مجزرة مسجدي نيوزيلندا وثقافة العنف ضد المسلمين في الغرب
يمانيون – متابعات :
ليس “برينتون تارانت” المجرم الأول ولن يكون الأخير الذي يعتدي على المسلمين في بلد غربي، كما انها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المسلمون في بلدان الغرب إلى اعتداء على مساجدهم واماكن عبادتهم لكنه الأعتداء الأكثر دموية الذي يتعرض له المسلمون في دولة غربية على الإطلاق طيلة العقود الماضية، خصوصا في بلد يقع في أقاصي الأرض وتعتبر الجالية الإسلامية فيه حديثة العهد وهي تعود الى تسعينات القرن الماضي.
ثقافة الإسلاموفوبيا في الغرب التي تنمو بشكل كبير ومتزايد لم يكن ينقصها سوى رئيس امريكي يحمل هذه الثقافة، ويعمل على أساسها كما نشهد منذ تولي دونالد ترامب رئاسة الولايات المتحدة، وهو الذي يحظى بدعم وتمويل كبيرين من المملكة العربية السعودية، ولا يمكن اعتبار المشهد الدموي للمسلمين في نيوزيلندا حالة منفردة او عابرة، بل هو نتاج ثقافة عنصرية يتزايد اتباعها وانصارها في عموم بلدان الغرب الذي تنمو شعبية اليمين المتطرف داخل شرائحه الشعبية، وأصبح بعض أحزاب اليمني العنصري يمثل غالبية شعبية في بلاده كما هي الحال في النمسا، او يمثل رقما صعبا كما هي الحال في فرنسا وهولندا، وتتزايد الكراهية والعنصرية ضد المسلمين مع تصاعد الأزمات الإقتصادية وتحميل اليد العاملة المهاجرة المسؤولية في تراجع فرص العمل في البلدان التي هاجروا إليها وسكنوا فيها، وتلعب الحكومات الغربية دورا كبيرا في حالة الإسلاموفوبيا في بلادها بسبب خلطها بين الإسلام والإرهاب وعدم وجود سياسة امنية وقضائية فعالة تمنع العنصريين من إرتكاب مجازرهم المتنفلة ضد مسلمي أوروبا.
في نفس السياق تتحمل دول العالم الإسلامي مسؤولية كبيرة في هذا الأمر بسبب الضعف والترهل الذي تعيشه، وسياسة الخضوع والتبعية التي تعيشها أكبر الأنظمة وأغناها على الإطلاق للولايات المتحدة الأمريكية خاصة وللدول الغربية بشكل عام، وتمثل المملكة العربية السعودية حصان طراودة العالم الإسلامي في سياسة التبعية للغرب، وفي حالة الإنقسام والضعف الذي يعيشه المسلمون في العالم بسبب حروبها العبثية في اليمن وسوريا والعراق وعدائها المفرط للجمهورية الإسلامية في إيران وكافة تيارات المقاومة التي تدور في فلكها وتتحالف معها، كما تساهم السعودية في حالة الضعف التي يعيشها العالم الإسلامي وتنامي الإستهتار بحياة المسلمين حول العالم بسبب تبنيها سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني عبر صفقة القرن التي يسوق لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع مستشار الرئيس الأمريكي اليهودي جارد كوشنير لتصفية القضية الفلسطينية وفقا لمصالح الكيان الصهيوني.
باريس ـ نضال حمادة