حين يصبح الجمهوريون أذناباً للملوك والأمراء!
يمانيون – كتابات – عبد العزيز البغدادي
عجباً ثمَّ عجباً لهذه الحدة المهيمنة على عقول ونفوس منتقدي الاحتفاء بيوم الغدير أو (يوم ولاية الإمام علي كرم الله وجهه) في غدير خَمّ.
العجيب في الأمر أن هؤلاء المحتدُّين يمارسون العبودية في أقبح صورها أمام الرعاع الذين يستخدمونهم في العدوان على وطنهم في حين يصفون من يحيون المناسبة بالعنصريين والسلاليين ويقولون إنَّ الاحتفال وادعاء الاصطفاء بما أثير حولها من آراء وتفسيرات وأقوال وأحاديث يخالف جوهر الإسلام في حرصه على العدل والمساواة والتكليف العام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويعمق حالة الانقسام بين مكونات المجتمع اليمني والمجتمعات المسلمة ونحن أحوج مانكون إلى نبذ كل أسباب الخلاف وهل يوجد أدعى للتوحد من مثل هكذا عدوان ، يحتدون ضد الاحتفاء بيوم الولاية وهم متحالفون مع التكفيريين الذين يفجرون المساجد والمدارس والأسواق بالمفخخات ويفتون بقتل أطفال وسبي نساء من يخالفهم الرأي والمذهب بحجة أنهم رافضة ومجوس وأنهم أخطر من الكفار ، ويؤيدون العدوان السعودي الأمريكي الصهيوني – ومن ساندهم مدداً وتأييداً – الذي استباح قتل الأطفال والمدنيين بحجة دعم ما يسمى بالشرعية والجميع يعرف فساد وإفساد هذه الدول ومن يدعمها ، هؤلاء المحتدون فرطوا في سيادة وطنهم اليمن بالكامل ليضعوها في يد أمريكا وبريطانيا والصهيونية وأذنابهم ويستعينوا بهم على إخوة الدين شركاء الوطن أي أنهم بأفعالهم الواضحة والفاضحة ذَنَبُ الذنب كما وصفهم الشاعر البردوني رحمه الله : (نعم يا سيّد الأذناب. إنَّا خير أذنابكْ ومسؤولون في صنعاء وفراشون في بابك )، مستعدون للتفريط بكامل سيادتهم وكرامتهم وفي سبيل الوصول للسلطة والتمسك بها استباحوا المحرَّمات متوهمين بأن السعودية وأمريكا حريصة على جعلهم قناديل و لهذا فهم غير مستعدين لحل قضايا الخلاف بينهم وبين شركاء الوطن بطريق الحوار فهذا تنازل مرفوض سيحولهم إلى زنابيل يمس الحقوق والكرامة !!!،
وقد رأينا كيف أنَّ من وصفوهم بالمجوس بعد تغلبهم عسكرياً على القوة التي خرجت للقضاء عليهم على يد من يجهلون أصول وأساليب وآداب الخلاف وأخلاق القتال من التكفيريين في 21سبتمبر 2014 رأينا كيف كسبوا المعركة بجدارة ورغم ذلك عادوا إلى الحوار ليوقعوا على وثيقة السلم والشراكة ثم ينكث الطرف المهزوم بالعهد ويفر إلى سيده البدوي التابع للصهيونية لعله يعيده على صهوة ال F-16 حاكماً متحكماً بزعم أنه الحاكم الشرعي المدعوم من المملكة (حمامة السلام ) وحامي حمى الجمهورية والثورة والديمقراطية !!!!!!!؛
الوعي الزائف الذي يدفع هؤلاء الجمهوريين جداً !! إلى استخدام لغة الكراهية والبغضاء والشحن الطائفي التي يستخدمها الجهلة وبعض منهم مع الأسف في عداد المثقفين بل ومن رموزهم وأظن بعضهم على علم بآثار هذه اللغة المدمرة والبعض الآخر يتجاهلها ، وأعتقد أنها أفتك من أسلحة الدمار الشامل لأنها لا تُرى بالبصر وإنما بالبصيرة وهي الْيَوْمَ عملة نادرة ، لأنّ الوعي الوطني لايزال محدوداً وغير محصَّن لأسباب عديدة لا يتسع المجال لتفصيلها ولكنها تقوم إجمالاً كما أعتقد على التحصّن بوعي ديني ووطني مستنير يعطي العقل حقه الذي وهبه الله والمتمثل في أسمائه التي منها (العدل، الكريم، الواسع، الفتاح ،العليم ، الحكيم ،الغفور ، الرحيم ،
كما أن مستوى تدمير لغة الشحن الطائفي أوسع نطاقاً وأعمق أثراً لاعتمادها على تدمير العقول والبصائر، والأحاسيس أي تدمير الإنسان من داخله ! ، إنك حين تتأمل بعض التصرفات تدرك حجم التدمير الذي يعيشونه أو يعيشهم !،
وواجب على الجميع توفير كل طاقة لمواجهة هذا العدو الشرس المستهدف لكل الوطن معتمداً على ضعاف العقول ، إنه العدو الذي يهندس تصرفات الغلاة وذوي الغرائز الجامحة ليحيلهم إلى وحوش بشرية ويبقِي بذرة الأحقاد التاريخية والخلافات المستفحلة ليصنع منها بؤرة الخلاف ويخصِّبُها لتغذي صراعاً مستمراً ، إنه فنُّ استثمار بذور الخلافات والأحقاد! ،
هناك صراعات وقعت عبر التأريخ في مناطق كثيرة من العالم ولكن أمريكا وبريطانيا والقوى الاستعمارية لم تتمكن من جعل شعوبها ألعوبة بيدها كما فعلت في الوطن العربي والإسلامي لماذا؟!
تلك الصراعات وقعت وانتهت وكانت قدرة أمريكا وغيرها على التدخل في شؤونها أضعف مما حصل في الدول العربية والإسلامية ، فهل يعود ذلك إلى ذاتٍ ضعيفة خائرة عاجزة أم إلى وعيٍ زائفٍ ومريض ؟! ؛
هذه بعض من أسئلة تطرح نفسها بإلحاح وبحاجة أيضاً لإجابة ملحة وجادة مادامت الصراعات مستمرة؛ وبالتأمل في أحوال بعض الدول التي وصلت إلى حال الفشل بسبب التبعية والفساد ومنها اليمن نجد المجتمع اليمني قد أثبت أنه مجتمع غير عاجز رغم ما صنعت به سلطة الفساد على مدى أكثر من أربعة عقود بدليل تمكنه بجهود مجتمعية وبعد فشل الدولة من صد عدوان غير مسبوق في التاريخ تحالفت فيه كل قوى الإرهاب في الخارج والداخل ليثبت بذلك أن السلطة الأقوى والشرعية الحقيقية هي سلطة الشعب لأنه مالكها ومصدرها يستمدها من إيمانه بالله ومن قدرته على تحويل هذا الإيمان إلى فعل خلاق على الأرض ، هذا الصمود الأسطوري على مدى قرابة أربعة أعوام حدث رغم وجود المحتدِّين الذين تحدثنا عنهم والعديد من محترفي الارتزاق وبائعي الوطن الذين اتسع وجودهم في ظل وحدة شوهاء أريد لها وبها أن تكون طعنة مميتة لكل حُلمٍ بالوحدة فكيف كان سيكون الصمود والمواجهة لوكان هناك وحدة حقيقية متَرْجِمَةْ لأحلام الشرفاء في هذا البلد ؟!؛
لقد أوجدت روح الارتزاق المتغلغلة في نفوس البعض ثغرة في كياننا الوطني لا بد من سدِّها، وأهم وسيلة لذلك هي البحث عن القواسم المشتركة لبناء مشروعنا الوطني القائم على أسسٍ متينة بعيدة عن المحاصصة وخالية من عوامل الفرقة والأحقاد ومنع استثمار نقاط الخلاف والتشرذم التي حولت الوطن في نظر أصحاب المصالح غير المشروعة والمتوحشة إلى كعكة قابلة للقسمة بين زعماء العصابات!.