المهري: نرفض تشكيل ما يسمى بالأحزمة والنخب من قبل العدوان وستكون ردة فعل أبناء المهرة غاضبة
يمانيون//
يومًا بعد يوم تتعاظم ممارسات العدوان السعودي التعسفية في حق أبناء المهرة وتتنوع أساليبه ووسائله القذرة لكبح جماح المد الثوري الرافض لتواجده ولجم الأصوات المنددة بسياساته التوسعية التي تؤسس لاحتلال طويل الأمد في المحافظة ونهب خيراتها والاستفادة من موقعها الجغرافي.
وقد برزت خلال الأيام القليلة المنصرمة توجهات وأدوات تآمرية جديدة لتكريس الاحتلال السعودي وترسيخ سيطرته في المهرة ولبسط الاحتلال الإماراتي يده على سقطرى عن طريق تفريخ المليشيات التابعة لهاتين الدولتين واستنساخ تجربتهما في مدينة عدن وتطبيقها في المهرة وسقطرى وإشغال اليمنيين القاطنين فيهما بالفوضى والعنف ومسلسل الاغتيالات المتواصلة بدلا عن مواصلة الثورة والاعتصامات المطالبة برحيلهما.
تقرير: فؤاد باشا
جدد تحالف العدوان «السعودية والإمارات» مؤخرا اللهث وراء النفوذ والهيمنة في محافظة المهرة التي رفضت وترفض تواجد قوات الاحتلال السعودي أو أي قوات تابعة للعدوان ومرتزقته تعمل على زعزعة أمنها وتعكير صفو سكينتها.
ومع أن قوات الاحتلال الإماراتية قد واجهت تجربة سابقة وطردا غير محمود عندما سعت في تشرين الأول 2016؛ لفرض هيمنتها الاستعمارية على المحافظة لكن جنون الهيمنة واللهث وراء الثروة التي تمتلكها محافظة المهرة بوابة اليمن الشرقية دفعها اليوم من جديد لإرسال مليشيات وعناصر إرهابية عبر ما يسمى (المجلس الانتقالي) الذي يعد أحد الأدوات المنفذة لأوامرها وأجندتها في المحافظات المحتلة، والذي حول عدن وعددا من هذه المحافظات إلى مستنقع للإرهاب والفوضى.
وفي المقابل تحاول مملكة العدوان السعودية فرّض احتلالها العسكري بالمحافظة كأمر واقع؛ منذُ أواخر 2017 عندما دفعت بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى المهرة، مُسيطرة على جميع منافذ البرية والبحرية والجوية.
تفريخ المليشيات:
خلال الأيام الماضية سعت ولا تزال تسعى السعودية والإمارات عن طريق ما يسمى (المجلس الانتقالي الجنوبي) المدعوم إماراتيًّا إلى الدفع بمليشيات مسلحة من خارج المحافظة إلى داخل المهرة على غرار ما صنعت في مدينة عدن وشبوة. وفي هذا الجانب أكد الشيخ علي سالم الحريزي، عبر «قناة الجزيرة» أن ما يحدث في المهرة هو استنساخ واحتلال للمهرة من قبل الاحتلال السعودي الإماراتي.
كما أكد الحريزي أن السعودية والإمارات تعمل على نقل «فرق الموت الموجودة في عدن تقريباً اوعز لها أن تتحرك إلى المهرة، فرق الموت الآن موجودة لخلق الفوضى.» مؤكدا أن أبناء المهرة الآن مستنفرون ويتابعون الوضع عن كثب.
وأضاف الحريزي أن خطوة تشكيل المليشيات من قبل (المجلس الانتقالي) جاءت في الأيام القليلة الماضية، وقيادة المجلس الانتقالي في خطوة لتسليم المحافظة من السعودية إلى الإمارات.
واستغرب الشيخ الحريزي من تدخل الإمارات الذي وصفها أنها عادت إلى المهرة باتفاق مع القوات السعودية في المهرة.
وأكد الحريزي بقوله أن أبناء المهرة لن يقفوا متفرجين وقال «نحن الآن مضطرون للدفاع عن أنفسنا». وأوضح الحريزي أن السعودية شكلت مليشيات باسم حرس الحدود، وشكلت خفر سواحل من عدد 300 فرد مؤكدًا أن السعودية الآن تعمل على استنساخ ما يحصل في عدن ونقله إلى المهرة شرق اليمن.
وشدد الحريزي بقوله أن «المرحلة الحالية مرحلة توافق مع كافة المكونات في المهرة، لا نريد أن نكون أدوات في يد الاحتلال السعودي الإماراتي.»
وأضاف «على الإخوة في المجلس الانتقالي أن يعقلوا ولا ينجروا ويكفينا ما حدث منذ العام 1969 إلى 1994 . واختتم الشيخ علي سالم الحريزي بقوله أن «الحزام الأمني والأحداث في عدن وما يحدث في شبوة وحضرموت بيد النخبة الحضرمية والشبوانية يكفي لمعرفة أسباب تخوف أبناء المهرة.»
استنساخ تجربة الاحتلال في عدن:
من جانبه صرح قبل أيام «بدر كلشات المهري» المعين (وكيلا لشؤون الشباب في المهرة) من قبل حكومة فنادق الرياض لوسائل إعلام محلية محذرا من مساعي ما يسمى (المجلس الانتقالي) المدعوم من أبو ظبي إلى ملشنة محافظة المهرة مؤكدًا أنه حاول من أول يوم لتأسيسه تكوين قوات وأحزمة أمنية ونخبة مهرية كتلك التي في عدن والمكلا وشبوة.
وبين «المهري» أن ما يسمى انتقالي المهرة سبق وأن أصدر عددا من البيانات أيد فيها مواقف ما يسمى بالمجلس الانتقالي في عدن وبارك خطواته الانقلابية على الشرعية واستخدامه السلاح في المواجهات المسلحة التي حدثت في عدن واتخذ قرارات معلنة في اجتماعاته الرسمية بتكوين قوات نخبة مهرية وهي التي تصدى لها أبناء المهرة ومنعوها.
وأكد أن الانتقالي يسعى اليوم نحو التوسع في المهرة من خلال الإعلان عن فتح باب التسجيل للالتحاق بما يسميه (نخبة مهرية) ويعمل على التغرير على الشباب المهري ورفع شعارات رنانة للشباب وينسق مع عناصر متطرفة وأخرى متشددة.
ولفت «المهري» إلى أن تلك العناصر تم نقلها من مناطق أخرى إلى محافظة المهرة للقيام بأعمال إرهابية مسلحة تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المهرة على غرار ما يحدث في عدن تمامًا.
وحذر «بدر المهري» من استنساخ تجربة القوات والأحزمة في عدن والتي أثارت الفوضى والقتل والانفلات الأمني التي أدت إلى عمليات اغتيال للعلماء والخطباء والناشطين والقيادات الأمنية والسياسية والاختطافات وأعمال السلب والنهب للبنوك والمحلات التجارية وتعطيل الحياة العامة وفتح المعتقلات والسجون السرية وما حدث فيها من انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وإغلاق وتدمير مؤسسات ومرافق الدولة الحيوية والتعامل مع المواطنين بحسب الهوية والانتماء في محاولة لاستحضار التاريخ القديم في الجنوب وما حدث من تصفيات وقتل وسحل حسب الهوية.
تحذيرات للعدوان:
وقد حذر «المهري» دول العدوان وأدواته أن أبناء المهرة ستكون ردة فعلهم غاضبة، لافتا إلى أنه عندما يتعلق الأمر بأمنهم سيعلنون النفير العام ويرفضون أن تصير محافظتهم الآمنة المستقرة المزدهرة نسخة من عدن او الضالع وباقي المحافظات التي انتشرت فيها المليشيات المسلحة بدعم سعودي وإماراتي.
ودعا بدر كلشات كل أبناء اليمن الشرفاء بشكل عام وأبناء المهرة على وجه الخصوص إلى تحمل المسؤولية التاريخية والوطنية في التصدي لمثل هذه الدعوات الهدامة.
تكميم الأفواه:
لم تكد تمضي سوى ثلاثة أيام من تصريح بدر كلشات المعين (وكيلا لشؤون الشباب في المهرة) حول الممارسات الاحتلالية السعودية والإماراتية في المهرة وسعيهما إلى إغراقها بالمليشيات والإرهاب حتى قام راجح باكريت المعين من قبل الفار هادي والسعودية (محافظًا للمهرة) بإقالة كلشات من منصبه على خلفية هذا التصريح الرافض لتجنيد المليشيات في محافظة المهرة.
وجاء قرار باكريت أداة الاحتلال السعودي في المهرة عقب عودته من زيارة إلى السعودية، وردا على إعلان «كلشات» تضامنه مع دعوات أبناء المهرة الرافضة لكافة مشاريع الفوضى التي يسببها تحالف العدوان السعودي والإماراتي عبر ميليشيات لزعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة.
وعزز «باكريت» تعاونه مع ميليشيات الإمارات، بتنفيذ التوجيهات التي أُمليت عليه في العاصمة السعودية الرياض بإيقاف كلشات الذي أكد رفضه لملشنة المهرة ونقل تجربة الجرائم التي تجري في عدن إلى مناطق اليمن الشرقية التي تنعم بالأمن والاستقرار.. ووجه باكريت في قراره اتهامات لكلشات باطلة، منها عدم امتثال كلشات للإجراءات الجمركية والأمنية وإخلاله بواجباته الوظيفية أثناء أوقات العمل الرسمي وخارجه.
ويأتي هذا القرار ضمن سياسة العدوان والاحتلال السعودي في كتم الأفواه وإخراس الألسن المنددة بما يقوم به من ممارسات فجة وسياسات تعسفية وتوجهات نحو إغراق المهرة بالفوضى والإرهاب والمليشيات ومنه ما قام به باكريت قبل أسابيع من توجيه بإيقاف مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان في المهرة علي بن عفرار، وإحالته للتحقيق على خلفية التقرير الحقوقي الذي نشره المكتب حول الممارسات السعودية التعسفية بحق أبناء المهرة.
تحركات مريبة لمليشيات الانتقالي:
وقد شهدت محافظة المهرة خلال اليومين الماضيين تحركات كبيرة لمليشيات ما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم إماراتيا، بتواطؤ من حكومة الفنادق المرتهنة للسعودية .
وجاءت تحركات الانتقالي على غرار تحركاته في باقي المحافظات الجنوبية المحتلة والتي أدخلت مدنا مثل عدن وشبوة وحضرموت وأبين في دوامات عنف واغتيالات لا نهاية لها، في محاولة لإنشاء قوات ما يسمى «حزام المهرة» على غرار الحزام الأمني في عدن وقوات» النخبة الشبوانية» وغيرها من الأحزمة والنخب التي تتلقى أوامرها من دول الاحتلال وتقوم برعاية عمليات الفوضى والاغتيالات للشخصيات الرافضة لمشاريع العدوان.
استغلال أوضاع الشباب:
وفي هذا الجانب حذر الكثير من الكتاب والمثقفين من استغلال دول العدوان والاحتلال السعودية والإمارات للأوضاع المتدهورة التي يمر بها الشباب والتي تسبب بها العدوان نفسه في وطننا اليمني .
داعين في الوقت نفسه أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم وعدم السماح لهم في الانخراط في هذه المليشيات كما دعوا أبناء المجتمع والمسؤولين إلى إيجاد فرص عمل ووظائف للشباب في المهرة لكي لا يتم استغلالهم والتغرير بهم للالتحاق بهذه المليشيات وتفويت الفرصة على العدوان من استغلال وضع الشباب الباحث عن عمل ومصدر دخل.
تورط «بن بريك»:
وتناقلت الكثير من المواقع الإخبارية أخبارًا عن تورط القيادي في ما يسمى (المجلس الانتقالي) المدعوم من الإمارات هاني بن بريك في زرع خلايا إرهابية بمحافظة المهرة.
وقالت هذه المصادر أن بن بريك على صلة مباشرة بخلايا إرهابية في محافظة المهرة وأن عناصر إرهابية في مدينة الغيظة عاصمة المحافظة، قد تلقوا أموالاً ضخمة عبره في أواخر يناير الماضي.
وهو ما يؤكد على توجه دول العدوان عبر أدواتها إلى تفريخ المليشيات وإغراق محافظة المهرة في دوامة العنف والإرهاب والفوضى ومصادرة أمنها وسكينتها وإشغال أبنائها في هذه الدوامة كما هو الحاصل في مدينة عدن.
سقطرى في دائرة المؤامرة:
سقطرى هي الأخرى تتعرض لنفس المؤامرة التي تتعرض لها المهرة من محاولة لإغراقها بالمليشيات وجرها إلى مستنقع الفوضى والاغتيالات والإرهاب.
وفي هذا المنحى العدواني كشفت مصادر إعلامية عن مساع إماراتية، وتصعيد من قبلها غير مسبوق، تمثل في عقد المجلس الانتقالي الموالي لها، في سقطرى، اجتماع له، لمحاولة إعلان ما يُسمى بالنخبة السقطرية، والتي سبق وفشلت في اعلانها منتصف العام الماضي.
وبحسب المصادر، فإن هذا الإعلان الإماراتي، لمحاولة ملشنة سقطرى، يأتي بعد إرسالها للمئات من أبناء المحافظة، للتدريب في أراضيها، حيث وصلت إلى الأرخبيل عدة طائرات إماراتية، أقلت الشباب للتدريب» تمهيدًا لضمهم لهذه المليشيات.
يأتي هذا بعد يوم واحد، من قيام مندوب الاحتلال الإماراتي في سقطرى المدعو أبو راشد، والذي زار خلال الأيام الماضية بعض المعسكرات في الأرخبيل، ومنها (معكسر الشاطئ)، لغرض تحريضي بحت حيث ألقى فيه محاضرات دعا فيها إلى العمل لصالح الإمارات، مقابل راتب شهري قدره 5000 درهم إماراتي.
حوف ترفض المليشيات:
وفي رد وعقاب لأهالي مديرية حوف، شرقي المهرة على خلفية موقفهم الرافض لتواجد مليشيات سعودية هددت السلطات المحلية التابعة للعدوان والاحتلال في محافظة المهرة بإيقاف العملية التعليمية وتعليق الدراسة في مدارس مديرية حوف.
ووصف بيان صادر عن أحد أدوات السعودية والمعين مديرًا لمكتب التربية في حوف محسن باكريت –وهو قريب راجح باكريت أهالي منطقة حوف بـ»المليشيات»، في محاولة لشرعنة تواجد المليشيات المسلحة التابعة لقوات الاحتلال السعودي الإماراتي في المديرية.
وفي رد على هذا البيان ، حذّر أهالي مديرية حوف محسن باكريت وسلطات المحافظة من «محاولاتهم الحثيثة للزج بالعملية التعليمية في المعركة السياسية لاسترضاء الجانب السعودي».
وقال البيان إن محاولات شرعنة تواجد المليشيات المسلحة التابعة للقوات السعودية الإماراتية في حوف باءت بالفشل على الرغم من سيطرتها على مقر خفر السواحل ومحاولات شرعنة تواجدها.
وأوضح أن من يريدون»وقف العملية التعليمية حالياً هم المسؤولين في المديرية الذين يريدون التماهي مع المشروع السعودي لملشنة المجتمع المهري بأي طريقة وعلى رأسهم السعودية والإمارات».
وفي نتيجة لرفض أهالي حوف تواجد المليشيات السعودية في مقر قوات خفر السواحل في منطقة نحز، والذي سيطرت عليه المليشيات سابقاً من هذا الشهر، انسحبت تلك المليشات، بعد حصار رجال قبائل حوف لها لمدة ثلاثة أيام.
وشهدت مديرية حوف خلال الأيام الماضية توترا عقب اقتحام مليشيات تابعة للسعودية مبنى قديم يعود ملكيته للإدارة المحلية للمديرية في محاولة لاستحداث موقع عسكري جديد يقع على مقربة من مدرسة ثانوية عامة خاصة بالبنات في مديرية حوف.
تنديد دولي:
هذه المساعي الحثيثة العدوانية لدول الاحتلال لم تكن خافية عن التقارير الدولية فقد تناول تقرير فريق الخبراء الدوليين الى اليمن، المحاولات الإماراتية لملشنة بعض المحافظات الجنوبية الواقعة تحت سلطة الاحتلال.
وقد اتهم هذا التقرير السعودية والإمارات بالوقوف وراء الفوضى والانفلات الأمني في المحافظات الجنوبية نتيجة المليشيات الموالية للإمارات، من نخب وأحزمة.
وندد الاتحاد الأوروبي، في جلسته خلال شهر يناير المنصرم، بالدور الإماراتي والسعودي ، متهما إياهما بتخريب ودمار اليمن.
وندد الاتحاد الأوروبي بالدور الإماراتي تحديدا في سقطرى، مؤكدا أنه سلوك غير قانوني وغير مقبول.
وبحسب مراقبين، فإن هذا التصعيد الاماراتي، عبر ما يُسمى بالمجلس الانتقالي في محافظتي المهرة وسقطرى، يأتي في اطار محاولات الامارات الرامية إلى خلط الأوراق، باعتبار أن المهرة وسقطرى لم تخضعا للتحالف السعودي الإماراتي، ولا لما يُسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي التابع للإمارات.
مؤكدين أن هذه المحاولات الحثيثة من قبل الإمارات، تهدف لإسقاط المهرة وسقطرى، عبر جرها إلى العنف، وملشنتها، من خلال إنشاء مليشيات موالية لها أسوة بما يسمى الحزام الأمني في عدن، والنخبة الشبوانية والحضرمية، والتي توصف بالمليشيات العنصرية والمناطقية.