هل تسقط اسطورة داعش ؟
بقلم / حسن الوريث
بالأمس كانت القاعدة واليوم جاء داعش بدلاً عنها وربما يأتي في المستقبل القريب تنظيم دامص أو داخس أو دامي وهكذا فإن بلداننا العربية والإسلامية صارت حقلاً للتجارب ومسرحاً تمثل فيه كل الفرق وملعباً يلعب فيه الجميع ويتبارون في أراضينا ونحن من يدفع الثمن لأنهم أدركوا ان تدخلاتهم الميدانية المباشرة لم تنفع بعد أن جربوها مراراً لكنهم توصلوا إلى هذه الاستراتيجية التي نجحت إلى حد ما.
لقد أنشأوا لنا هذه التنظيمات الإرهابية وزرعوها في بلداننا ليحققوا من ورائها أهدافهم المعلنة وغير المعلنة كما جعلوا منها اساطير وخلقوا حولها هالات وعلموها كيف ترعب الناس وترهبهم عبر أنواع من أساليب القتل وبثها للناس في مشاهد سينمائية مدروسة بعناية فائقة لترويعهم وتخويفهم حتى يذعنوا تماماً لرغبات تلك الدول التي جاءت بهؤلاء القتلة المأجورين الذين اشبعوا الناس قتلاً وحرقاً وتنكيلاً .
اعتقد ان التنظيم الذي يطلق عليه الآن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ” داعش ” اسطورة خلقتها المخابرات الغربية بدعم وتمويل خليجي بهدف زعزعة بعض الأنظمة العربية وضرب من يعارض سياستهم في المنطقة ايذاناً بإعلان الشرق الأوسط الجديد وبالطبع فإن أهم ما يتم التركيز عليه في الوضع الجديد هو تجذير الطائفية وهذا لن يتم إلا بإنشاء مثل هذه التنظيمات الارهابية التي تعمل على نشر الفوضى والمناطقية والطائفية في البلدان العربية وبالتالي فمن يعارض سياسة امريكا وإسرائيل في موضوع الشرق الأوسط الجديد يتم تخويفه بهذه الأساطير التي اخترعها الغرب .
وبالطبع فإن ماحدث في اليمن من مفاجأة لم تكن في الحسبان لدى امريكا وحلفائها بسيطرة أنصار الله على جزء كبير من مناطق البلاد ودخولهم كطرف قوي جعلهم يستخدمون داعش كإحدى ادواتهم القذرة في المنطقة ويجلبونها إلى اليمن لتنفيذ اجنداتهم ومخططاتهم من خلال تنظيم القاعدة الإرهابي الذي بلاشك وكما يعرف الجميع انه نشأ مثل داعش بتخطيط غربي وتمويل خليجي لكن معظم فروع القاعدة اعلنت ولاءها لداعش بإيعاز من المخطط والممول وصارت تنفذ تلك العمليات القذرة والوحشية التي نفذوها بقتل المصلين الآمنين في المساجد وذبح الجنود في عدن ولحج وقبلها في حضرموت وهي بذلك تريد زرع الفتنة الطائفية والمناطقية لتفتيت اليمن لأنها تعي تماماً ان هذه هي الطريق المثلى لتحقيق أهدافها.
ومما لاشك فيه ان اللعب على وتر الطائفية والمناطقية هو ما يريد الغرب إدخاله إلى منطقتنا وخاصة إلى اليمن التي كانت بعيدة عن هذا الموضوع إلى وقت قريب ويجري حالياً الضغط بكل السبل والوسائل وخاصة عقب كذبة الربيع العربي وذلك بهدف خلط الأوراق وإدخال البلاد في حروب وفتن ومتاهات ليسهل السيطرة عليها وإدخالها ضمن مخطط الشرق الأوسط الجديد وهذا هو المطلوب من تنظيم داعش الذي تم تكليفه بهذه المهمة وسيتم إسقاطه مباشرة لكن البديل قد يكون تنظيم الدولة الاسلامية في المغرب ومصر “دامص” والدولة الإسلامية في الخليج والسودان “داخس” والدولة الإسلامية في اليمن “دامي” وهكذا فإننا سنظل لعبة في أيدي الآخرين ما لم نتنبه ونحاول استعادة كرامتنا وسيادتنا التي سلبت منا.