السعودية تصفع الإمارات في عدن.. ومخططها هو الأخطر!

بقلم / احمد مظفر

لطمت السعودية الإمارات في عدن.. وصفعتها سياسيًا واقتصاديًا بوهم منحها مدينة عدن وما حولها من البحر والمدن اليمنية كالحوطة والضالع، شريطة أن تشارك الإمارات في العدوان على اليمن..

حكومة أبو ظبي ما صدقت، وبغباء اقتصادي وعقم سياسي، أقحمت جيشها بعدته وعتاده في حربها على اليمن من أجل السيطرة على عدن واحتلالها.

الإمارات بالتأكيد تحينت الفرصة هذه ولبت دعوة المرتزقة والعملاء في الداخل والعملاء في الرياض إلى جانب دعوة الوهم السعودي، وغزت عدن بنفسية الطامع لأنها تهدف في الأساس إلى التنفيس عن حقدها بتجميد أو تهميش ميناء عدن الاستراتيجي من أجل عيون ميناء دبي، ومواصلة أطماعها ومشروعها الأناني الذي بدأته في ميناء عدن منذ سنوات عبر الشركة القابضة للموانئ العالمية الذي جمدته لمدة خمس سنوات تحت مبرر إعادة تأهيله ليستقبل السفن الكبيرة ولم يتم من ذلك أي شيء حتى الآن.

السعودية بطبيعتها الاستيطانية وكونها المستفيدة الكبرى ترى أن من حقها سلب النصيب الأكبر من الكعكة في الجزء الجنوبي من الوطن.. فقد أوهمت الإمارات بعدن وأعطت لنفسها حضرموت الجزء الغالي والكبير من الوطن حضرموت الغنية بالثروات البترولية والمائية ومحل أطماع آل سعود الأبدي والدائم..أطماعها لا تقتصر على نهب الأرض والنفط اليمني فقط وكلنا يعلم ويدرك نهج آل سعود في إيجاد منفذ يمتد على أراضي حضرموت حتى البحر العربي.

والإمارات بغباء عقلية البدوي المتصحر.. لا تدري أو أنها لا تريد أن تدري ما معنى أن يكون للسعودية منفذ وتواجد في البحر العربي.. السعودية لو تحقق لها ذلك -لا سمح الله- فإنها ستعمل على إيجاد ميناء تجاري قوي يمكّنها من القرب من حركة التجارة العالمية القادمة من أمريكا وأوروبا وأفريقيا وآسيا.

ذلك الأهم بالنسبة للجانب السعودي.. أما الأضرار التي ستلحق بالجانب الإماراتي من ذلك -ولم تدركه بعد- فهو أن السعودية بتواجدها عبر المنفذ المزعوم ستغلق على مضيق هرمز مدخل الخليج وستحد من أهمية ميناء دبي بل ستهمش دور دبي تمامًا وباقي موانئ دول الخليج دون استثناء، وستقضي على مشروع تواجد الإمارات في عدن، مقوية التواجد السعودي بالسيطرة على مضيق باب المندب والهيمنة على البحر الأحمر وربط ميناء جدة بميناء منفذها الجديد على شواطئ حضرموت.

مشروع سعودي كبير تخطط له بدهاء في المنطقة على حساب اليمن وتحت مظلة دول الخليج المشاركة في العدوان على اليمن، تحقيقًا للاطماع الخليجية ودفاعًا عن المصالح الأمريكية في المنطقة.. وعليه تقام الحرب تحت مظلتها ودعم أسلحة مخازنها المكدسة التي عادة ما تفرغها على رؤوس ضحايا البلدان المتخلفة، لتقتلهم وتنهب ثروات بلدانهم الغنية بالنفط.. وبالتأكيد جل دول الخليج لها أطماع في اليمن هذا إذا ما استثنينا سلطنة عمان ودورها المحايد، فالسعودية لها أطماع سابقة وحديثة في الأرض اليمنية، ففي الماضي اقتصّت من اليمن ثلاث محافظات هي: نجران، عسير، جيزان وألحقتها بشرورة، والآن تسعى بكل ما أوتيت من قوة لنهب واستعمار حضرموت والمهرة، والإمارات موجودة الآن في عدن وقطر موعودة بشبوة للسيطرة على الغاز اليمني وإقصاء بلادنا من منافستها في تصدير الغاز.. والبحرين والكويت تدعمان النهج السعودي لأنهما تقعان تحت وصاية السعودية ولا حول لهما ولا قوة في ذلك..