تدمير 3664 منزلاً حتى 11 أغسطس الماضي .. المنازل والمدنيين اهداف مستمرة للعدوان السعودي الهمجي
160 مديرية و548 من القرى والأحياء السكنية تعرضت للقصف
تقرير /عبدالقدوس طه
وسَّع العدوان السعودي دائرة استهدافه للأحياء والمناطق السكنية مستهدفاً المدنيين، وتركزت غارات التحالف الهمجي بشكل مكثف على منازل ومساكن المواطنين بنزعة وحشية تجاه الإنسان والحياة، غارات متواصلة وضربات جوية مباشرة على الأحياء والمناطق السكنية وتدمير ممنهج لحياة اليمنيين وتراثهم وحضارتهم ولازال العالم وضمير المجتمع الدولي يتجاهل كل ذلك في حالة من التورط المشبوه مع العدوان..
وطالت الغارات الأحياء والمناطق المأهولة ومخيمات النازحين فضلا عن تدمير البنية التحتية وكل مقومات الحياة في عموم المحافظات اليمنية، حيث امتزجت ركام الأحجار والأتربة بدماء وأشلاء الضحايا في أبشع جرائم الإبادة لم يشهد لها التاريخ البشري جرما مماثلا، إذ يتعرض الشعب اليمني لقتل جماعي يدفن آلاف من المدنيين تحت الأنقاض وتحترق أجساد الأطفال والنساء بصواريخ وقنابل وأسلحة محرمة دوليا على مدى “180” يوماً من العدوان.
مشاهد الخراب والدمار للمنازل ومساكن المدنيين تبقى آثارها للتاريخ والذاكرة على مدى الحياة تتحدث عن أبشع جرائم العصر ارتكبها النظام السعودي وتكالبت معه قوى الشر ليواصل كل يوم قتل المدنيين واستهداف منازلهم مخلفا عشرات آلاف من القتلى والجرحى وتدمير آلاف المنازل، ولازال تحالف العدوان يواصل جرائمه على مدار الساعة واضعا المدنيين في قائمة أهدافه في انتهاك واضح للشرائع الإسلامية والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية.
واستهدف العدوان عموم المحافظات اليمنية وفي المقدمة محافظة صعدة والعاصمة صنعاء اذ لم يعد هناك أي منطقة أو حي أو قرية لا تمر منها طائرات العدوان وتفرغ صواريخها وتقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها وتسفر عن مجازر تحصد عشرات الشهداء والجرحى يوميا.
وقال نائب مدير العلاقات بوزارة الداخلية العقيد محمد حزام لـ” الثورة” غارات العدوان السعودي الأمريكي دمرت أكثر من 3664 منزلا منذ 26 مارس حتى 11 أغسطس الماضي.
وأضاف العقيد محمد حزام إن إحصائية أعدتها الأجهزة الأمنية رصدت استهداف العدوان السعودي حتى 11 أغسطس 160 مديرية و548 ما بين منطقة وقرية وأحياء وتجمعات سكنية أسفرت عن تدمير 3664 منزلا تدميرا كليا.
واشار إلى أن العدوان واصل تدمير البنية التحتية والمنشآت والمؤسسات الحكومية والمدنية من بينها جسور وطرقات ومحلات تجارية وأسواق ومخازن مواد غذائية وجامعات ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية خدمية كمراكز وأقسام الشرطة ومحطات وقود وشبكات وأبراج اتصالات وناقلات نفط وغاز وشحنات نقل البضائع والمواد الغذائية ومخيمات النازحين والمعالم الأثرية وكل مقومات الحياة.
وأوضح العقيد حزام أن العدوان استهدف الأحياء والمناطق السكنية بشكل مباشر في صورة تكشف عن وحشية العدوان في حق الشعب اليمني، مشيراً إلى أن آلاف الشهداء والجرحى سقطوا نتيجة غارات العدوان الهمجي التي تركزت على الأحياء والمناطق المأهولة والمكتظة بالمدنيين.
ولفت إلى أن الحرب على الشعب اليمني عبارة عن “قتل عشوائي للمدنيين واستهداف منظم لمنظومة البنية التحتية وإحراق للمزارع والبشر والحجر والشجر هي أهداف تحالف العدوان على اليمن”.
وطبقا للإحصائية فإن 119 منشأة أمنية دمرها العدوان بغارات جوية خلال الفترة نفسها وهذه المنشآت هيئات مدنية تتعلق بحماية وتأمين وتقديم الخدمات الأمنية للشعب منها الأمن العام وخدمات الشرطة والجوازات والدفاع المدني والأحوال المدنية وأقسام ومركز الشرطة وإدارة أمنية أخرى، كما دمر العدوان 111 منشأة حكومية وحيوية هامة من بينها مطارات وموانئ ومؤسسات ومجمعات حكومية، بالإضافة إلى تدمير 54 منشأة رياضية وجسور وطرق وإنفاق ومصانع، ودمر 28 منشأة نفطية وغازية ومحطات وقود، ودمر 76 منشأة تعليمية، مدارس وجامعات ومعاهد وكليات، وكذا 51 موقعا ومعلما أثريا وتاريخيا وسياحيا.
وأشارت الإحصائية إلى أن الغارات دمرت 160 ما بين محلات تجارية وأسواق ومخازن مواد غذائية، بالإضافة إلى تدمير 31 ناقلة نفط وغاز وشاحنات مواد غذائية ورصدت الإحصائية الدمار الذي تعرضت له شبكات ومحطات وأبراج الاتصالات والمولدات الكهربائية حيث بلغت 37 منشأة تم تدميرها خلال تلك الفترة 200 مزرعة وبئر .
وتحاول في هذا التقرير الإشارة إلى عدد بسيط من جرائم قصف الأحياء والمناطق والمنازل التي استهدفت في عدد من المحافظات، حيث كثف طيران العدوان السعودي غاراته بشكل غير مسبوق على العاصمة صنعاء وتركز القصف خلال الأيام الماضية على الأحياء السكنية أسفر عنها سقوط المئات من الشهداء والجرحى.
وجدد العدوان قصف المناطق والأحياء المكتظة بالسكان في العاصمة صنعاء وإب وتعز وصعدة والحديدة وعمران وحجة والجوف وغيرها من المحافظات.
واستشهد 4 أطفال من أسرة واحدة في مجزرة جديدة لطيران العدوان استهدفت منزل أسرتهم في منطقة قارة بمديرية مجز بمحافظة صعدة مع استمرار العدوان في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية على سكان المحافظة وأبيدت مئات الأسر بالكامل ودمرت مئات المنازل فوق رؤوس ساكنيها، على مدى 180 يوماً.
ومن تلك المجازر التي نفذها العدوان السعودي في صعدة مجزرة قرية وادي صبر بمديرية سحار إذ لازالت شاهدا على بشاعة جرائم التصفية العرقية التي يتعرض لها المدنيون، حيث أبيدت قرية بالكامل جراء الغارات الهمجية على منازل أهالي القرية وأسفرت عن استشهاد 57 مواطنا وإصابة العشرات بجروح خطيرة، ولم تتمكن فرق الإنقاذ من انتشال الضحايا من تحت الأنقاض إلا بعد 24 ساعة، كما عاود العدوان استهداف المنطقة بغارات جديدة خلفت شهداء وجرحى ممن تبقى من سكان القرية، كما استشهد 20 مواطنا في قصف استهدف منازل مواطنين بآل مقنع في مديرية منبه ودمرت عشرات المنازل في المنطقة وشن طيران العدوان آلاف الغارات على المحافظة عقب إعلانها أهدافا عسكرية في انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الإنسانية مواصلا تدمير المنازل وبيوت المواطنين.
وفي تعز ارتكب العدوان مذبحة جديدة إذ استهدف منازل المواطنين في منطقة الشويفة خدير، ما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين من أسرة واحدة بينهم نساء وأطفال وإصابة عدد آخر، كما استهدف منازل المواطنين في منطقة الراهدة وتسببت في تدمير وتهدم العشرات من المنازل وتضرر عدد منها.
في يوم الأحد 12 أبريل 2015، قصف العدوان 4 منازل في منطقة الظهرة بمأوية أسفرت عن سقوط 9 شهداء، ولازلت دماء ضحايا مذبحة المخا بتعز تنزف وأنين الجرحى يدوي في المستشفيات، حيث استهدفت طائرات العدوان الوحدات السكنية الخاصة بعمال ومهندسي محطة الكهرباء المخا ما أدى إلى استشهاد أكثر من 110 شهداء وجرح ما يقارب 150 من عمال المحطة وأسرهم، في واحدة من أبشع الجرائم التي يرتكبها تحالف العدوان السعودي لا تقل عن المجازر التي ارتكبها العدوان في حق سكان منطقة عطان ومنطقة نقم بالعاصمة صنعاء.
المذبحة تضاف إلى سجل جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي في حق الشعب اليمني والمتواصلة للشهر السادس على التوالي.
وقالت منظمة هيومن رايتس ويتش الأمريكية “قصفت قوات التحالف بقيادة السعودية مساكن تابعة لمحطة توليد الطاقة بشكل متكرر فتسببت في قتل عشرات المدنيين في غياب أي أدلة عن وجود هدف عسكري واضح هناك، فإن هذا الهجوم يرقى على ما يبدو إلى جريمة حرب”.
وأضافت في تقريرها عقب زيارة ميدانية لمكان الغارة بعد يوم ونصف من حدوثها “أظهرت الحفر والأضرار التي لحقت بالمباني أن المجمع السكني الرئيسي، الذي يأوي ما لا يقل عن 200 عائلة استُهدف بـ6 قنابل. كما سقطت قنبلة على مجمع سكني آخر يبعد حوالي كيلومتر واحد شمال المجمع الرئيسي يسكنه عمال مؤقتون فدمرت خزانات الماء. أيضا، سقطت قنبلتان أخريان على الشاطئ وتقاطع قريب، وأصابت قنبلتان شقتين سكنيتين بشكل مباشر فتسببت في انهيار أجزاء من سقفيهما. وانفجرت قنابل أخرى في مناطق بين المباني، مثل الساحة الرئيسية، فدمرت الجدران الخارجية لعشرات الشقق، ولم تبقَ سوى أعمدة البناية في مكانها”.
وأكدت المنظمة “أن طائرات العدوان السعودي ألقت 9 قنابل في طلعات جوية متكررة بعد فترات زمنية لم تتجاوز دقائق معدودات وجميع القنابل استهدفت المجمّعات السكنية وليس أي هدف آخر”.
مذبحة المخاء واحدة من بين عشرات الجرائم التي ارتكبتها طائرات العدوان في محافظة تعز ويواصل ارتكبها كل يوم.
وفي العاصمة صنعاء دمر العدوان آلاف المنازل، حيث استهداف المناطق السكنية والمكتظة بالمدنيين، وتتعرض الأحياء السكنية بالعاصمة كل يوم لغارات متواصلة إذ تتعرض الأحياء السكنية في عطان والسبعين ونقم والنهضة وصوفان وحي كلية الشرطة والمطار وغيرها من المناطق والشوارع لقصف مستمر على مدى الساعة مخلفة مئات الضحايا.
وطوال الأيام الماضية استهدف العدوان مئات المنازل ودمرها تدميرا كاملا في حدة وجامعة الإيمان وحي الأصبحي، أدت إلى سقوط العشرات من الشهداء من بينهم أطفال ونساء، كما أبيدت أسرة بكاملها جراء الغارات، كما تتعرض محافظة صنعاء ومديرياتها لجرائم استهداف مماثلة من قبل العدوان.
وفي 1 مايو 2015 شن طيران العدوان سلسلة غارات على حي سكني “الشعب” بمنطقة سعوان ما أدى إلى سقوط 20 شهيدا وعشرات الجرحى وتدمير 7 منازل تدمير كامل كما تعرض 25 منزلا لأضرار كبيرة.
وحسب إفادات أهالي الضحايا استهدفت الغارات المنازل السكنية على رؤوس ساكنيها من المدنيين وهم (عائلة الكبسي وعائلة الحيمي, وعائلة الذماري, وثلاثة منازل لعائلة الصعفاني, وعائلة الحرازي).
وارتكب العدوان مذبحة أخرى في مدينة العمال بمنطقة سعوان، حيث شن عدة غارات بتاريخ 13 يوليو 2015م، أدت إلى استشهاد 25 مواطنا وإصابة أكثر من 50 آخرين في سلسلة جرائم متواصلة واستهداف مباشر للمدنيين.
وأفادت تقارير طبية بأن الغارات دمرت 10 منازل وسط المدينة التي تكتظ بالمدنيين، وتتكون المدينة من وحدات سكنية يقطن فيها عمال مع أطفالهم ونسائهم.
وفي 12 يونيو 2015م، شن طيران العدوان عدة غارات على عدد من المنازل في حارة القاسمي بمدينة صنعاء القديمة، أدت إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين بينهم نساء وأطفال، كما تسببت في تدمير خمسة منازل بالكامل وتضرر مبانٍ أخرى في المدينة القديمة المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي.
وارتكبت طائرات العدوان جريمة بشعة في حق أسرة آل الأكوع بمنطقة بيت معياد حيث دمرت 3 منازل بسلسلة غارات أسفرت عن استشهاد ما يقارب 15 مواطنا من أسرة واحدة، كما دمرت مئات المنازل جراء قصف منطقة عطان ونقم بقنابل فراغية وأسلحة محرمة دوليا.
وخلال اليومين الماضيين كثفت طائرات العدوان هجماتها الجوية على منازل المواطنين في العاصمة بشكل عنيف أدى إلى سقوط العشرات من الشهداء والجرحى وتدمير عشرات المنازل.
وقال مصدر أمني مسئول لـ”الثورة” إن العدوان استهدف الأسبوع الماضي منزل أحد المواطنين في حي صوفان موقعا 6 شهداء و32 جريحا، كما استهدف مسكن أحد المواطنين في منطقة دارس أسفر عن استشهاد 9 مواطنين وإصابة 20 آخرين، في حين استهدف منزل أحد المواطنين بحي مذبح أسفر عن 25 جريحا.
وأشار المصدر إلى أن العدوان السعودي قصف مبنى كلية الشرطة في منطقة التحرير الآهلة بالسكان بثلاث غارات مما أدى إلى تضرر عدد كبير من منازل المواطنين، كما استهدف المعهد الفني للقوات الجوية بشارع المطار، وكذا منطقة شارع السبعين الآهلة بالسكان. وأصيب خمسة مواطنين بينهم طفل وامرأة بجروح جراء قصف طيران العدوان السعودي الغاشم على منزل أحد المواطنين في حي شملان بمديرية همدان محافظة صنعاء.
وأوضح المصدر أن الطيران قصف في ساعة متأخرة من الليل منزل أحد المواطنين في حي شملان بصاروخين أحدهما لم ينفجر، مشيرا إلى أن الغارة الجوية أسفرت عن إصابة خمسة مواطنين، أحدهم في حالة حرجة، كما أدى القصف إلى تدمير المنزل وأصيب أربعة مواطنين بجروح جراء غارة للطيران السعودي على قرية المعينة التابعة لمديرية الحصن خولان في محافظة صنعاء.
وفي محافظة عمران استهدف العدوان منطقة حوث بعدة غارات أسفرت عن سقوط 40 شهيدا وتدمير عشرات المنازل كذلك لم تسلم منازل المواطنين من غارات العدوان الهمجي حيث يواصل استهداف الأحياء السكنية والمدنيين بشكل جنوني وبصورة هستيرية غير مسبوقة.
أما في محافظة إب فتنزف كل يوم بدماء المدنيين من ضحايا العدوان، آخرها قبل يومين حيث ارتكب طيران العدوان، مجزرة جديدة حيث قصف حياً سكنياً في منطقة الكمب بمديرية يريم أدت إلى استشهاد 12 مواطنا وتدمير عشرات المنازل، بالإضافة إلى مئات المنازل التي استهدفها في عموم مديريات المحافظة خلفت مئات الضحايا المدنيين.
واستشهد 10 مواطنين في محافظة الحديدة قصف طيران العدوان السعودي لمبنى سكني بمنطقة بيت الفقيه محافظة الحديدة .
وطبقا لمصادر أمنية في الحديدة فإن عشرات الغارات التي شنها العدوان السعودي في المحافظة استهدفت أحياء ومباني سكنية.
وفي حجة قصفت طائرات العدو منزل أحد المواطنين في منطقة بكيل المير بتاريخ السبت 15 أغسطس 2015، أدت إلى استشهاد جميع أفراد الأسرة المكونة من 15 شخصا.
وفي يوم السبت 6 يونيو 2015، استشهد 39 مواطنا وأصيب 20 آخرين في مذبحة أخرى لغارات العدوان السعودي الأمريكي في نفس المديرية بحجة.
وكثف العدوان السعودي دائرة استهدافه للأحياء والمناطق السكنية، فدمر مئات المنازل في الجوف والحديدة والبيضاء وذمار وعدن ولحج وأبين ومأرب وشبوة، وتسبب في تشريد مئات آلاف من منازلهم إلى الشوارع بلا مأوى أو ملاجئ تحميهم جراء همجية القصف المستمر على الأحياء المكتظة بالمدنيين فضلا عن آلاف المواطنين الذين دمر العدوان منازلهم بغارات مباشرة خلفت مئات المجازر والمذابح متعمدا إبادة الشعب اليمني بوحشية ونزعة إرهابية لم يسجل تاريخ البشرية جرائم مماثلة لها .
وتزايدت مأساة الأسر النازحة في عموم المحافظات والتي يعيشها اليوم المواطن اليمني، بعد أن حول العدوان المنازل والدور السكنية إلى ركام أحجار وتراب ولم تجد مئات الأسر والعوائل غير الأماكن المهجورة والأقبية والأنفاق والمباني قيد الإنشاء مأوى لها بلا طعام أو ماء أو ملابس أو حتى أدوية وحياة تهددها مخاطر الوضع الإنساني المتفاقم وتحول اليمن إلى بلد منكوب جراء الغارات المتواصلة على المناطق والأحياء السكنية واستهدافها بأسلحة محرمة دوليا والتي تخلف كل يوم مئات الشهداء والجرحى مع استمرار تدمير البنية التحتية والمرافق الطبية والصحية.
* نقلا عن “صحيفة الثورة”