المغرد مجتهد : أزمة أرامكو تمثيلية رتبها ابن سلمان
يمانيون – متابعات
قال المغرد السعودي الشهير باسم مجتهد إن إلغاء خطة طرح حصة من شركة النفط الوطنية السعودية (أرامكو) بسوق الأسهم كان تمثيلية رتبها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لتبدو كأن من قرر ذلك هو ملك البلاد سلمان بن عبد العزيز.
وجاء في تغريدة لمجتهد على تويتر أن الملك سلمان لم يتحدث الملك مع رويترز ولا مع أحد عن طرح حصة نسبتها 5% من أرامكو في سوق الأسهم، وأن ما نسب له بشأن ذلك هو تمثيلية من محمد بن سلمان رتبها كما لو كانت تسريبا خاصا لرويترز من الملك، وذلك حفظا لماء وجهه، ليبدو الإلغاء كأنه ليس تراجعا ولكن حصل بتدخل فوق سلطته. وحسب المغرد فإن الحيلة انطلت على رويترز.
وفي ملف سعودي آخر، قال مجتهد إن قرار السماح للأطباء والطلاب السعوديين إكمال تدريبهم ودراستهم في كندا لم يكن عودة للرشد ولا رجوعا للعقل ولا من موقع قوة، بل هزيمة اضطر إليها ابن سلمان بعد أن بلغته معلومات عن نية عدد كبير من الطلاب والأطباء البقاء في كندا والاستفادة من التسهيلات التي توفرها الحكومة الكندية فتنقلب القضية عليه.
وكان موضوع أرامكو طاغيا خلال الأيام الماضية، ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة أن الملك سلمان تدخل لوقف خطة طرحها بسوق الأسهم، التي يقف وراءها نجله، لكن مراقبين شككوا في أن يكون الملك السعودي قد تدخل فعلا في هذه الأزمة، ورأوا أن ولي العهد يخفي فشل هذا المشروع مستترا بعباءة الملك.
واعتبرت الوكالة أن القرار شكل ضربة قوية لبرنامج الإصلاح “رؤية المملكة 2030” الذي طرحه ولي العهد السعودي. ويشير إلى أن الملك سلمان يعمل على تحجيم السلطات الانفرادية لنجله.
ونقلت عن مصدر قالت إنه طلب الحفاظ على سرية هويته أن قرار وقف طرح أرامكو جاء بعد أن التقى الملك سلمان بأفراد في الأسرة الحاكمة ومصرفيين ومديرين كبار في قطاع النفط من بينهم رئيس تنفيذي سابق لشركة أرامكو.
وقالت تلك المصادر إن الشخصيات التي حاورها الملك أبلغته أن الطرح العام الأولي لن يكون في صالح المملكة بل إنه قد يؤثر سلبا عليها. وذكرت المصادر أن الهاجس الرئيسي لدى هذه الشخصيات تمثل في أن هذا الطرح سيدفع أرامكو للإفصاح الكامل عن كل تفاصيلها المالية.
المراقبون يشككون
ولكن مراقبين ومعلقين شككوا في أن يكون الملك السعودي سلمان هو من أمر فعلا بالتراجع عن مشروع خصخصة أرامكو. ويستدل المراقبون على أن ولي العهد هو من يتراجع عن خطة أرامكو بالقول إن الملك سلمان نادرا ما يظهر أو يمارس نشاطات علنية، وهو ما يستبعد أن يكون منخرطا في أحداث المملكة، في حين أن ولي عهده هو الذي يسير شؤون الحكم فعليا.
وجرت العادة في السعودية أن يكون الملك هو صاحب الكلمة الأخيرة، لكنه كان غائبا عن المشهد خلال كثير من الأحداث الكبرى الأخيرة التي تمس الأسس التي قامت عليها السياسة السعودية، إلى أن جرى ربطه بهذا القرار الأخير الذي يمثل ضربة قوية لبرنامج الإصلاح المسمى “رؤية المملكة 2030” الذي طرحه ولي العهد، ويهدف إلى إحداث تغيير جوهري في الاقتصاد السعودي الذي تعد الدولة المحرك الرئيسي له ويعتمد اعتمادا أساسيا على النفط.
سنتان من الوعود
يشار إلى أن السعودية ظلت تستعد على مدار العامين الأخيرين لطرح أرامكو في سوق الأسهم. وتواصل المسؤولون مع البورصات الدولية والبنوك العالمية بل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب للترويج للخطة.
وكان من المنتظر أن يصبح إدراج أرامكو في البورصة الركيزة الأساسية في برنامج الإصلاح الاقتصادي الموعود في المملكة، إذ كان من المستهدف أن تبلغ حصيلته 100 مليار دولار ويمثل أكبر طرح عام أولي من نوعه على الإطلاق.