شرعية القتل والتدمير
بقلم / حسن الوريث
شنت السعودية عدواناً سافراً على اليمن بحجة إعادة الشرعية للفار هادي وحكومته المستقيلة للحكم في البلاد التي لفضتهم وطردتهم لسوء أفعالهم وتآمرهم على الوطن واختتموها بتأييد السعودية في عدوانها .
وقالت السعودية انها تهدف إلى تحقيق مصلحة الشعب اليمني من خلال هذا العدوان الغاشم الذي قتل الناس ودمر المقدرات المدنية والعسكرية وأدخلوا البلد في دوامة العنف والدمار والخراب واحتلوا مناطق في البلاد بهذه الحجة الواهية والتي اتخذوها بمثابة ذريعة فقط لهذا العدوان الهمجي الذي طال كل شيء في البلاد.
هذه الشرعية المزعومة التي يتشدقون بها دمرت البلاد وهذه الشرعية التي اعتدوا علينا بسببها غير موجودة أصلاً ولم يعد لها وجود لأن من يدافعون عن شرعيتهم قدموا استقالتهم أمام الملأ وعرف بها العالم وحاولوا هم انفسهم أن يثنوهم عن ذلك لكنهم أصروا عليها ولم يتراجعوا اطلاقاً كما ان من يدافعون عن شرعيتهم لم تعد لهم صفة شرعية على اعتبار ان هادي كانت قد انتهت مدة رئاسته في فبراير 2014م وحتى التمديد الذي حصل عليه لمدة عام لم يكن لا دستورياً ولا قانونياً على اعتبار ان الذي مدد له كما يدعي هو مؤتمر الحوار الوطني الذي كانت مهمة أعضائه هي الخروج برؤية وطنية لحل الازمة اليمنية التي نشبت مطلع عام 2011م وكان احد مخرجات المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي انتهت هي ايضاً بانتهاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبما ان المبادرة انتهت ومؤتمر الحوار انتهى فبالتالي لم تعد لأحد أي شرعية لا المبادرة التي يريدون ان تظل اليمن سجينة لها أو هادي الذي انتهت ولايته وهم الآن يقتلون اليمنيين ويدمرون بلادهم بحجة الدفاع عن شرعيته المنتهية والتي لم يعد لها قيمة وفقاً لكل الدساتير والقوانين والأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.
ومما لا شك فيه ان اليمنيين يتساءلون هل الدفاع عن شرعية شخص أو عدة أشخاص تخول لهم قتلنا وتدميرنا وتخريب بلادنا وفرض حصار جائر علينا؟ وهل 25 مليون يمني أرخص من عدة أفراد خانوا بلدهم وفروا إلى بلد وأيدوا العدوان على بلدهم وحصاره؟ وهل يخول لبلد لا يعترف بالديمقراطية ولا يقول بها بل وحتى انه يسجن ويقتل كل من يتحدث عنها ويعتبرونها رجساً من عمل الشيطان هل يحق لهم ان يدافعوا عن شرعية انتخابات وهم كما قلنا في الأصل لا يعترفون بها ويقتلون ويسجنون كل من يقول بها؟ وهل السعودية ودول الخليج احرص من اليمنيين على بلدهم؟ وهل يبيحون التدخل في شؤون غيرهم بينما يمنعون أي احد يتدخل في شؤون بلادهم؟ وهل هذا التدمير والقتل في اليمن من أجل الشرعية المزعومة أم أن له أسباباً أخرى ودوافع خفية؟ وهل هذه المليارات التي يتم صرفها على هذا العدوان سواء في شراء الأسلحة أو شراء الذمم والمواقف من أجل الشرعية غير الموجودة ؟.
بالطبع أنا وكل اليمنيين وكل الشرفاء في العالم نشك في ان كل هذا العدوان وما نتج عنه من قتل لليمنيين وتدمير لبلادهم هو من أجل هذه الشرعية لأننا نعرف أن هادي وكل فرقته من الخونة والعملاء والمرتزقة لا يساوون عند أسيادهم من آل سعود والخليجيين شيئاً بل انهم فقط يستغلونهم من أجل اغراضهم في العدوان على اليمن ومن ثم لأنهم سيتخلصون منهم وسيرمونهم على قارعة الطريق.