سؤال .. اين إبن سلمان؟
يمانيون – متابعات
بعد احداث قصر الخزامي انخفض التواجد الاعلامي لمحمد بن سلمان الى اقل مستوى ممكن منذ تسلمه منصب ولاية العهد في السعودية، ما تسبب في تعزيز فرضية اعتبار هذه الاحداث انقلابا عسكريا.
في النظرة الاولى تعود قلة التواجد الاعلامي لكبار المسؤولين الحكوميين الى انشغالهم والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، غير ان هذا الحدث لشاب صاعد مثل محمد بن سلمان وبعد حضوره الاعلامي المكرر وخارج عن الاعراف والتقاليد يثير تساؤلات جادة.
ويعود اخر تواجد اعلامي لمحمد بن سلمان عبر شاشات التلفزة الى ثلاثة ايام قبل احداث قصر الخزامي والذي كان بمعية الملك في حفل افتتاحي وبعد ذلك لم تنشر وسائل الاعلام اخبارا حول نشاطاته.
كما ان عدم حضوره في جلستين اخيرتين لمجلس الوزراء اثار تساؤلات.
اين إبن سلمان هذه الايام ولماذا يتهرب عن وسائل الاعلام؟
ربما تكون الخيارات التالية تجيب على السوال المذكور..
ربما بعد اعلان إبن سلمان دعمه الرسمي للكيان الاسرائيلي والاعتراف به خلال زيارته الى الولايات المتحدة الاميركية والذي اثار سخط المسلمين في العالم، فضل ان يكون غائبا عن المسرح السياسي خلال نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس المحتلة في 14 ايار ومن ثم يوم النكبة.
ومن البديهي ان هذه الاحداث تستوجب اعلان مواقف من عمليات العنف التي يمارسها الصهاينة والتي لايؤمن بها إبن سلمان “باعتباره ركنا اساسيا في دعم الكيان الاسرائيلي”، كما انه غير مستعد ابدا للمخاطرة بمستقبله وبمنصبه كملك مقبل للسعودية من خلال اتخاذ موقف تجاه هذه الاحداث.
وينبغي ان لاننسى ان احد الشعارات الرئيسة التي كان يطلقها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية هي شعارات معادية لابن سلمان وآل سعود كما ان وسائل الاعلام التابعة للسعودية كانت غائبة تماما عن تغطية هذه الاحداث.
ربما حالة الاحباط التي انتابت إبن سلمان جراء هزيمة السعودية في الانتخابات البرلمانية اللبنانية رغم التهديدات والوعود والمحاولات المبذولة لزعزعة الاستقرار في هذا البلد الى جانب فشلها في الانتخابات البرلمانية العراقية بعد مساعيها الجادة للتواجد في الساحة العراقية الجديدة واخيرا هزيمتها في سوريا بعد دحر “داعش” والمجموعات المتطرفة المنتسبة اليها خلال الشهر الاخير خاصة في العاصمة دمشق، تعتبر من الاسباب الاخرى لغياب إبن سلمان عن وسائل الاعلام في الآونة الاخيرة.
كما ان قضية استدعاء رئيس وزراء لبنان سعد الحريري الى السعودية وفرض الاستقالة عليه وبذل محاولات للتاثير على الانتخابات العراقية والسعي الى مصادرة نتائجها لصالح السعودية واخيرا تزويد المعارضين للحكومة السورية الشرعية بالاسلحة وتسويق الازمات السعودية الى الداخل السوري في ظل الثورات الموسومة بالصحوة الاسلامية كل هذه الاحداث بامكانها ان تشكل عاملا اساسيا في حالة الاحباط والعزلة التي تعرض لها إبن سلمان.
ربما غياب إبن سلمان عن وسائل الاعلام يعود الى انشغاله في تسوية الازمة اليمنية واهم من ذلك كبح جماح منافسه محمد بن زايد الاماراتي الذي يتسابق معه في اخذ حصة اكبر من اليمن وتجلى ذلك في قضية جزيرة سقطرى اليمنية.
الى جانب هذه الاحتمالات هناك احتمال اخر وهو ان إبن سلمان وبناء على توصية من الغربيين قد تجنب وسائل الاعلام وانه منشغل في اكمال مشاريعه المغايرة للتقاليد والدين ومحاولاته لعلمنة المجتمع السعودي.. المشروع الذي بدأ بمكافحة الفساد وعمليا اخرج منافسيه المحتملين من الساحة واستمر بعروض معادية للتقاليد والدين بهدف صرف انظار الرأي العام السعودي عن الاستبداد الحاكم وانتهاك حقوق الانسان في السعودية.
بغض النظر عن قرب اي من الاحتمالات المذكورة الى الحقيقة الا انه يبدو اذا لم تكن حادثة قصر الخزامي انقلابا والذي يؤكدها الكثير من الخبراء فيمكن القول ان هذه الحادثة لعبت على الاقل “دورا انقلابيا” لابن سلمان بحيث اثرت عليه الى حد فضل ان يبتعد فترة ما عن الاجواء المثارة والصاخبة.