مقبرة الغزاة على مر التاريخ
بقلم / أفراح محمد
العدوان السعودي الأمريكي على اليمن يأتي في إطار مخطط خلق الشرق الأوسط الجديد الذي تحدثت عنه كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وأدوات تنفيذ المخطط القاعدة وداعش الذين يرتكبون جرائم ومجازر بشعة في كل المناطق التي يحتلونها .. وما نلحظه على الأحداث الجارية في اليمن وغيرها من الدول العربية أنها حروب سعودية صهيونية لتدمير الجيوش العربية وتدمير البنى التحتية لدول المنطقة.. ففي اليمن هاهو العدوان السعودي الحاقد يستهدف المعسكرات والمطارات والقواعد والمنشآت والبشر والحجر، ويكشف لنا أشياء كثيرة من مخطط أمريكا والسعودية واسرائيل، هذه الدول التي تزود عناصر القاعدة بالسلاح والأموال والدعم الجوي عبر قصف الجيش اليمني واللجان الشعبية..
السعودية وحلفاؤها رأوا أدواتهم الإرهابية تتهاوى أمام الجيش واللجان الشعبية وتطهير عدد من المحافظات والمعاقل الرئيسية للقاعدة فقرروا شن عدوانهم علي اليمن لحماية تلك العناصر الإرهابية إلى جانب محاولة بث الفتنة المذهبية والطائفية بين اليمنيين وخلق الصراع بينهم والحروب الداخلية.. وما يجري من تفجير للمساجد وقتل للمصلين إلا دليل على أن جارة السوء تنفذ مخططات امريكية صهيونية كما حدث في الكويت والمنطقة الشرقية والدمام وغيرها.. بالإضافة إلى ما يقوم به النظام السعودي الرجعي من بث سموم الحقد الطائفي والمذهبي عبر علمائه ومشائخ البلاط الملكي والتغرير على الشباب بفتاوى وتكفير..
لقد برزت العلاقة الحميمية بين السعودية واسرائيل بشكل واضح وجلي منذ بداية العدوان على اليمن وقد أبدى رئيس وزراء اسرائيل دعمه للعدوان وارتياحه لما ترتكبه السعودية من جرائم وحشية بحق اليمنيين وبدا راضيا عن القاعدة وداعش وأظهر مخاوفه من انتشار الحوثي وخاصة في باب المندب وتهديد مصالح اسرائيل في المنطقة وأدواتها التدميرية القاعدة وداعش اللتان يقدمهما العدوان تحت مسمى (مقاومة) تقاتل بتوجيهات وأوامر العدوان الذي أنزل جنوده وآلياته العسكرية في أجزاء من محافظة عدن لاحتلالها..
التضليل الكبير الذي يمارسه إعلام العدوان السعودي وقلبه للحقائق والمسميات يأتي في إطار التغطية على المجازر التي ارتكبها بحق المدنيين أطفالا ونساء والتسويق للقاعدة وداعش وتشويه كل من يقاوم ويرفض العدوان، وإطاله الحرب والاقتتال بين اليمنيين تحت مسميات مذهبية وطائفية.. لكن العدوان فشل وسيفشل.. فاليمنيون منذ آلاف السنين زيود وشوافع يعيشون في سلام وتعايش جنبا إلى جنب في تآخٍ، وهو ما سيجعل نهاية ممكلة الشر على أيادي اليمنين، فلا إيران ولا روسيا يعول عليهما اليمنيون، بل على جيشهم البطل ولجانهم الشعبية وثبات الشعب اليمني وصموده الأسطوري في وجه ذلك العدوان الحاقد والخبيث، في ظل صمت دولي وأممي ولامبالاة وتفاعل من قبل الحقوقيين، وكذلك تعتيم إعلامي وتواطؤ عربي ..
إنها دروس الصمود والعزة والكرامة والاستبسال يقدمها الشعب اليمني للعالم..
في الأخير أتمنى الإسراع في تشكيل المجلس الرئاسي وحكومة وحدة وطنية وقطع الطريق أمام الأعداء.. وبالخيارات الاستراتيجية الكبرى وصمود وثبات الشعب اليمني العظيم الأبي ودماء الشهداء الطاهرة سيتحقق نصراً عزيزاً ومبيناً من الله، وسيظل يمن الإيمان والحكمة مقبرة الغزاة على مر التاريخ.