تقرير.. غموض حول مصير “بن سلمان” بعد حادثة إطلاق النّار في الخزامي
يمانيون – تقارير – وكالة تسنيم للأنباء
في تاريخ الواحد والعشرين من شهر نيسان الماضي، نشر بعض النّاشطين السّعوديين في المجال الافتراضي فقطع فيدية حول إطلاق للنار قرب أحد القصور الملكية السّعودية في منطقة الخزامي قرب الرّياض.
وبعد مرور أكثر من 3 أسابيع على حادثة إطلاق النار في محيط القصر الملكي السّعوديّ ولا يزال النّاشطون والمواطنون السّعوديّون يطلقون تحليلات مختلفة حول مصير ولي العهد السّعودي محمّد بن سلمان.
وقد استعرض المعارضون السّعوديّون عدّة تحاليل حول مجريات ليلة الحادي والعشرين من شهر نيسان الماضي من بينها فرضيّات حول محاولة لاغتيال بن سلمان إلا أن الرواية الرّسميّة للحكومة السّعوديّة شكّكت كثيرًا في هذه التّحليلات.
الفيديو الذي انتشر على مواقع التّواصل الاجتماعي سبّب ردّات فعل واسعة في المجال الافتراضي ووسائل الإعلام العربية والغربية؛ وقد أعاد المُعارضون السّعوديّون نشر هذا الفيديو بشكل كثيف حيث يُسمع فيه صوت إطلاق نار طويل. سرعان ما ردّت شرطة الرّياض على التّحاليل حول هذا الفيديو والفرضيّات التي أُطلقت عن حادثة إطلاق النّار حول القصر الملكي السّعودي.
التّحليلات والفرضيّات المختلفة التي أطلقها معارضو نظام آل سعود عن حادثة الخزامي تمركّزت حول محاولة بعض الأمراء تنفيذ انقلاب على محمد بن سلمان.
وبناءًا على هذا، يُمكن وضع ما جرى في أواخر نيسان الماضي بين إطارين: إما إطلاق نار على طائرة مسيّرة دخلت أجواء القصر الملكي وإما اشتباك مسلّح داخل القصر الملك السّعودي في محاولة لبعض الأمراء لتنفيذ انقلاب على محمّد بن سلمان ووالده سلمان بن عبد العزيز. الأمر وصل إلى أن البعض أشار إلى معلومات بأنّه تم نقل ولي عهد عرش آل سعود محمد بن سلمان الى قاعدة عسكرية على أطرف الريّاض ووضعه تحت الحماية المباشرة للعسكريين الأمريكيين.
وقد نقلت بعض وسائل الإعلام بأنّه تم إغلاق المجال الجّوي أمام كل الرحلات الجوّيّة العسكرية والتّجاريّة فيما أشارت هذه المعلومات إلى تحليق للمروحيّات المتعلّقة بالحرس الخاص لبن سلمان. وكان لافتًا أداء وسائل الإعلام الخليجية حيث تأخرت العربية والجزيرة عدّة ساعات للإعلان عن حادثة إطلاق النّار لتُعلن لاحقًا أن ما جرى هو إطلاق للنار على طائرة ألعاب مسيّرة. وكالة رويترز نقلت عن المسؤولين السّعوديين قولهم إن قوات الأمن السّعودية أسقطت طائرة مسيّرة على أطراف القصر الملكي.
ولم يمض أكثر من يوم واحد على هذه الليلة المضطربة على أطراف القصر الملكي السّعودي في منطقة الخزامي قرب الرّياض حتى أصدرت وسائل الإعلام السّعوديّة بيانًا نسبته الى الملك السّعودي سلمان بن عبد العزيز ونجله ولي العهد محمد بن سلمان وثمّنت فيه أداء الأجهزة الأمنية السّعودية.
وحسب ما أوردته وسائل الإعلام هذه، فقد اعتبر ابن سلمان أداء جهاز الأمن السّعودي أداءًا متميّزًا وناجحًا وطالب بان تستمر قوّاته الأمنية ببذل هذا المستوى من الجهد.
وجاء ترحيب ابن سلمان بأداء الأجهزة الأمنية السّعودية بعدما أمضى سكّان الرّياض ليلة مضطربة من إطلاق النّار المتواصل قرب القصر الملكي.
النّاشط السّعودي على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أكّد في سلسلة تغريدات له أن ما حدث كان خلافًا للمزاعم الرّسميّة السّعودية حول أن إطلاق النّار كان على طائرة مسيّرة وقال إن إطلاق النّار كان سببه هجوم عبر سيّارات قامت بإطلاق نار عشوائي وكثيف. وحتى اليوم لم تتضح هوية المهاجمين الذي نجحوا في الاختفاء كما لم تتضح بعد صورة الخسائر التي لحقت جرّاء الهجوم.
مصادر معارضة لنظام آل سعود أكّدت أن بن سلمان قام باتّخاذ إجراءات متّعددة في أعقاب الحادث وقرّر منع سفر أفراد العائلة الملكية إضافة إلى المسؤولين السّعوديين رفيعي المستوى الى خارج السّعودية وذلك في أعقاب القلق الذي عايشه في ليلة السّبت تلك حيث كان يخشى أن ابن عمه محمد بن نايف يخطط للإطاحة به من منصب ولاية العهد.
ومضى منذ تلك الليلة الغامضة حتى اليوم 25 يومًا لكن أحدًا من عموم النّاس لا يعل سببا لعدم ظهور بن سلمان على الملأ؛ كما أن وسائل الإعلام السّعودية التي تمشر اخبارًا حول اجتماع لمجلس الوزراء السّعودي لم تُظهر حتى اليوم مشاركة ابن سلمان في هذه الاجتماعات مما يزيد الأمر غموضًا فيما خص مصير ولي العهد السّعودي.
وعند مراجعتنا لموقع وكالة الأنباء السّعودية التي تنشر أخبار اجتماعات ولقاءات الملك السّعودي وولي العهد، نرى أن آخر صورة نشرته هذه الوكالة عن محمد بن سلمان تعود لتاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان (أي بعد 3 أيام من تاريخ حادثة الخزامي) ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم لم يصدر أي خبر حول محمد بن سلمان على موقع وكالة الأنباء السّعوديّة الرّسميّة.
وفي صفحة الأخبار الخاصّة بمحمد بن سلمان نرى أن آخر اجتماعين لبن سلمان يعودان الى تاريخ الواحد والعشرين من شهر نيسان خلال اللقاء الذي جمعه مع الرّئيس الجيبوتي وبعد ذلك خلال جلسة اجتماع لجنة الاقتصاد والتنمية في تاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان؛ لتختفي بعدها الأخبار عن ولي العهد السّعودي عن صفحة الوكالة الرّسمية السّعودية الرّسمية.
وفي صفحة الصّور التّابعة للوكالة الرّسميّة السّعوديّة نرى أن آخر الصّور التي تتعلق بمحمد بن سلمان تعود الى تاريخ الرابع والعشرين من شهر نيسان الماضي في ملف صور حمل عنوان “معرض صور ولي العهد”.