اليمن.. والوهم البريطاني .. بقلم/ 26 سبتمبر
يمانيون | كتابات
استعادة بريطانيا الاستعمارية الامبريالية العظمى امبراطورياتها حلم عاد يراود حزب المحافظين الذي يرى في نفسه وريث امجاد الحقبة الاستعمارية وتقع على عاتقه استعادتها كما يحلم او يتوهم سياسيو هذا الحزب الجدد.. ويتضخم هذا الوهم مع التراجع الامريكي الذي يعني في قراءة رئيسة الوزراء ثريزا ماي ووزير خارجيتها جرمي هنت وامثالهم ان لا احد قادر على ملء الفراغ الذي ستخلفه امريكا ترامب الا بريطانيا وسيكون ركون الانظمة والكيانات التي صنعتها فيما يخص الحماية اليها لاسيما النظامان السعودي والاماراتي اللذان يقدمان نفسيهما الاكثر اخلاصاً لاسيادهم الحامين لانظمتهم والاكثر تفانياً في تنفيذ مخططاتهم للاستمرار في نهب امريكا وبريطانيا لمقدرات الامة في شبه الجزيرة العربية والخليج وتأمين قاعدتهم المتقدمة ومخلوقهم المدلل الكيان العدواني الصهيوني الذي زرعته بريطانيا في قلب الامة العربية كما زرعت النظام السعودي..
في هذا السياق تأتي الحرب العدوانية الاجرامية الشاملة والقذرة الذي يشنها تحالف العدوان الذي باتت اطرافه الحقيقية المتمثلة في بريطانيا وامريكا وتابعيها نظام بني سعود ودويلة مشيخة الامارات وكيان العدو الاسرائيلي والتي تدخل عامها الخامس تزامناً مع انتقال الدور البريطاني الى الواجهة كترجمة للحفلة الماجنة التي اقامها الامريكي والبريطاني ورئيس حكومة الكيان الاسرائيلي نتنياهو لأعراب الخيانة والتآمر على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية, مقدمين وزير خارجية حكومة العمالة والارتزاق في فنادق الرياض كنجم لعملية التدشين العلني لصفقة القرن والتطبيع مع هذا الكيان الغاصب على حساب فلسطين وشعبها وابناء الامة واجيالهم القادمة..
اللافت وعلى هامش حفلة وارسو الفاشلة اجتماع رباعي تحالف العدوان على اليمن والذي تحول الى الاجتماع الاساسي الذي يعوض فشلهم في تمرير مشروع صفقة القرن, ويؤكد الى ان هناك توجها جديدا لبريطانيا في العدوان على اليمن, والذي في هذا المسار دشن وزير خارجيتها زيارته الى المنطقة ومن ذلك زيارته لدرة اليمن مدينة عدن المحتلة ليوجه رسالة تجسد حقيقة الدور البريطاني في العدوان واستمراره هذه المرة دون مواربة وكأنه – يتوهم انه – يعيد امجاد ماضيه الاستعماري الذي بالطبع لن يكرر نفسه مرتين الا مرة كمأساة ملهاة.. ومأساة الاحتلال البريطاني في اليمن انهاها اليمنيون بتضحياتهم التي قدموها في واحدة من اعظم ثورات التحرر الوطني ضد الاستعمار وهي الثورة اليمنية 14أكتوبر 1963م متوجين تضحياتهم الغالية بنيل الاستقلال الناجز في 30نوفمبر 1967م ولم يتبق الا المشاهد البائسة المثيرة للضحك والاشمئزاز الذي بدا على جرمي هنت وزير خارجية بريطانيا الحالمة بامبراطورية استعمارية ولى زمانها والتاريخ لا يعود الى الوراء..
وتصريحاته من ساحل عدن بالنسبة للشعب اليمني يعمق يقين ابنائه وايمانهم بأن قضيتهم عادلة وانتصارهم في معركة الدفاع عن سيادة الوطن ووحدته واستقلاله لن يطول انتظاره بعد ان اصبحت حقيقة العدوان عليه واضحة ومكشوفة الاهداف ولم يتبق الا المزيد من وحدة الصف الوطني وتماسك الجبهة الداخلية بعد ان ادرك اليمنيون جميعاً انهم مستهدفون في وطنهم ووجودهم على ارضهم التي ستكون من جديد مقبرة الغزاة كما كانت عبر تاريخ هذا الشعب العريق العظيم.