بين إنتصار البندقية وتطوير سلاح الجو المسير
كتبت/ أسماء الشهاري
لو عدنا بذاكرتنا إلى الوراء قليلا وبالأخص إلى بداية العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وحلفائه باليمن، فستتجلى أمام أعيننا وعقولنا الكثير والكثير من الحقائق، ولو سلطنا الضوء على واحدة منها سنجد رجالنا ومجاهدينا العظماء حينما لبوا نداء الله والقائد والوطن ونصرة ً للمستضعفين وذودا عن الشرف والعرض والكرامة؛
وهبّوا إلى كافة جبهات المواجهة بكل إيمان وعزيمة رغم قلة إمكاناتهم والفارق الهائل-بكل المقاييس البشرية- في العدة والعتاد،
وهم يقارعون سطوة وتكالب وتآمر ما يزيد عن 17 دولة، ورغم ذلك فإن هذا كله لم يثنهم من الثبات على مواقفهم ودفاعهم عن قضيتهم الحقّة مهما كانت الصعوبات والتحديات، ومهما بلغت التضحيات..
كانت المعارك على أشدها، بل تزداد ضراوة يوماً عن الآخر، لم تكن المواجهات عادلة أبداً، كانت الطائرات الحربية المتطورة بمختلف الصناعات ومن مختلف الدول المتقدمة، ترافق كل تحركات دول العدوان ومرتزقته وتقصف على مدار الساعة كل ساكن ومتحرك..
وأغلب الذين قضوا من شهدائنا العظماء، كان ذلك بفعل صواريخ تلك الطائرات، وليس في معارك عادلة ولا ندّية، كانوا يعلمون يقيناً أنهم ما كانوا ليثبتوا فيها أو يحققوا شيئا يذكر أمام بسالة واستماتة مجاهدينا العظماء، حتى ولو كان في مساحات مفتوحة وكل شيء يخدمهم كما في معركة الحديدة والساحل الغربي وغيرها من المناطق.
ورغم أنهم كانوا يُحيلون أغلب مناطق المواجهة إلى أرض محروقة، ويشنون غارات بالعشرات وبالمئات في اليوم الواحد على مناطق محدودة كما حصل كثيرا في “كيلو 16” بالحديدة وغيرها الكثير،
فكم سعوا بقصفهم الجنوني وبالتغطية من طيرانهم الحربي أن يحرز مرتزقتهم أي تقدم، أو أن يحققوا اي إنجاز هنا أو هناك، لكن قوة الله التي يُأييد بها الحق وأهله، وقوة بذل وشراسة أبطال الجيش واللجان الشعبية حالت دائما دون ذلك، وكم حقق مجاهدينا ومنذ بداية العدوان من انتصارات وكم كسروا للعدوان ومرتزقته من زحوفات وهجمات دخل فيها بكل ثقله، واستخدم فيها أحدث الطائرات وأعتى المزنجرات، قبل حتى أن يكون هناك لدى مجاهدينا طيران مسير كما في بداية العدوان، أو قبل أن يتمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تطوير الصواريخ وسلاح الجو المسير حتى وصلت بفضل الله إلى ما وصلت إليه اليوم..
ما أريد قوله هو أن المقاتل اليمني انتصر بقدميه الحافيتين وصدره العاري وبقوة إيمانه وبأسه وعزيمته بأقل وأبسط الإمكانيات في مواجهة الترسانة العسكرية الضخمة للعالم أجمع بأحدث قدراتها وإمكانياتها وهزمها جميعا ببندقيته، وأن ما تحقق اليوم من هذه الإنجازات العظيمة في مجال تطوير الصناعات الحربية المستمرة ما هو إلا ثمرة ذلك الصبر والفداء، وتلك الجهود العظيمة والتضحيات الجسيمة التي قدمها رجالنا ومجاهدينا البواسل في جميع ساحات الوغى، وكأنّ هذه الإنجازات هي مكافئة إلهية يستحقها هؤلاء العظماء الأباة وبجدارة الذين صدقوا مع الله وانطلقوا وثبتوا في أصعب الظروف ، وكأنّ ما هو قادم على الأعداء الذين ذاقوا بأس هذا المقاتل الذي كان يلقنهم دروسه بالكلاشنكوف، فكيف به اليوم وقد استطاع أن يطير فوق رؤوسهم الخاوية، وأن يصل بأمر الله إلى كل مكان هم فيه ولا يواريهم منه موارى، ولم يعد يعصمهم بعد اليوم من بطش الله وبطشه عاصم.. والأعظم بإذن الله قادم..