#اليمنيون يحجون إلى الجبهات
إبراهيم الحمادي
مناسك الحج على الأبواب في الشهر الحرام وبيت الله الحرام ،فيتنافر حُجاج بيت الله لأداء مناسك الحج في أرضٍ مُقدسة نظامُها يهودي لا يملك الإيمان بالإسلام ،وحجيج الرحمن على موعد الفريضة ينفرون من كُل البقاع إلى مكة مكبرينَ اللهَ وحدَه لا سواه، وما سواهُ أصنامٌ بشريةٌ نصبت نفسها آلهة حربٍ ودمارٍ وخرابٍ وهيمنةٍ واستعبادٍ واستعمار ،واليمانيون ينفرون من كل القبائل مكبرين الله أكبر في كل الميادين فزعتي ،وموعد المسلمون جميعاً سيأتي في اليوم الذي ينفرون فيه بشعائر اقتلاع هذا النظام الدموي اليهودي وتطهير أرض الله المقدسة من دنسهم .
ومع العام الرابع يأتي ركن الحج والمملكةُ تصُد عن السبيل ،فكما قامت بمجزرة تنومة ،تأتي هذه المرة بشكل مختلف بعدوانها الأمريكي على اليمن ،تقومُ بها أحدث الطائرات الأمريكية مرسوم عليها سلمان وآية التوحيد، لا توحيدا لله، وإنما تسليمًا بأن الولايات المتحدة إلهُ العصر الذي باسمه يفعل أمراء النفطِ ما يُؤمرون ،وتمضي المجازر داميةً يتفرج عليها العالم دون أن يحترق لذلك قلب أحد، أو يكترث لها أحد ،حتى طاول القصفُ قضية مركزية في الإسلام، وهي قضية الحج حيث لم يتورع المسؤول الثاني في المملكة عن تكرار خطيئة وضع إجراءات العنت والمشقة دون أن يصل الحجاج اليمنيون إلى البيت الحرام للعام الرابع ،والزعم بالكذب بأن ذلك عائد إلى من أسماهم بالحوثيين ،في بجاحة ووقاحة لا نظير لها حتى زمن الجاهلية الأولى ،والتي تفوقت عليها الجاهليةُ السعودية بانسلاخها عن كل ما هو عربي إسلامي وسقوطِها في المشروع الصهيوني الاستعماري البغيض ،كأنما اليمنيونَ خُلقوا لكي يكونوا حقلَ تجارب ،ومن يحفر الحفر لابد من وقوعه يوماً فيها ،وشعب الإيمان حاضر بصدقه وثباته لم يمسه سوء ولو كانوا يمكرون .
وفي شهر الحج تتوجه أنظار المملكة والإمارات إلى كيان العدو الإسرائيلي سراً لأداء واجب الإحرام السياسي، وعمرة السلام مع العدو المحتل ،وهذا ما يفسر ما عليه تلك المملكة من عدوانية تجاه شعوب المنطقة، خصوصا عدوانيتها المتوحشة تجاه اليمن ،التي يبدو أن العروبة في زمن آل سعود باتت تعني الصداقة مع العدو ،وذلك منتهى ما بلغه ذلك النظام من انحراف عن مسار الأمة ،ما يجعل من التصدي لذلك الانحراف عينَ الصواب وعين الحكمة ،ومن بلاد الإيمان يمان والحكمة يمانية، شاءت الأقدار أن تكون لضربات الصواريخ على معسكرات آل سعود وتدمير أسلحتهم الأمريكية بمثابة ضربات حقيقية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وما يمثله من خنجر مسموم في قلب المنطقة ،وسيأتي اليوم الذي فيه يتم انتزاعه ،على يد اليمانيين التواقين للشهادة .
بينما شعبٌ من الريف والسهل والحضر سخاهُ كرم ،وفزعته عرم ،يُعلن من أرحب نفيره مُعلنا موسم الحج في جبهات القتال في وجه أعتى شيطان العصر تحالف الشر ،ويمُدها بالأشداء المقاتلين ،حيثُ تلاشى الزمان ،وأناخ التاريخ في مكان ،واجتمع الحجاج والمجاهدين في ميدان، فإذا الحج جهاد ،والجهاد حج ،جبهات باتت محجةَ ،العزة ،وموطنَ الكرامة ،وملتقى الأحبة ،والأنصار هم الأنصار سبقوا إلى الله قبيلتين ولا زالوا مسابقين قبائل ،مسارعين من مختلف المحافظات بقافلة هي الأكبر من كل القوافل ،قدمها شعب تواقٌ للكرامة ،من أرحب إلى ساحل تهامة ،متطلعٌ للسيادة، شغوفٌ بمواقع الريادة ،عاشقٌ لمواطن الشهادة ،ملبٍ لنداءَ القيادة ،شعب رغم الجراح والحصار لكنه أعاد للحماس والكرم والجود اليمني زخمَهُ الأول وأقوى ،دافعا به نحو مستويات أعلى ،وإذا المعتدي استهتر وتمادى ،فلهُ حُجاجُ أعلنوا إحرامهم من كل قبيلة ،وفي يوم التلبية لبوا داعي الله نفيراً لساحات الريادة ،والجبهةُ عيدٌ ومسارٌ واقتحامات ،والحجُ في الجبهات ،وحج الأحرار تسفير العبيد ،لجهنم ونعم الوعيد .
فلا اختفى اليمن ،ولا هنأ آل سعود بعدوان أرادوا منه التوسع والسيطرة والضم ،فتسربل عليهم بالدم ،وانقلب نحوهم كابوسا مؤرقا مزعزعا لسلطانهم ،زاحفا إليهم بدواهي النكبات ،وأخطر الأزمات ،لن يسلموا منها ولا بمقدورهم تفاديها ،فدم الأضاحي في منى ،ودمُ الأعادي في تهامة ،متأهباً أيما تأهب لهذه الفريضة شديدا بويلاتها على خدام الغرب ،وأعداء الإنسانية ومجرمي الجزيرة العربية ،من لم يسلم منهم حتى المسجد الحرام فكم صدوا عنه وكم قتلوا فيه من حجاج ،ولو شاء لهم أن يهدموه ما تأخروا، ولقد هدموا قداستَه بانتهاك قدسية الإنسان ،وهزئ العالم بكل شيء اسمه عروبة وإسلام بفعل ما يقوم به آل سعود من انتحال لدين قوي قويم هو بريء منهم ،وهو ضحية خداعهم ونفاقهم ،وقد آن أوان أن يُشدخ قرنُ الشيطان، ويقطعُ دابر أمريكا في المنطقة ،عسى الله أن تشرق شمس عيد الأضحى على أمة أضحت تُكبر تكبيرات الحجيج ،ويكون عليها بعيدين والثاني تطهير المملكة والتكبير تكبير النصر ،وضجيج صوت جهنم لأذناب أمريكا وصهيون العبيد .