يمانيون – تقارير – الوقت
كشف موقع ( (theinterceptالأمريكي في تقرير له أن: “السعودية، إلى جانب الإمارات، كانتا تخططان لغزو قطر في أواخر الصيف الماضي”، وذكر موقع “انترسبت” أن جهود وزير الخارجية الأمريكي السابق ريكس تيلرسون أعاقت ذلك، الأمر الذي أدّى على الأرجح إلى فقدان منصبه في وزارة الخارجية الأمريكية”.
وتابع موقع “انترسبت”، الذي يُدار ويُمول برعاية – First Look Media” المركز الإعلامي الأمريكي” والذي يتطرق غالباً إلى نشر وثائق سرية لـ”ادوارد سنودن”: ” قبل بضعة أشهر من إقالة ريكس تيلرسون، أشارت بعض التقارير بقوة إلى أن بعض الدول كانت تضغط بشكل كبير من أجل إقالة تيلرسون من منصبه، وكانت هذه الدول هي السعودية والإمارات، الدولتان اللتان كانتا تتضايقان من مبادرة تيلرسون للوساطة فيما يخص فرض الحصار على قطر.
وكتب موقع “انترسبت”: لقد أشار تقرير في صحيفة نيويورك تايمز إلى أن المبعوث الإماراتي في واشنطن كان على علم بهذا الموضوع قبل ثلاثة أشهر من إقالة ريكس تيلرسون في مارس. وكتب الموقع الإخباري: “وفقاً للمعلومات الاستخباراتية غير المنشورة، فإن الإمارات والسعودية، اللتان بدتا غاضبتين من أداء تيلرسون، كان لهما دور رئيسي في إقالته، حيث تدخل تيلرسون في صيف عام 2017، قبل بضعة أشهر من إقالته في خطة سعودية سرية تسعى للتدخل العسكري في قطر والسيطرة عليها بالكامل بقيادة السعودية ودعم الإمارات.
وقد كشف الموقع: “إن من قام بفضح هذا الموضوع، هو أحد الأعضاء الحاليين في الاستخبارات بالإضافة إلى اثنين من مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكية السابقين اللذين طلبا عدم الكشف عن اسمهما بسبب حساسية الموضوع”.
وأضاف هذا الموقع الإخباري في تتمة تقريره: “في الأيام والأسابيع التي تلت قطع السعودية، الإمارات، مصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وأغلقوا حدودهم البرية والبحرية والجوية مع البلاد، قام تيلرسون بسلسلة اتصالات هاتفية مع السلطات السعودية يحثهم فيها على عدم إجراء تحرّك عسكري ضد قطر، الاتصالات المكثفة التي أُبلغ عنها في يونيو / حزيران 2017 ، لكن مسؤولي وزارة الخارجية في ذلك الوقت وصفوا هذه المكالمات بأنها جزء من جهود الوساطة لحل التوتر في المنطقة الخليجية، وليست كونها محاولة من تيلرسون للحيلولة دون تنفيذ عمليات عسكرية بقيادة السعودية ضد قطر”.
واستطرد الموقع تقريره بالقول: “لقد دعا تيلرسون الملك سلمان ثم ولي العهد محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير إلى عدم الهجوم على قطر، كون ذلك سيثير العداء، كما شجع تيلرسون، وزير الدفاع “جيمس ماتيس” على الاتصال بنظيره السعودي وشرح مخاطر هذا العدوان العسكري لأن قاعدة “العديد” الجوية تقع بالقرب من الدوحة، وهي مقر “القيادة المركزية الأمريكية” التي تضم حوالي 10 آلاف جندي أمريكي.
وأردف الموقع الأمريكي: “لقد أدى ضغط تيلرسون، إلى تراجع محمد بن سلمان، الذي يعتبر الحاكم الفعلي للدولة السعودية، عن موقفه خوفاً من أن يدمّر هذا العدوان العسكري العلاقات السعودية القائمة منذ فترة طويلة مع أمريكا، لكن تدخل تيلرسون هذا أثار غضب ولي العهد أبو ظبي محمد بن زايد، وفقاً لمسؤولي الاستخبارات الأمريكية وبعض المصادر المقرّبة من العائلة المالكة في الإمارات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في العشرين من يونيو / حزيران إن تيلرسون قام بأكثر من 20 مكالمة هاتفية واجتماعات مع مسؤولين خليجيين وجهات فاعلة أخرى للوساطة في المنطقة، بما فيها ثلاث مكالمات واجتماعين مع عادل الجبير.
وواصل الموقع الإخباري الأمريكي تقريره بالقول: إذا كانت السعودية قد نجحت في السيطرة على الدوحة، فكان بإمكانها الاستيلاء على 320 مليار دولار في صناديق الاستثمار الوطنية لقطر، وفي شهر نوفمبر من العام الماضي، أي بعد أشهر من انهيار الخطة، بدأ ولي العهد السعودي بإلقاء القبض على العشرات من أفراد عائلته الملكية في فندق “ريتز كارلتون” في الرياض، وأثناء الاعتقال مارس ضدهم ضغوطات لإجبارهم عن التخلي عن مليارات الدولارات من أموالهم، وكتب “انترسبت”: مع بداية خريف عام 2017 بدأ ولي عهد كلّ من الرياض وأبو ظبي بفرض الضغوط على البيت الأبيض لإقالة تيلرسون.
وقد أثار تقرير موقع “انترسبت” اهتمام رئيس الوزراء السويدي ووزير الخارجية السابق “كارل بيلدت”، وقال بيلدت في تغريدة له يوم السبت على موقع تويتر: “هل كانت السعودية والإمارات عازمتان حقاً على غزو قطر، هذا أمر فظيع وكان بإمكانه أن يؤدي إلى الدمار في منطقة حساسة”، وكانت السعودية قد قطعت علاقاتها من جانب واحد مع قطر، إلى جانب كل من الإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو 2017.