أهمية الثورات للشعوب المقهورة؟
بقلم / احمد اسماعيل الأكوع
باستقراء تاريخ ثورات الشعوب فقد رأت بعض المجاميع الزمنية التي أتت إليه عبر الزمن الماضي إلى الزمن الذي جاءت منه على حد قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (دربوا أولادكم فإنهم خلقوا لزمن غير زمنكم) واتفق كل الباحثين على أن الزمان ذو غير وعلى أنه يبلى ويستجد زمان سواه, فالناس في كل العصور عرفوا عصوراً تولي وعصوراً تظلم وبغض النظر عما دار في هذا المجال من اختلافات في وجهات النظر فقد ناضلت الفئات المثقفة فأبدعت أصول الثورات العرقية والإقليمية والطائفية وتعاقبت الأجيال على هذا النوع من الثورات التي تثور بالشعوب ولا تثور له, حتى تجلى عظم هذه الثورات بالحملات الأجنبية وتساقط العروش والمنابر أمامها, وكان من نتائج هذا التعاقب في القيام والسقوط استفحال الغزو وإطباق السكون على الشعوب, ويقول أصحاب الفكر والرأي, إن الثقافة العربية كانت تخضع للسياسات المتداعية فلا تطور إلا في أضيق الحدود لأنها كانت خاضعة لمبدأ (ليس في الإمكان أبدع مما كان) وبرغم وهن هذا المبدأ فقد تطورت الفنون القولية والمذاهب الفكرية أو كما قال أبو تمام:
يقول من يسمع أبناءها
كم ترك الأول للآخر
ولما وقعت نكسة حزيران وأشباهها في أقطار العالم الثالث تكاثر التساؤل عن الثورات في كل الأماكن والبلدان:
ماذا حققت غير الهزيمة؟ ماذا أممت غير البؤس؟ أما كان التطور أجدى وأسلم من القفز على الواقع؟
هذه بعض التساؤلات, وقد ترددت هذه الأسئلة وأشباهها من مطلع السبعينيات حتى الآن؟ متخذة من هزيمة حزيران هدفاً للتساؤل؟ وهل هزيمة 67 كانت بسبب الثورة؟ ولم يكن لهذه التساؤلات أرضية صحيحة لأن التاريخ يقول لنا: إن الصليبيين قد احتلوا فلسطين مدة سبعين عاماً وذلك قبل ثورات الضباط الأحرار بتسعة قرون.. إلا أننا نقول إن الثورات كانت تلبية شعبية وتتويجاً لحركات الغالبية العظمى من الشعوب المقهورة، ومن هنا نستطيع القول: إن الشعوب الثائرة مهما رسفت في قيود القوانين فهي تملك العطاء الجم لشعوبها ولسائر الشعوب أيضاً.
واليمن يعيش اليوم أوضاعاً استثنائية بسبب الهجمة والعدوان التحالفي الهمجي التي تشنه السعودية بهدف تصفيته واقتلاعه من الجذور نتيجة أحقاد تاريخية بحتة ترسخت في نفوس الجيران السعوديين السيئين, وبدعم ومساندة أمريكية وهي التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان, ولكنها للأسف بالنسبة لليمن أصبحت الوحش المفترس الذي يأكل الأخضر واليابس ويفترس الناس ويعتدي على شعب فقير مثل اليمن الذي لم يسبق له أن اعتدى على أحد.. شعب حاول أن يقول كلمته الحقة وأن يبني نفسه بنفسه دون الاعتماد على الآخرين, ولكن للأسف وقع بين كفّي عفريت وجاء العدوان السعودي ـ الأمريكي يدمر كل شيء ويقضي على كل شيء وعلى مرأى ومسمع من العالم المتحضر المتمدن, ولكنه في النهاية سينتصر (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
شعــــــــــــــــر:
نحن الذين ببدر قال قائلنا
وبيننا والمنايا بضع أشبار
مُرْ يا محمد إنا صُبَّرٌ جُلدُ
لم نرهب الموت أو نحفل بكفار
والبحر إن قلت نغزوه سنصرعه
لجاً بلج واعصاراً باعصار
ولا نساوم فرداً في سعيدتنا
لو جاء في الشبر كنيليور دولار
ما قيمة الدم إن لم يفتد وطناً
ولم يكن شرفاً حراً من العار
تالله تالله لو كلّت صوارمنا
لننهشنا بأنياب وأظفار.