هل يغني سعود القحطاني عن بن سلمان شيئا؟.. (تفاصيل)
يمانيون – متابعات
من جديد يعود اسم المستشار المقال من الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني إلى دائرة الضوء بعد أن أفردت وكالة رويترز تقريرا مطولا عما اعتبرته دوره في عمليه قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، وهو ما عده كثيرون محاولة لتبرئة ولي العهد محمد بن سلمان.
ويذكر تقرير رويترز أن سعود القحطاني -الذي يوصف بالساعد الأيمن لمحمد بن سلمان- أشرف بنفسه على عملية قتل خاشقجي خلال اتصال مع ما باتت تعرف بـ”فرقة الموت” عبر سكايب.
وأشار إلى أن القحطاني أجرى الاتصال عن طريق هاتف ضابط الاستخبارات السعودي ماهر مطرب الذي كان ضمن الفريق داخل القنصلية.
ونقلا عن مصادر استخباراتية أفادت رويترز بأن القحطاني وجه شتائم وإهانات لخاشقجي، قبل أن يأمر فريقه بالتخلص من الصحفي السعودي وجلب رأسه، قائلا “أحضروا لي رأس الكلب”.
وأقيل القحطاني من منصب مستشار في الديوان الملكي السعودي برتبة وزير بالتزامن مع اعتراف الرياض الرسمي بمقتل خاشقجي قبل أيام.
وفي حادث آخر، أفادت الوكالة بأن القحطاني -الذي غرد سابقا بأنه لا يتصرف من تلقاء نفسه بل امتثالا لأوامر سيديه الملك وولي عهده- أشرف على احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية قبل عام.
وبحسب رويترز، استقبل القحطاني رئيس الوزراء اللبناني في غرفة، وأمر فريقه بضربه، ووجه إليه شتائم، قبل أن يجبره على تقديم الاستقالة من الرياض في بيان ألقاه الحريري.
وفي ما يتعلق باعتقال الأمراء ورجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قالت الوكالة -نقلا عن مصادرها- إن القحطاني -الذي يوصف بأنه قائد الذباب الإلكتروني- هو من أشرف على التحقيق معهم.
وتتمثل خطورة هذا السيناريو في أنه يضع القيادة السعودية -الملك وولي عهده- أمام فرضيتين رئيسيتين، إما أنهما أنكرا في البداية وقوع الجريمة تماما لأنهما لا يعلمان بما جرى تخطيطا وتنفيذا، وهذا يعني استبداد الجماعة المارقة بالأمر دون الملك وولي العهد في مسائل جسام عظام تتعلق بإدارة شأن الدولة في أكثر ملفاتها حساسية، وعدم علم الإدارة العليا يطعن في القدرة على الإحاطة فضلا عن السيطرة.
أما الفرضية الثانية فهي أن الملك وولي العهد كانا يعلمان بما جرى، وأن الجماعة المارقة في حقيقة أمرها لا تملك من أمر المروق شيئا وإن أرادت.
المسؤول الأول
لكن السؤال الذي لم يجد جوابا شافيا هو ما إذا كان القحطاني اتخذ هذه القرارات وأشرف على هذه العمليات من تلقاء نفسه؟ وهو أمر مستبعد من “مستشار”، لدرجة سيصعب معها على المسؤولين السعوديين تصويره في صورة العقل المدبر وراء الجريمة دون إثارة تساؤلات عن دور بن سلمان فيها.
لكن الأهم من ذلك هو اعتراف القحطاني نفسه بأنه لا يفعل شيئا أبدا دون موافقة سيده، فقد سبق أن كتب في صفحته على تويتر “وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه، أنا موظف ومنفذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين”.
ومما يزيد صعوبة تبرئة بن سلمان من الضلوع في قضية خاشقجي وجود مقربين من ولي العهد ضمن أفراد “فرقة الاغتيال”، أبرزهم العقيد ماهر مطرب ضابط المخابرات الذي يعمل ضمن الفريق الأمني لمحمد بن سلمان وظهر بالقرب منه خلال زياراته الرسمية في وقت سابق من العام الحالي للولايات المتحدة وأوروبا.
وتنقل لرويترز عن مصدر قريب الصلة من الديوان الملكي السعودي أن بن سلمان سمح للقحطاني بتحمل مسؤولية ما حدث وذلك درءا لتداعيات مقتل خاشقجي.
وقال مسؤول سعودي رفيع ثان إنه تم احتجاز القحطاني في أعقاب عزله لكنه استمر في نشر تغريدات بعد ذلك، وقالت المصادر ذات الصلة بالديوان الملكي إنه ليس من المعتقد أنه رهن الاعتقال.
وربما يكون آخر ما يقدمه القحطاني في خدمة سيده هو تحمل المسؤولية عن هذه الأزمة.