من العدوان على اليمن 368 مصنعاً و649 سوقاً تجارياً وتسعة آلاف و724 منشأة تجارية.
فيما بلغ عدد مخازن الغذاء التي استهدفها العدوان 800 مخزن و689 شاحنة غذاء، 376 محطة وقود و285 ناقلة وقود وأكثر من خمسة آلاف و617 وسيلة نقل.
ودمر تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغاشم 15 صومعة غلال، و445قارب صيد، و649سوقاً.
غارات العدوان
كشف متحدث القوات المسلحة أنه منذ اليوم الأول للعدوان وحتى قبل أيام تجاوز عدد الغارات الجوية على اليمن ربع مليون غارة، مشيرا إلى أنه ما كان يُعلن لا يشمل جميع الغارات بأهدافها العسكرية والمدنية وغارات المروحيات.
وأكد أنه خلال 4 أعوام سقط على اليمن أكثر من نصف مليون قنبلة وقذيفة صاروخية كبيرة ومتوسطة بالقصف الجوي والبري والبحري
وأوضح أن طيران العدوان ألقى على اليمن ما يزيد على مائتين وخمسين ألف قذيفة صاروخية ومدفعية، موضحا أنه تم ما لا يقل عن 5914 قنبلة عنقودية وفسفورية أطلقها العدوان على عدد من المحافظات.
وأشار إلى أن طيران العدوان ألقى ما لا يقل عن 2951 قنبلة ضوئية 3721 قنبلة صوتية وعشرات القنابل الفراغية، مؤكدا أن القصف البحري من البوارج والسفن الحربية تجاوز ستة آلاف صاروخ.
وكشف أن العدو الصهيوني يشارك في العدوان على اليمن وأنه شارك في غارات بالساحل الغربي، وأن 22 دولة تشارك في العدوان على اليمن، بالإضافة مشاركة عشرات الآلاف من المرتزقة المحليين والأجانب مشيرا إلى امتلاك اليمن تفاصيل دقيقة حول نوعية مشاركة دول العدوان وسيكشف عنها في الوقت المناسب.
وأكد أننا نمتلك أدلة مادية على مشاركة العدو الصهيوني في العدوان على اليمن وسيكشف عنها في وقته، مؤكدا أن العدو الصهيوني شارك بشكل مباشر في العمليات الجوية للعدوان سيما في معارك الساحل الغربي.
وزارة الصحة من جانبها أكدت أنه يموت طفل في اليمن كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية وارتفاع معدل وفيات الأمهات عند الولادة من 148 لكل مائة ألف حالة ولادة قبل العدوان وصولا إلى 385 لكل مائة ألف حالة ولادة بنسبة زيادة تصل 160 بالمائة .. مشيرة إلى أن 80 مولودا يموتون من أصل ألف ولادة بالمقابل يموت 85 طفلا دون سن الخامسة من أصل ألف طفل، لافتة إلى أن معدلات وفيات الأطفال في اليمن ارتفعت إلى أكثر من 100 ألف ممن هم دون العام ومثله للرضع وما دون الخامسة، وذلك بسبب الالتهاب الرئوي والإسهال الحصبة والملاريا وسوء التغذية.
وأوضحت وزارة الصحة أن عدد حالات سوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة اثنين مليون و900 حالة، منهم 400 ألف حالة مصابون بسوء التغذية الحاد فيما يصل عدد حالات الإصابة بسوء التغذية لدى الأمهات المرضعات والحوامل إلى مليون و100 حالة و18 مليون حالات انعدام الأمن الغذائي”.
وسيلة أخرى اتخذها العدوان الامريكي السعودي لقتل الشعب اليمني وهي منع المرضى والجرحى من السفر للخارج في جريمة تتنافى مع كل القيم والأخلاق، حيث بلغ عدد المرضى والجرحى الذين هم بحاجة ماسة للسفر للخارج لتلقي العلاج 230 ألف حالة، توفي منهم 32 ألف، إضافة إلى ذلك فقد لفغ عدد المصابين بمرض السكري الذين لا يجدون الأدوية اللازمة والمناسبة لعلاجهم 500 ألف مريض.
أضرار انتشار الأمراض والأوبئة
بسبب الحصار المفروض على البلد ومنع قوى العدوان من ادخال المستلزمات الطبية والحديثة لمواجهة الأوبئة المنتشرة، تفاقمت معاناة المواطنين ما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة بشكل ملفت حيث وصلت عدد حالات الإصابة والمشتبه إصابتها بالكوليرا إلى أكثر مليون و400 حالة، توفي منها ألفين و919 حالة، بالإضافة مئات الحالات المصابة والمتوفية نتيجة وباء h1 n1 وحٌميات نزفيه ووباء الحصبة والدفتيريا وغيرها من الأمراض.
هذه الحالات هي المسجلة ضمن برنامج ربط شبكي لألف و903 مستشفيات ووحدة صحية من أصل عشرة آلاف، بالإضافة إلى حالات مصابة ومتوفية جراء الملاريا، حمى الصنك والتهاب رئوي حاد، والتهاب سحايا الدماغ والنكاف والسعال الديكي والكبد، والكزاز الوليدي، وجديري الماء والليشمايا، وداء الكلب والجرب.
مرضى السرطان لم يكونوا بعيدين عن الاستهداف الممهج من قبل العدوان حيث وصل عدد المسجلين بمركز الأورام بأمانة العاصمة وأربع محافظات للفترة 2015م حتى 24 ديسمبر 2018م إلى أكثر من 108 آلاف حالة، فيما وصل عدد مرضى الفشل الكلوي إلى ثمانية آلاف حالة ، وهنا نجدر الاشارة إلى عدم وجود جهاز إشعاعي واحد في اليمن للقيام بهمة التشخيص المناسب للسكان بالمناطق التي استهدافها العدوان بقنابل إشعاعية.
وأمام هذا الإجرام وهذه الوحشية في ظل صمت المجتمع الدولي ليس أمام الشعب اليمني من خيار سوى المزيد والمزيد من الصمود والصبر ، والعمل بكل جهد لتطوير القدرات والموارد البشرية والمادية الموجودة للتخفيف من وطأة العدوان والحصار كذلك تطوير الصناعات العسكرية في مختلف المجالات فالخيار العسكري أثبت أنه الخيار الأنجع لردع هؤلاء المستكبرين الطغاة.
وما يلفت الانتباه أن هذه المجازر الدموية وهذا الدمار الهائل لم تحط من عزيمة اليمنيين وصمودهم وثباتهم ويقينهم وثقتهم بالله ولم تمنعهم من مواصلة التصدي الميداني في جبهات الداخل وما وراء الحدود، وكذلك استهداف العمق السعودي بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وفرض معادلات جديدة على دول العدوان وعلى رأسها السعودية والامارات، فـ”السن بالسن والجروح قصاص”.