خطاب القائد الذي لا يخذل شعبه .. افتتاحية الثورة
يمانيون:
* سجل خطاب السيد القائد عبدالملك الحوثي يوم أمس الأول ارتياحاً بالغاً لدى الشعب اليمني وعموم المتابعين في الداخل والخارج، فقد كان من ناحية الشكل والمضمون، عميقاً، قوياً، مطمئناً، وشفافا في الوقت نفسه.
لم يهون السيد أو يهول، وكما كان ملتزماً بالثوابت والمبادئ العليا، فقد كان إيجابيا لناحية انفتاحه على الحلول السياسية إن وجدت، والترحيب بالوساطات العربية والدولية المحايدة.
واكتسب الخطاب مصداقية أكبر عندما تناول السيد أحداث عدن بكل صراحة وشفافية، ولم يتجاهل الإخفاق الذي أدى إلى ثغرة استفاد منها العدو، وبنى عليها انتصاراً إعلاميا كان في أمس الحاجة إليه بعد فشل دام أربعة أشهر شن فيها آلاف الغارات وأنفق المليارات وارتكب مئات الجرائم الوحشية البشعة بحق اليمنيين جميعاً.
توقيت الخطاب هو الآخر جاء وشعبنا يتطلع إلى خوض معركة الكرامة، والانخراط في الخيارات الاستراتيجية التي سبق ودعا إليها السيد في شهر رمضان الماضي، وأكد عليها يوم أمس الأول دون أن يخوض في التفاصيل، ما منح الخطاب قيمة مضافة تدل على وعي بأهمية الحرب النفسية، فلا شك أن العدو كان ينتظر بعض التفاصيل حتى يبني خططه المضادة على أساسها.
التحم القائد بالشعب وهو يحيي صمودهم وثباتهم واطمئنانهم، ساخراً مثلهم من أباطيل العدو الذي يقول أنه يدمر اليمن من أجل اليمن، ويقتل اليمنيين لأجل اليمنيين!
مضامين الخطاب ومفرداته توشحت كذلك معاني العزة والكرامة والإيمان بانتصار الشعب اليمني وبقضيته العادلة، ولم يأبه الخطاب للمعاناة العارضة، ما دامت السنن الإلهية الكونية تؤكد أن العاقبة للشعوب الحرة والمقاومة، وأن الخزي والخسران تلحقان على الدوام بالغزاة والمحتلين.
أزجى السيد التحايا للجيش وللجان الشعبية في مختلف الجبهات، وأشاد بمواقف الشرفاء والأحرار من العلماء والإعلاميين والمشايخ وكل الوطنيين الصادقين والمخلصين، مطمئناً بأن التجربة التاريخية للشعب اليمني مع مختلف الغزاة تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن اليمنيين على موعد مع الانتصار ودحر الأعداء مهما عظمت قوتهم وإمكاناتهم.
في الخطاب بشر السيد بيوم قريب يكون فيه لليمن ولشعبه حكومة حرة ، ورئيس حر، ودولة مستقلة تحظى بالاحترام بين البلدان.. وهذا مطلب جامع وشامل لكل أهداف الحركة الوطنية اليمنية، ولا يفصلنا عن تحقيقه سوى الانتصار في معركة الحرية والكرامة والاستقلال.. وفي ظل صمود وتضحيات الشعب اليمني، وحنكة قيادة الثورة والمسيرة، فإن النصر آت آت، والعاقبة للمتقين.
افتتاحية صحيفة الثورة
4 اغسطس 2015