محاضرة للسيد القائد مرعبة ومخيفة لكل متخاذل عن تحمل المسؤولية
عبدالفتاح حيدرة
اعوذ بالله من كلمة (أنا) وانا المتلهف دوما لأى محاضرة او كلمة او خطاب للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، ولكن محاضرة اليوم، جعلتني مبلودا، ولأول مرة ينعقد لساني وتتوقف يدي من تدوين الملاحظات حول محاضرة السيد، تركت كل شيئ ووقفت بصمت، فاتحا فاهي، وكأن الطير على رأسي، شدتني فكرة المحاضرة وجوهرها ورسالتها، كل جزء وكل فكرة في المحاضرة كانت بالنسبة لي شئ جديد، وعي جديد، وقيم جديدة، ومشروع جديد ..
المحاضرة الرابعة للسيد القائد عبدالملك الحوثي من محاضرات دروس الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينه، محاضرة مهمة و مابعدها ليس كما قبلها، فمن تخاذل وتكاسل وثبط وقعد فقد خذل الله ورسوله وارتضى بالحياة الدنيا ومتاعها، وخسر حياة الآخرة ونعيمها ، محاضرة عملية وعمليه قائمة على الوعي والقيم والمشروع، والحركة والنشاط والجد والاهتمام والاقتداء بوعي هدى الله الذي قدمه رسول الله صل الله عليه وسلم وعلى آله ، واستجابة لما جاء في القران الكريم من قيم ربانيه تبني المجتمع الصالح والتقي والمحسن والمجاهد، وخصوصا تلك القيم الملزمه من سورة التوبة..
كتبت منشور في بداية المحاضرة على انها محاضرة مخيفة ومرعبة، لإنها موجهه لكل فرد وكل مسئول وكل مواطن وكل مسلم، مخيفه بقدر ما تحويه من الوعي والقيم والمشروع الذي نقرأ عنه كل يوم في آيات الله ولا نعيه ولا ندركه ولا نتدبره، بما تحويه من معايير وأسس ومبادئ وأدلة وبراهين وإثباتات تبني وعي وقيم ومشروع الانسان والمجتمع والدوله والمسئول، الذين يستحقون ان يمنحهم الله الانتصار، مرعبه لأن كل هذه المعايير والأسس في القران الكريم ولا نخاف او نلتفت او نتفكر بعواقب عدم أتباعها.
جمعت هذه المحاضرة كل الأبجديات والاجابات التي يبحث عنها الجميع لاتباعها، وبنفس الوقت يخالفها الجميع، محاضرة جمعت بين تفاصيل التحذير وأجزاء التنبيه، وجمعت اساسيات التذكير و روادع التخويف، جمعت علوم الهدايه وأدوات الاستنهاض، جمعت بين محاسن الوعي وخطايا القيم، جمعت بين مسئولية بناء المشروع و الإهمال في الدفاع عنهر، وخلطت كل ذلك في وعاء واحد، من اجل إنتشالنا من واقع استحسان الجمود والخيبه الى واقع ثواب الحركة والعمل.
محاضرة هداها واضح وصريح لا لبس فيه ، انه هدى الله ونهج حبيب الله، قيمها واضحه، ثواب التمسك فيها وعقاب التخلي عنها واضح وصريح ولا لبس او جدا حوله، مشروعها واضح ، اتباع هدى الله وقيم كتاب الله، مشروع يدعو الى النفير والعمل والنشاط والجد والاهتمام وتحمل المسؤولية بصدق وأمانه إخلاص، ويمقت ويتوعد بأشد العذاب من التثاقل والجمود والتنصل عن المسئولية، محاضرة لكل من يتسبب بتخلف الناس عن اداء مسئولياتهم، لمن يحاربوا ويقصوا الناس من اعمالهم ويهمشوا اصواتهم ، لبعض الناس وبعض القادة والمسئولين كما وصفتهم المحاضره با(الحمير) الذين لم يفكروا بالحرب والوضع وبحاجتهم لتوعيه الناس بهدى الله والتمسك بقيم كتاب الله، ويبنوا مشروع سنن الله في التغيير ، لذلك الذي كل همه نفسه ومركزه ومنصبه ومحاربة باقي خلق الله..
محاضرة قوية ومخيفة ومرعبه لكل يمني عامة، وعلى وجه الخصوص لكل مسئول في الدوله والحكومه، ولكل من يقول انه من انصارالله وفي المكتب السياسى والمكتب التنفيذي، مخيفه ومرعبه لأنها ممتلئة بكافة اشكال الوعي العملي والعلمي، والقيم الصحيحة والصالحة والمشروع الذي يبني الانسان وقيمه وعقله ودولته، وكأنها محاضرة إقامة الحجة البالغه والنهائيه لنا نحن اليمنيين، ولكل مسئول ووزير ومشرف ومحافظ وقائد وعسكري وامني وصحفي ومجاهد، حجة علينا، وبتوثيق من كلام الله ومنهج رسول الله وقيم كتاب الله، وفي زمننا هذا وفي هذه المرحلة المصيرية التي نعيشها كشعب يمني، يرزح تحت العدوان والاحتلال، علينا ان نتحمل المسئوليه الكاملة ونعمل بهذا النهج الرباني الصحيح ..
ويا ويله من الله ورسوله ومن عذاب الله، ولعنة رسول الله ، ومن الخزي والعار في الدنيا قبل الاخرة، من استمع ومن لم يستمع لهذه المحاضرة جيدا، ولا يجعل منها دستورا ونظاما وقانونا يحتكم إليها ويتعامل مع نفسه ومسئوليته وموقفه وولاءه وكلمته وعمله من خلال وعيها وقيمها ومشروعها ، ويعمل بتوجيهاتها وتوجهها وفكرها ووعيها وقيمها ومشروعها، يواجه عدوه من خلال وعيها ويعامل أصدقائه من خلال قيمها، ويتصرف مع الناس من خلال مشروعها، ان وعي وقيم ومشروع هذه المحاضرة كفيل بأن تجعلنا ننفض غبار التبلد والتخبط والشك والجمود والارتباك والتبعية والإرتهان ، وتنقلنا الى واقع العمل والإنتصار والإنتاج والاستقلال والسيادة والاستنفار العام في كافة مجالات حياتنا ..